السؤال: ما معنى قوله تعالى (وانه لدينا في أم الكتاب لعلي حكيم)؟
وقد جاء الرد على هذا السؤال في الموقع الالكتروني لمركز الابحاث العقائدية الذي يشرف عليه مكتب المرجع السيد علي الحسيني السيستاني:
ذكر المفسرون في تفسير الآية القرآنية وجوها نحن نذكر بعضها:
ففي (تفسير الميزان): ان الآية القرآنية جاءت لتأكيد وتبيين ما تدل عليه الآية السابقة من أن الكتاب في موطنه الاصلي وراء تعقل العقول، والضمير في الآية يرجع الى الكتاب المذكور قبل هذه الآية، والمراد بأم الكتاب اللوح المحفوظ كما قال تعالى: ((بل هو قران مجيد* في لوح محفوظ))[البروج:21ـ 22]، وتسميته بأم الكتاب لكونه أصل الكتب السماوية يستنسخ منه غيره والتقيد ((بأم الكتاب ولدينا)) للتوضيح لا للاحتراز والمعنى أنه حال كونه في أم الكتاب لدينا ـ حالا لازمه ـ لعلي حكيم ، والمراد بكونه عليا على ما يعطيه مفاد الآية السابقة: انه رفيع القدر والمنزلة من أن تناله العقول.
وفي (تفسير نور الثقلين) ينقل الروايات الواردة بخصوص الآية ومن تلك الروايات :1ـ في تفسير علي بن إبراهيم : وقوله عز وجل: ((وانه في ام الكتاب لدينا لعلي حكيم)) يعني أمير المؤمنين صلوات الله عليه، مكتوباً في الفاتحة في قول الله عز وجل ((اهدنا الصراط المستقيم)) ، قال أبو عبد الله (عليه السلام): (هو أمير المؤمنين صلوات الله عليه) .
2ـ في تهذيب الأحكام في الدعاء المنقول بعد صلوة يوم الغدير عن أبي عبد الله (عليه السلام) : فاشهد يا الهي انه الإمام الهادي المرشد الرشيد علي أمير المؤمنين الذي ذكرته في كتابك ، فقلت: ((وانه في أم الكتاب لعلي حكيم )) لا اشركه إماما ولا أتخذ من دونه وليجة .
3ـ في كتاب معاني الاخبار عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عزوجل: ((اهدنا الصراط المستقيم)) قال: هو أمير المؤمنين ومعرفته والدليل على أنه أمير المؤمنين قوله عز وجل: ((وأنه في ام الكتاب لدينا لعلي حكيم)) وهو أمير المؤمنين (عليه السلام) في أم الكتاب في قوله: (إهدنا الصراط المستقيم).
وفي (تفسير القمي) ذكر نفس المعنى الذي ذكره صاحب (تفسير نور الثقلين) وقد فسرت الآية بتفاسير أخرى ضعفها صاحب الميزان، فراجع .
المصدر:وكالة أنباء الحوزة