السيد صقر خراسان
تذكير بالمقدمة
كانَ ولا يزال ” سفياني الوادي اليابس ” يشغل العلماء والباحثين والعامة والمتابعين منذ عهد رسول الله ( ص ) وإلى يومنا هذا ، آلاف التقارير كُتبت ومثيلاتها من الأبحاث والاستنتاجات نُشرت وتناولت شخصية هذا الشرير ونَسَبه ومهَامه وصفاته وأهدافه وتحركاته ، وأشبعتها دراسات وأبحاث ، كذلك حاولت الكشف عن موقع خروجه وخارطة طريقه وحروبه وخططه وانطلاقته ونهايته . ولم توفِّر هذه الإطروحات أي شاردة وواردة ، ولا حتى أي تفصيل صغير مهما تواضع حجمه في مهمة البحث عن السفياني وعن مكان خروجه . والغريب في الأمر أن الباحث لا يحتاج لوقت طويل أو لجهد وعناء كبيرين حتى يُكوِّن صورة تقريبية أو شبه نهائية عن هذا الشرير المعادي للخط المحمدي المهدوي ، لأن الروايات التي أشارت إليه ودلَّت عليه تكاد لا تُعد ولا تُحصى في كتب ومخطوطات الأديان السماوية الثلاثة ( الاسلام ، النصرانية ، واليهودية ) وحتى على صعيد الدين الواحد مع اختلاف وتفرُع الفرق والمذاهب ، كما هي الحال في كتب ومصادر الشيعة الإمامية وفي كتب ومصادر إخواننا السُنَّة .
تفسير الرواية المنسوبة للرسول الكريم ( ص )
روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : الفتنة الرابعة عمياء مظلمة تمور مور البحر، لا يبقى بيت من العرب والعجم الا ملأته ذُلاً وخوفاً، تطيفُ بالشام وتغشى بالعراق وتخبط بالجزيرة بيدها ورجلها، تُعركُ الأمة فيها عرك الاديم ويشتد بها البلاء حتى يُنكر فيها المعروف ويُعرف فيها المنكر لا يستطيع احدٌ يقول : مه مه ، ولا يرقعونها من ناحيةٍ الا تفتقت من ناحية يصبحُ الرجل فيها مؤمن ويُمسي كافراً، ولا ينجو منها الا من دعا كدُعاءِ الغرقِ في البحر ، تدوم اثني عشر عاما، تنجلي حين تنجلي، وقد أحسرت الفرات عن جبل من ذهب فيقتل عليه من كل تسعة سبعة (وفي موضع آخر ، فيقتل من كل عشرة تسعة /أو فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون ويبقى واحدا).(معجم أحاديث الامام المهدي ج1: ص 429 الحديث 295 (65 مصدر).
التفسير : في الفقرة الاولى ” الفتنة الرابعة عمياء مظلمة تمور مور البحار ”
أطلق رسول الله ( ص ) إسم الفتنة الرابعة على الاحداث التي تشير الى مرحلة هامة من مراحل الارهاصات السابقة للظهور الشريف ، وهي المرحلة الاخيرة بحسب تصنيفه للمراحل والفتن . ووصفها بالفتنة العمياء المظلمة التي لا تبصر اهدافها ، لأنها تخبط خبط عشواء ولأنها تكون مظلمة وغير واضحة المعالم والأفق ، وتمور مور البحار ، اي تضطرب كاضطراب البحر ، والمور هو الاضطراب وهو كالشخص المضطرب الذي يسير ذهاباً واياباً ولا يجد حلاً ولا يعرف استقراراً .
في الفقرة الثانية ” لا يبقى بيت من العرب والعجم إلا ملأته ذلاً وخوفاً ”
وتكون هذه الفتنة كبيرة وشاملة ( تشمل العرب والعجم ) ومذلة ومخيفة ، حيث انها تدخل الى كل بيت ، وهنا تكمن خطورتها لأنها تتسلل الى داخل كل بيت فتملأه ذُلاً ومهانةً ورعباً وخوفاً . فنرى آثارها شملت معظم الدول العربية وكذلك الاسلامية .
في الفقرة الثالثة ” تطيف بالشام ، وتغشى بالعراق ، وتخبط بالجزيرة بيدها ورجلها ” .
يقول الرسول الاكرم ( ص ) انها تطيف بالشام أي ان بدايتها وطيفها من هناك ، وارض الشام تاريخياً كانت تشمل بالاضافة الى سوريا ، كل من لبنان واجزاء واسعة من فلسطين المحتلة المحتلة والاردن وقسم كبير من الاراضي داخل العراق وتركيا ، ثم تغشى بالعراق اي تغطيه وتشمله ، اي ان البلاء يكون شاملاً وعظيماً هناك ، ثم تضرب بيدها ورجلها في الجزيرة ، اي تصل اثارها الى الحجاز ولكن بتأثير أقل اي بمعدل خبطة او خبطتين على أبعد تقدير .
الفقرة الرابعة ” تُعركُ الأمة فيها عرك الاديم ويشتد بها البلاء حتى يُنكر فيها المعروف ويُعرف فيها المنكر ، لا يستطيع أحدٌ يقول مه مه ” .
