وقال مصدر مطلع في الحوزة العلمية في النجف الاشرف ان الأنشطة اليومية للحوزة توقفت اليوم بمناسبة وفاة آية الله الشاهرودي.
وكان آية الله هاشمي شاهرودي أحد أبرز طلاب آية الله سيد محمد باقر الصدر، زعيم الثورة العراقية ضد النظام البعثي وله مكانة علمية وفقهية شامخة في حوزة النجف الاشرف.
وقد توفي رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام في ايران آية الله الهاشمي الشاهرودي مساء الاثنين اثر نقله الى المستشفى ودخوله العناية المركزة وذلك اثر مرض المّ به منذ فترة طويلة .
وتولى آية الله الهاشمي الشاهرودي رئاسة السلطة القضائية لفترة 10 اعوام (1999-2009) بامر من سماحة قائد الثورة الاسلامية.
وكان عضوا في مجلس صيانة الدستور في دوراته الثالثة والرابعة والخامسة والسادسة والسابعة، ونائبا في مجلس خبراء القيادة في دوراته الثالثة والرابعة والخامسة.
من جانبه قال مدير الحوزات العلمية في ايران آية الله علي رضا أعرافي: إنه تكريماً لشخصية العالم الجليل المرحوم آية الله سيد محمود هاشمي الشاهرودي وبمناسبة إقامة مراسيم تشييعه وتدفينه في مدينة قم، ستكون الحوزات العلمية غداً الاربعاء عطلة في شتى أنحاء البلاد.
وقدّم آية الله أعرافي التعازي بهذه المناسبة عبر إصدار بيان جاء فيه: إنّ وفاة سماحة آيةالله العظمى محمود هاشمي شاهرودي أدخل الحزن في قلوب الشعب الايراني العظيم والمجتمع الاسلامي والحوزات العلمية.
و هذا العالم الراحل بأنه كان من نوادر الحوزات العلمية، كَبُرَ في اُسرة عظيمة وفاضلة قدّمَت الشهداء فضلاً عن تتلمذه على يد أساتذة كبار في النجف ومنهم آية الله سيد محمد باقر الصدر حيث بلغ قمم الفقاهة والفضيلة خلال حياته.
كما عبّر أعرافي عن هذه الشخصية الراحلة بالشخصية التي كان لها دورها الاجتماعي والسياسي والجهادي والثوري والتي لعبت دوراً هاماً في الثورة الاسلامية وسارت على نهج ولاية الفقيه وتوّلت مناصب عليا واستراتيجية في السلطة القضائية ومجمع تشخيص مصلحة النظام ومجلس صيانة الدستور في البلاد.
وأعلن أعرافي عن عطلة رسمية في الحوزات العلمية غداً الاربعاء في كافة انحاء البلاد.
وقدم آیة الله نوری الهمدانی وآیة الله مكارم الشیرازی من مراجع التقلید التعازی بمناسبة وفاة آیة الله سید محمود الهاشمی الشاهرودی الرئیس الراحل لمجمع تشخیص مصلحة النظام.
المرجع نوری الهمدانی
وأعرب آیة الله نوری الهمدانی حزنه العمیق بهذه المناسبة مؤكداً علی أنّ آیة الله الشاهرودی كان من الشخصیات البارزة فی حوزة قم العلمیة تتلمذ علی ید علماء كبار وشغل لمدة 10 سنوات منصب رئیس السلطة القضائیة وكان عضواً فی مجلس صیانة الدستور ومجلس خبراء القیادة.
و إعتبر سماحته هذا الفقید الراحل بأنه كان متحلیاً بخصائص بارزة منها خدمة الثورة الاسلامیة والتبعیة لولایة الفقیه والتفوق العلمی والجهاد فی العمل.
المرجع مكارم الشیرازی
وفی نفس السیاق قدّم آیة الله مكارم الشیرازی من مراجع التقلید تعازیه بهذه المناسبة، واصفاً هذا العالم الجلیل بأنه كان ركناً من أركان نظام الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة ترك الكثیر من الأعمال والمؤلفات.
وعبر عن أسفه وحزنه لافتقاد هذا العالم الذی ساهم فی تداوم الثورة الاسلامیة والذی كان یحظی باحترام بالغ فی الحوزات العلمیة.
الشيخ محمد اليعقوبي
عزى الشيخ محمد اليعقوبي ، بوفاة السيد محمود الهاشمي الشاهرودي، فيما أشار الى ان عطاء الراحل لم يقتصر على العلوم الحوزوية المتعارفة بل امتدّ الى الحقول الفكرية والمعرفية الأخرى.
وذكر مكتب الشیخ اليعقوبي في بيان له، ان ‘الأمة الإسلامية عامة والحوزات العلمية الدينية خاصة فُجعت اليوم برحيل أحد ابنائها البررة الذي نذر عمره الشريف للارتقاء بها في آفاق العزة والكرامة وهو سماحة آية الله السيد محمود الهاشمي الشاهرودي (قدس الله نفسه الزكية)’.
وأضاف ‘لقد نَبَغَ الراحل الكبير منذ وقت مبكّر في تحصيله العلمي وكان محط اهتمام أساتذته العظام خصوصاً السيد الشهيد الصدر الاول (قدس الله سره) الذي كان يستبشر برؤيته ووجوده ويشيد به ويُظهر ذلك أمام الاخرين, وقد حدثني قرينه السيد الشهيد الصدر الثاني (قدس الله سره) إنه كان من أنبغ تلامذة أستاذه الشهيد (قدس الله سره) وقد أثمرت تلك الجهود المضنية مؤلفات جليلة في الفقه والأصول نالت اعجاب أهل الفن’.
السيد علي فضل الله
نعى العلامة السيد علي فضل الله، في بيان اليوم، رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام في الجمهورية الإسلامية الإيرانية السيد محمود الهاشمي الشاهرودي. وقال البيان: “إذا مات العالم، ثلم في الإسلام ثلمة لا يسدها شيء إلى يوم القيامة”.
وتابع “ببالغ الأسف والحزن، تلقينا نبأ وفاة المرجع آية الله السيد محمود الهاشمي الشاهرودي الذي عاش حياته في خدمة الإسلام والمسلمين، وكانت له المكانة الراسخة والدور الكبير في الجمهورية الإسلامية وفي الحركة الإسلامية والفكر والفقه الإسلامي، وهو من دعاة الوحدة الإسلامية، والعاملين على تقديم الصورة المشرقة للاسلام في خط أهل البيت”.
اضاف “إننا في الوقت الذي نحتسب سماحته في رعيل الكبار من العلماء والأعلام الذين أغنوا الحركة الإسلامية والمكتبة الإسلامية بكتبهم وحركتهم، نسأل المولى تعالى أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه الفسيح من جنته، ويلهم ذريته والأمة الصبر، ويعطيهم عظيم الأجر”.