سيدنا آدم عليه السلام أول من خلقه الله على هذه الأرض، وأول من سكن الجنة بصحبة زوجته حواء التي خلقها الله لتؤنس وحشته في الجنة، ولكن لم يكتب لهم البقاء في الجنة إذ طردا منها بعد ان عصوا ربهما بعد أن أكلا من الشجرة التي منعهم الله من أن يقتربا منها، فأذلهما الشيطان واكلا من الشجرة رغم تحذير الله لهما، فكان مصيرهم عليهما السلام أن انزلهما الله إلى الأرض وغفر لهما ذنبهما بعد أن استغفرا له ليلا نهار.
عاش سيدنا آدم بصحبة زوجته الأرض وحدهما وسخر لهما ما يعينهما علي التعامل مع هذه الأرض وما عليها من غير البشر من خلال الإلهام، حيث كان الله -عز وجل- يهيئ لسيدنا آدم كيف يتعامل مع الطبيعة ومتغيراتها والحيوانات وافتراسها وهكذا، لم يبقَ آدم وحواء -عليهما السلام- طويلا وحدهما علي الأرض، بل رزقهم الله بالأولاد الذين كانوا بداية الخليقة وهم: قابيل وأخوه هابيل والقصة المعروفة التي تجسد صراعهما، وإرتكاب أول جريمة قتل وقعت على هذه الأرض، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا ما هي اللغة التي كان بتحدثها سيدنا آدم مع أولادة وزوجته، وسائر المخلوقات، باعتباره النواة التي خرجت منها البشر جميعا بكافه ألوانها ولغاتها وأشكالها؟ هذا ما سوف نتحدث عنة.
مثل ما أعتبر سيدنا آدم أبو البشر كذلك تعتبر اللغة العربية أم جميع اللغات التي وجدت على هذه الأرض، لذلك يعتقد أن اللغة العربية هي اللغة التي اشتق منا سائر اللغات التي عرفت على هذه الأرض منذ خلق الخليقة.
اختلف العلماء حول اللغة التي كان يتحدث بها سيدنا آدم عليه السلام، لذلك هناك ثلاثة آراء تتحدث حول اللغة التي كان يتحدث بها آدم ويتعامل بها مع سائر المخلوقات التي خلقها الله:
الرأي الأول: يرجح أن سيدنا آدم -عليه السلام- علمه الله -عز وجل- جميع اللغات، وجعله يتكلم بها، وذلك عن طريق الإلهام وتلك اللغات واللهجات المتنوعة التي يتقنها وعلمها الله له وزعها الله علي أولاده باختلاف أجناسهم وألوانهم، واخذوا يتحدثون بها إلي قيام الساعة.
الرأي الثاني: حول قضية اللغة التي كان يتحدث بها سيدنا آدم، حيث يعتقد بعض العلماء أن اللغة العربية هي اللغة التي تحدث بها، وأنها اللغة الأساسية النواة التي تفرعت منها كل اللغات التي عرفت على هذه الأرض مع اختلاف الأجناس البشرية، وقد تم دعم هذا الرأي مع كبار العلماء.
وهذا الرأي لا يتعارض مع الحديث الذي جاء في الأختصاص للمفيد ص 264 : (عن بعضهم قال : كان خمسة من الأنبياء سريانيون آدم وشيث وإدريس ونوح وإبراهيم عليهم السلام. وكان لسان آدم عليه السلام العربية وهو لسان أهل الجنة فلما أن عصى ربه أبدله بالجنة ونعيمها الأرض والحرث وبلسان العربية السريانية ، وقال : كان خمسة عبرانيون : إسحاق ويعقوب وموسى وداود وعيسى عليهم السلام ، من العرب هود وصالح وشعيب وإسماعيل ومحمد عليهم السلام ).
هناك رأي ثالث حول لغة آدم علية السلام، حيث يرجح بأنة لم يكن هناك لغة منطوقة في ذلك العهد، بل كانت لغة الإشارة باليدين هي التي كانت سائدة في تلك الفترة، كتب ( مايكل كورباليس) الأستاذ بجامعة برنستون الأمريكية كتاباً بعنوان: في نشأة اللغة: من إشارة اليد الى نطق الفم.
المصدر:مواقع مختلفة