تُعرك عركاً اي تُدلك دلكاً ، والاديم هو وجه الارض ، اي ان الامة تُعرك وتدلك الى درجة تغير حالها ، والاثر في هذا المقطع ان البلاء يشمل الأمة بسبب هذه الفتنة العمياء ، ويكون شديداً الى درجة يصبح فيها المعروف مُنكراً والمُنكر معروفاً ، اي انها فتنة تُستباح فيها كل انواع المحرمات . وتصل الامور الى درجة كم الافواه فلا يستطيع المرء أن يقول مه مه ، وهنا إشارة الى أن فمه يكون مطبقاً عن قول الحق ومن الخوف الى هذا الحد .
الفقرة الخامسة ” ولا يرقعونها من ناحيةٍ الا تفتقت من ناحية يصبحُ الرجل فيها مؤمن ويُمسي كافراً ” .
هذه الفتنة تُعجز أهلها وصُناعها عن إيجاد الحل لها ، فكلما حاولوا رقعها وخياطتها من ناحية ، انفتقت وتمزقت من ناحية أخرى ، وتكون فتنة شديدة تُكفَّر فيها الناس ويكثر فيها الارتداد عن دين الله ، فيصبح الرجل مؤمناً في نهارها ويتحول الى كافراً في ليلها او يمسي مؤمناً في ليلها ويتحول لكافراً في صباحه ...
أقول:وما أكثر هذه الصُور في عصرنا ، سبحان الله .
الفقرة السادسة : ” ولا ينجو منها الا من دعا كدُعاءِ الغرقِ في البحر ”
النجاة من هذه الفتنة سيكون صعباً للغاية وسيشمل كل فرد ولا ينجو منها الا ما قلَّ وندر ، حاله كحال الغريق الذي يناجي ربه في لحظات غرقه الاخيرة .
الفقرة الاخيرة : ” تدوم اثني عشر عاما، تنجلي حين تنجلي، وقد أحسرت الفرات عن جبل من ذهب فيقتل عليه من كل تسعة سبعة ” .
وتدوم هذه الفتنة لمدة ١٢ سنة ، وحين تنجلي ستنجلي عن انحسار في نهر الفرات ، وهذا الانحسار يكشف عن كنز عظيم من الذهب تم توصيف حجمه بحجم الجبل لعظمته وضخامته ، فتشتد المعارك لاجله حتى تسقط مقتلة عظيمة تبلغ نسبة سبعة من كل تسعة ، وهذا الانحسار لا نعلم ما الذي يسببه ، هل يحدث بفعل فاعل أم بآية من آيات الله ؟ ولكن نرجِّح ان يكون بسبب الاسلحة التي تُستخدم في تلك المعركة لأن الرسول ( ص ) يشير الى ان الفتنة وحروبها هي التي تُحسر الفرات والله العالم ..
لماذا الوادي اليابس ؟
بعد أن توضحت الصورة من خلال التعريف بالحدود السورية وبأحداث الشام ، وبعد أن وصلنا لاستنتاجات علمية كثيرة تشير بوضوح الى ترابط وتشابه كبيرين بين الاحداث الآنية وتلك التي ذُكرت في نصوص الروايات ، وبعد أن فسرنا رواية الفتنة العمياء ، نستطيع القول اننا أصبحنا في عصر الارهاصات التي تسبق الظهور الشريف استناداً لما ذكرناه في الجزء الاول وفي منشورات سابقة ، واصبح بامكاننا ان ندخل بالتفاصيل الحالية لاوضاع الدول المحيطة بسوريا في عصرنا هذا ، من باب ” فرضية ولوجنا عصر الظهور الشريف ” ، وبقي علينا أن نبحث عن اجابة على هذا السؤال الكبير ، لماذا يختار السفياني الحدود الاردنية دون سواها ؟ وكيف تكون أوضاع الدول المحيطة بسوريا ؟
سنبدأ بالبحث معكم ، وسنكشف بعض النقاط المهمة ، وسنستند على دليل روائي واحد خلال هذا البحث .
لماذا لا يخرج السفياني من فلسطين الحالية ؟
الجواب بسيط جداً ويمكننا الوصول اليه او الحصول عليه من خلال دراسة عدة عوامل واهمها :
١ – لأن فلسطين مُحتلة رسمياً من قِبل الصهاينة منذ العام ١٩٤٨ وهم يسيطرون على معظم اراضيها باستثناء قطاع غزة الذي تحرر عام ٢٠٠٥ . وهم يسيطرون سيطرة تامة على طول الحدود مع سوريا . وكما تعلمون فالسفياني يخرج بشعارات عروبية وإسلامية ويدَّعي النسب والقرب والتفرع من الجذور الهاشمية ومن نسل محمد وآل محمد عليهم الصلاة والسلام ، فلا يُعقل أن يخرج من دولة تعادي العرب والمسلمين ، خاصة ان هناك شريحة واسعة من اخواننا السُنة لا تعترف بهذا الكيان الغاصب .
