احتفال المسلمين بعيد الكريسماس!

الثلاثاء 25 ديسمبر 2018 - 09:28 بتوقيت غرينتش
احتفال المسلمين بعيد الكريسماس!

العالم الاسلامي – الكوثر: كثيرون من المسلمين نراهم يهتمّون بأجواء عيد الميلاد بما لا يهتمون بأي مناسبة إسلامية من مناسباتهم، فترى المتاجر مليئةً بالذين يشترون زينة الميلاد، ويزينون بيوتهم ومحالهم بشجرة الميلاد المعروفة، ويحتفلون بأجواء من البهجة تمتد طوال فترة معينة.

 

وقد يدّعي البعض أن ذلك باعتبار أن المسيح هو نبي من أنبياء الله، وهذا صحيح، ولكن المسيح الذي يُحتَفى به ليس نبي الله عند المحتفين، بل له صفته عندهم، ولهم عقيدتهم الخاصة به، والمختلفة عما نؤمن به تجاهه! ومن المؤكد أن ما يجذبنا إلى المناسبة ليس نبوته، فمحمد(ص) أيضاً نبي الله، وهو خاتم الرسل، ومع ذلك، لا نجد في مناسبة ولادته مثل هذا الاهتمام بمظاهر الاحتفال من قبل المسلمين، لا على صعيد المجتمع، ولا على صعيد الإعلام، ما يعني أن ما يجذب الناس إلى مناسبة الميلاد هو شيء آخر، وهو ما نريد التوقف عنده ومناقشته.

 

فهل هي المظاهر البراقة التي تجذب الناس إليها، وتضفي شيئًا من الفرح والبهجة، باعتبار أن في الزينة شيئًا من الحركة التي تزيل الرتابة عن القلوب والأمكنة؟ أم أنه نوع من الاستلاب أمام الآخر ومجاراته؟ أم أن مجتمعاتنا ينقصها البهجة ومظاهر الفرح، فتبحث عنها في أمكنة أخرى؟ أم أن هناك أسبابًا أخرى؟

 

ليس المقصود من هذا الكلام شيئًا سلبيًّا، ولا هو دخول في المجال الفقهي للمسألة، فليس ذلك شأننا، وإنما هو محاولةٌ للاهتمام بالأسباب الحقيقية التي تدفع الناس إلى مثل هذا السلوك، وتقليد الآخرين في طرق احتفالاتهم، بينما لا نرى مثل هذا الاهتمام بالمناسبات الخاصة بنا.

 

وهذا يعني أن على المهتمين بالشأن الاجتماعي من المسلمين وعلماء الدين، أن يسألوا أنفسهم عن سبب انحياز فئة من الناس إلى مثل هذه الاحتفالات بمناسبات تخص الآخرين أكثر مما تخصّنا، ولماذا لا يكون الاهتمام بمناسباتنا بمثل هذا الاهتمام بولادة المسيح(ع)؟ ولماذا لا نزين بيوتنا ومحالنا ومتاجرنا كما نفعل في هذه المناسبة؟ وهل من مانع في أن يكون عندنا أجواء احتفالية تؤكِد قيمة المناسبة، وتدخل الفرح إلى قلوب الناس، كما نهتم في مناسباتنا الحزينة؟

 

مع إعادة التأكيد أن المسيح(ع) يعنينا كنبي من أنبياء الله، ونكن كل الاحترام لإخواننا في البلد والعالم ممن يتبعونه.

 

مع هذه الاستفسارات، نسأل الله أن يمن علينا في هذه المناسبة بالخير والسلام، وأن يهدينا دومًا سواء السبيل، وأن تكون مثل هذه المناسبات فرصةً لنجتمع جميعًا على الخير، ولنلتقي على دروب الإنسانية الرحبة، كما كان النبي عيسى(ع)، وكما كان نبينا محمد(ص).

 

سوسن غبريس