ما هي...حقيقة إستطلاع المغيبات عن طريق الجن والفنجان والأبراج وتحضير الأرواح؟؟!!!

الخميس 20 ديسمبر 2018 - 09:48 بتوقيت غرينتش
ما هي...حقيقة إستطلاع المغيبات عن طريق الجن والفنجان والأبراج وتحضير الأرواح؟؟!!!

ومنهم من يمتلك الفطنة والذّكاء في التعرّف إلى أحوال الآخرين، من خلال ما يسمّى...كما أن بعض الأحداث التي تقع، حيث يتمّ تحضير الرّوح بواسطة الفنجان أو التقمّص في جسد الأطفال والنّطق على لسانهم...

الشيخ حسين الخشن

نحاول من خلال هذه المفردة، أن نفسّر ظاهرة التّنبؤات الفلكيَّة، وسبب إقبال النَّاس عليها، حتّى المتديّنين والمتعلّمين منهم، هذه الظّاهرة التي، وعلى الرّغم من التطوّر العلميّ، ما تزال منتشرة وبقوّة لافتين إلى مساهمة وسائل الإعلام في ترويجها، "حتى أصبحنا اليوم أمام "نجوم" من المتنبّئين، الّذين غدا لكلّ واحدٍ منهم جمهور عريض يرجعون إليه ويستفتونه حول ما تخبّئه لهم الأيّام وينتظرهم في قادم الزّمان، فيما يتَّصل بحياتهم الشخصيَّة والعائليَّة والاجتماعيَّة...".

إننا في الواقع لا نجد سبباً مقنعاً لانتشار هذه الظَّاهرة ـ حتّى في أوساط المتعلّمين ـ سوى قلق الإنسان على مستقبله، وهو ـ أي القلق ـ "ما يحفِّز الإنسان ويدفعه إلى استطلاع المغيّبات بشتّى الطرق والوسائل"، إضافةً إلى ضعف الإيمان بالله تعالى.

إن المتنبئين وللأسف كثر وتتعدد أصنافهم ومصادرهم، فمنهم من يدّعي الإلهام، ورؤية صور معيَّنة في حال اليقظة. وفي هذا الإطار، نقول: "إنّ دعاوى الإلهام والإيحاء هي دعاوى فارغة، ولا دليل على صدقيّتها، ولا يمكن التّعويل عليها ولا تصديق أصحابها".

ومنهم من يمتلك الفطنة والذّكاء في التعرّف إلى أحوال الآخرين، من خلال ما يسمّى فراسة العين. علما أنّ الاعتماد على فراسة العين هو طريق ظنّيّ ولا حجيّة له شرعاً، ولا سيَّما إذا أُريد الاستناد إليه في اتّهام الآخرين". ونحن نستغرب في الواقع أنَّ البعض من هؤلاء المتنبئين "لا ينتظر إلى أن يلتقي بالأشخاص ليتنبّأ لهم، إنّما يكتفي بسماع أصواتهم ولو عبر جهاز التّلفون".

وأيضاً من أصناف المتنبّئين من يدّعي الاتّصال بالجنّ، وهنا نؤكد أنّ الجنّ هو حقيقة قرآنيّة، ولكنَّه يُبيّن أنَّ فرصة التَّواصل الثّابتة قرآنيّاً فيما بين الإنس والجنّ، هي الوسوسة التي يمارسها الجنّ تجاه الإنسان. ونتعجب مما صدر عن بعض الفقهاء من فتاوى حول مشروعيَّة الزَّواج بالجنّ وغيرها من الأمور الغريبة.. ونؤكد استناداً إلى الآيات القرآنيّة، أنَّ الجنّ لا يعلمون الغيب.

أما بالنسبة للبعض الذين يؤعمون أنَّ بإمكانهم تسخير الأرواح واستعلام المغيّبات، نقول "إنّ تسخير الأرواح أمر غير ثابت، لأنَّ الرّوح بعد انفصالها عن الجسد بسبب الموت، تدخل في عالم البرزخ"... و"إنّ الرّوح ـ على فرض أنّه يمكن التَّواصل معها ـ لا تعلم الغيب، لأنَّ الغيب لا يعلمه إلا الله".

كما أن بعض الأحداث التي تقع، حيث يتمّ تحضير الرّوح بواسطة الفنجان أو التقمّص في جسد الأطفال والنّطق على لسانهم، فهناك احتمال أنَّ ما يجري ليس واقعاً، وإنَّما هو محض تخيّلات وتلاعب بأبصار الحضور..."، وقد يكون من مصائد الشَّيطان ومكائده، بهدف إضلال الإنسان وإرباك حياته..

وهناك طريق قد تكون الأكثر شهرةً في عالمنا اليوم، هو طريق التّنجيم، فالمنجّمون، كما يزعمون، يستندون في إخباراتهم وتوقّعاتهم إلى النّظر في النّجوم والأفلاك، لاعتقادهم أنَّ لها تأثيراً في مصير الإنسان. وفي هذا الصَّدد لا بد أن نقول أن هناك نوعا من التّأثير الطبيعيّ للنّجوم لا شكّ فيه، وهو تأثير يرتكز على أسس وقواعد مفهومة تحكم النّظام الكوني... ولذا، فالنَّظر إلى الكواكب لمعرفة تأثيراتها التّكوينيَّة أمر جائز، بل مطلوب.. ولكن ثمة نوعٌ آخر من اعتقاد التّأثير مرفوض، ولا يمكننا القبول به، وهو الاعتقاد بأنّ للنّجوم تأثيراً في حياة الإنسان". ولذلك نقول أنّ إخبارات المنجّمين لا قيمة لها، ولا يجوز تصديق المنجّم فيما يقول.

إن استطلاع الغيب بواسطة القرآن يمثّل طريقاً يستخدمه البعض في الكشف عن الأحداث والتنبّؤ بها، وهذا الأمر الّذي يختلف عن الاستخارة في مضمونه وهدفه، ليس طريقاً شرعيّاً، ويعدّ استخدام القرآن الكريم في التنبّؤ بالمغيّبات وقراءة المستقبل، توهيناً للقرآن وتحريفاً لمقاصده.

المصدر:موقع الكاتب