تعرّف على...عالم الدين الكبير الذي حدّد بدقة جهة القبلة في حرم الإمام أمير المؤمنين(ع)!!

السبت 29 ديسمبر 2018 - 10:11 بتوقيت غرينتش
تعرّف على...عالم الدين الكبير الذي حدّد بدقة جهة القبلة في حرم الإمام أمير المؤمنين(ع)!!

كان من أركان مرجعية الإمام الراحل السيد الحكيم (قدس سره) وقد أوفده مع الحجة الشيخ محمد الرشتي (قدس سره) إلى باكستان ممثلاً عنه عام (1385 هـ) لحل النزاع الدائر بين جماعتين هناك...

أبو محمد سعيد السيد محمد علي نجل السيد احمد الحكيم (قدس سره) ولد في جمادى الأولى عام (1329 هـ) في بيئة أبرز سماتها الورع والتقوى، تحت ظل والده العلامة الجليل السيد أحمد الحكيم، حيث التقى والورع والعلم والزهد، فنبت في تلك الرياض النضرة نبتة صالحة، سار من خلالها في طريق المعارف الدينية، حتى أصبح ـ بعد حين ـ شجرة باسقة، (تؤتي أُكُلَها كل حين بإذن ربّها).

و أما أمه فهي تلك المرأة الصالحة التقيّة بنت العالم الجليل آية الله السيد مهدي الحكيم وأختُ الأعلام الثلاثة السيد محمود الحكيم والسيد محسن الحكيم والسيد هاشم الحكيم (قدس سرهم).

وأمّا أبوه فهو السيّد أحمد بن السيّد محسن الحكيم، (كان عالماً جليلاً ورعاً مقدّساً، ومن فضلاء الحوزة العلمية، ابتلي بعدة أمراض منعته من مواصلة دراسته، فكان يحث ولديه على طلب العلم والالتحاق بركب الحوزة)، كما أنه كان صبوراً متواضعاً كريمَ النفس، تخرَّج في الأبحاث العالية على يد آية الله الشيخ محمد المظفر، المتوفى سنة 1322، إلا أنه أصيب بأمراض عديدة تركته جليس الدار، حتى قضى نحبه وقد نيَّف على السبعين من عمره، وكانت وفاته في الخامس والعشرين من شهر ذي الحجة سنة1350هجرية، ودفن في إحدى مقابر الصحن الحيدري الشريف.

إذن هو السيد محمد علي بن السيد أحمد الحكيم. ولد عام (1329 هـ). عالِم جليل مجتهد كبير، من أساتذة البحث الخارج في الفقه والأصول. ومن أئمة الجماعة في النجف الأشرف، كثير التواضع والمروءة مؤثر على نفسه مجدُّ في عمله موضع اعتماد الطبقات كافة، ورع صالح تقي، وقد اشتهر بصفات رفيعة وآداب سامية، ليس في حياته أي تصنّع أو تكلّف أو رياء أو مجاملة.

تتلمذ على الإمام الحكيم (قدس سره) وآية الله الميرزا السيد حسن البجنوردي (قدس سره) وآية الله الشيخ عبد الحسين الحلي (قدس سره). كما حضر لدى آية الله المحقق الشيخ محمد حسين الأصفهاني (قدس سره) بحوثه في اصول الفقه.

رفد الحوزة العلمية المباركة بالكثير من العلماء والأفاضل الذين تربّوا في درسه وحوزته حيث كان يهتمّ كثيرًا بتربيتهم الإيمانية والأخلاقية مضافًا إلى الاهتمام العلمي.

تميز بنظر ثاقب ودقة التقييم للأحداث والمتغيرات والظواهر الاجتماعية، وكذلك اهتمامه البالغ بتثبيت خط آل البيت (عليه السلام) ونهجهم وثقافتهم.

كان من أركان مرجعية الإمام الراحل السيد الحكيم (قدس سره) وقد أوفده مع الحجة الشيخ محمد الرشتي (قدس سره) إلى باكستان ممثلاً عنه عام (1385 هـ) لحل النزاع الدائر بين جماعتين هناك.

له تضلّع بعلم الهيئة والهندسة والرياضيات، حتى عرف بذلك في أوساط علماء النجف، وقد كلّفه المرجع الراحل السيد الحكيم (قدس سره) بكتابة قسمة المواريث وفقًا لقواعد الرياضيات الحديثة، وهو الذي حدّد بدقة جهة القبلة في حرم الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام).

أولاده:

1-السيد محمد سعيد

2-السيد محمد تقي

3-السيد عبد الرزاق

4-السيد محمد حسن

5-السيد محمد صالح.

من مؤلفاته:

1-بحث في القبلة

2-بحث في الدرهم والدينار الإسلامي

3-قسمة المواريث طبق الرياضيات الحديثة

4-بحث حول الساعة الزوالية

5-تقريرات درس أستاذه في الأصول الشيخ محمد حسين الأصفهاني (قدس سره)

6-تقريرات درس الإمام الحكيم(قدس سره) في الفقه

7-تعليقة على كفاية الأصول

8-حاشية على فرائد الأصول (الرسائل).

وصاياه لطلاب العلوم:

إن ما مر به الفقيد (قدس سره) في معترك هذه الحياة، حلوها ومرّها، ومضافاً لمراسه المعروف للعلوم الدينية وغيرها، طالباً وأستاذاً وعالماً كبيراً، تمر عليه هذه السنون الطويلة التي عاشها بتقلّباتها، لجدير بأن تسجل كلماته بأحرف من نور، يستضيء بها طلاب العلم المخلصون، وينظرون إليها بعين البصيرة، فتكون مساراً ومنهجاً وطريقاً معبداً لأهدافهم النبيلة، ونواياهم الصالحة.

كان (قدس سره) يوصي طلبة العلوم الدينية ـ وفي مجالسه الخاصة والعامة ـ بالتحلّي بصفات لا يمكن لطالب العلم التخلي عنها، وربما أردف وصاياه بتجربة مرّت به تناسب المقام.

أولاً: تقوى الله عزوجل. وكلمة التقوى ـ رغم قلة حروفها ـ تحمل في طياتها معاني كبيرة سامية، وهي وصية الله في خلقه: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته)، كما أنها وصية الأنبياء والرسل في أُممهم، وقد حثّ أئمة أهل البيت (عليهم السلام) شيعتهم عليها، وتعاهدها الأولياء فيما بينهم. وهي ـ بعدُ ـ ضرورية لطالب العلم، حيث تدور عليها رحى الدين الحنيف، فلولاها لتبدّلت الأحكام الشرعية تبعاً لرغبات النفس، أو محاباة للسلطان، ولكان العالم مرتعاً لنزعات الشيطان، ومن بابه تفتح أبواب كل شر، ولولاها لأصبح العلم مذمة لا مكرمة، والتفقه مزلّــة لا منقبة.

ثانياً: الإخلاص لله تعالى في العمل. فلابد أن يكون عمل طالب العلم خالصاً لوجه الله تعالى، كي يفيض عليه أسباب التوفيق، ثم يؤجره على عمله أعظم الأجر، وبذلك ترتفع درجاته ومنزلته عنده تعالى.

ثالثاً: الصبر، ولا يخفى ما في هذه الصفة من الأهمية في سبيل تحصيل النشاط العلمي والمعرفي.

رابعاً: الإصرار والمواظبة على طلب العلم، فإن طريق علوم أهل البيت (عليهم السلام) طويل، ولا تظهر ثمراته بسهولة، فلابد لطالب العلم من الإصرار عليه، وعدم التساهل فيه، مهما مرّ به من فتن ومحن، بل عليه أن يستوضح طريقه، ويسير على طبق موازينه الشرعية. وهذه الصفة واضحة في مسيرته (قدس سره)، حتى وصفه بعض الأعيان من تلامذته بأنه: (مواظب على طلب العلم)، وكثيراً ما كان يردّد: فآفة الطالب أن يضجرا أطلب ولا تضجر من مطلب في الصخرة الصماء قد أثرا ألا ترى الحبل بتكراره.

وأما عدم التساهل في طلب العلم عند اشتداد المحن فهو من أبرز صفاته، ففي مجلس من المجالس وجّه إليه بعض الأعلام اللوم في إلباس أولاده وأحفاده العمامة ـ خصوصاً مع ذلك السيل الجارف الذي مرّ بالعراق على وجه العموم، وعلى الأسرة على وجه الخصوص ـ، فما بدا منه أيّ اكتراث بهذا الكلام، وأجابه بشكل هادئ: (هذا عملي وأنا أفخر به)، فكان كله إصراراً وقناعة بذلك. كما أنه لم يكن يكترث ولا ينهزم مهما كانت العناوين والصور المسلّطة عليه، ومهما كانت الدعاية مضادة له.

خامساً: على الطالب أن يتقن درسه ويتأمل في المادة التي يدرسها، ويهتم بشؤونها، من حفظ شاهد، أو دفع إشكال، أو فتح عبارة غامضة، أو غير ذلك من الموارد المختلفة وفي المراحل العلمية المختلفة.

سادساً: لابد للطالب أن يلتزم بمذاكرة المسائل العلمية بمختلف المطالب والمراتب، ولا يتعالى على مادة نحوية كانت أو منطقية أو أصولية أو رجالية أو غير ذلك.

سابعاً: تحديد الهدف لطالب العلم وعدم الاكتفاء بالمسمى، فلابد من أن يقوم طالب العلم بتحديد ما يصبو إليه، سواء كان من أهل العلم بالمعنى الخاص، أو من الخطباء وأهل الكتابة والتصنيف، وعدم الخلط في ذلك، كي يحافظ على هدفه.

ثامناً: من وصاياه التي كان يدأب عليها هي مطالعة المادة الدراسية قبل الحضور عند الأستاذ، ليستعين الطالب بذلك على فهم ما يمكن فهمه، ويتوجه ـ فيما لا يفهمه لأستاذه، ليأخذ منه ما يشفي منه غليله.

المصدر:مواقع مختلفة بتصرف