٢ – لأن السفياني يرفع عند خروجه شعارات الاعتدال والوحدة الاسلامية وحقوق الانسان ومحاربة التطرف ، ويتظاهر بالتقرب من المسلمين الشيعة ، والسفياني الذي ينسب نفسه الى نسل آل البيت ، يعلم بأن معظم الرايات الشيعية اذا لم نقل جميعها تعادي هذه الجرثومة السرطانية المعروفة باسم ” اسرائيل ” ، ولا يفوتنا التذكير بأنه يقاتل اعداءهم في المرحلة الاولى لتحركه .
روي عن الامام الامام الباقر (ع) انه قال : وكفى بالسفياني نقمة لكم من عدوكم وهو من العلامات لكم ، مع ان الفاسق لو قد خرج لمكثتم شهرا أو شهرين بعد خروجه لم يكن عليكم منه بأس حتى يقتل خلقا كثيرا دونكم . النعماني ص [301]
من هنا يمكننا الاستنتاج بأن السفياني ومن خلفه هم اذكى من ان يكشفوا أنفسهم بهذه السهولة .
٣ – لأن الروايات الشريفة تشير الى فرار السفياني في احدى مراحل انهزامه نحو ما تبقى من الكيان الغاصب لطلب المعونة من حكامها وقادتها ، ويحصل هذا الحادث على إثر هزائمه المتتالية في العراق وسوريا على ايدي الامام المهدي وقادة جيشه كاليماني والخرساني وشعيب بن صالح .
حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثني محدث أن المهدي والسفياني وكلب يقتتلون في بيت المقدس حين يستقيله البيعة فيؤتى بالسفياني أسيرا فيأمر به فيذبح على باب الرحمة .(المصدر : تاريخ الفتنة لابن حماد)
هذه بعض المؤشرات والعوامل التي تسوقنا الى فك شيفرات اللغز الأول ، فلا يُعقل ان يخرج هذا اللعين بشعارات اسلامية محمدية وعروبية ووحدوية من دولة يحتلها الصهاينة وتحت مظلة اميركية وحماية غربية .
لماذا لا يخرج السفياني من لبنان ؟
١ – لأن لبنان بلد ديمقراطي جمهوري طوائفي تعددي ، ومعظم سكانه من العرب المسلمين والمسيحيين وتبلغ نسبتهم ٩٥ ٪ تقريباً ، و٤ ٪ ارمن ، وواحد بالمئة اقليات ، وبخلاف بقية الدول العربية هناك وجود فعال للمسيحيين في الحياة العامة والسياسية ، وهم يمثلون ثلث عدد السكان ويشاركون بحكم البلد ولهم مناصب وحقائب سيادية مهمة كمنصب رئيس الجمهورية ، ونائب رئيس المجلس النيابي ، وقائد الجيش وغيرها . واكثرية النصارى ( التيار الوطني الحر ) يتبعون سياسة النأي بالنفس ويؤمنون بالعيش المشترك ويتحالفون مع قوى الممانعة ولا يسمحون بدخول قوات اجنبية الى بلدهم ..
٢ – لأن المسلمين يتوزعون بين طائفتين ، الطائفة الشيعية والطائفة السنية بالاضافة الى بعض الاقليات ، ومعظم اتباع المذهب السُني ( باستثناء تيار المستقبل والحركات الاصولية ) يناصرون قضايا المستضعفين ولا يوالون قوى الشر والاستبداد كاميركا والسعودية .
اما الطائفة الشيعية فهي خزان المقاومة ( حزب الله وحركة امل ) التي دحرت اسرائيل وانتصرت عليها مرتين ، ومعظم ابناء الطائفة هم من اتباع الرايات المهدوية ويناصرون قضايا المستضعفين .
٣ – لان معظم الحدود اللبنانية مع سوريا شمالاً وشرقاً ممسوكة من قِبل الجيش اللبناني ورجال المقاومة ، فلا مجال لدخول قوات معادية الى هذا البلد والتجارب كثيرة ، ومنها هزيمة المارينز الاميركي والقوات الاطلسية عام ١٩٨٢ ، كذلك هزائم العدو الاسرائيلي في الاعوام ٢٠٠٠ و٢٠٠٦.
تقول وزيرة خارجية اسرائيل السابقة تسيبي ليفني : ان جيوش العالم مجتمعة لا تقدر على سحق حزب الله أو نزع سلاحه .
٤ – لأن الروايات الشريفة تشير الى ان جبل عامل يسلم من الكوارث الكبرى خلال مرحلة الارهاصات الحاسمة ، وان اهله يناصرون الامام المهدي وينتظرونه ، وكذلك تشير الروايات الى ان السفياني يعجز عن دخول لبنان لشدة ما يلقى من بأس اهله .
هذه ايضاً بعض المؤشرات والادلة العلمية والروائية التي تسوقنا الى فك شيفرات اللغز الثاني ، فلا يمكن ولا تحت اي ظرف ان يتحرك السفياني من نواحي لبنان بوجود هذه المقاومة المباركة ، وبوجود هذا التنوع الطائفي ، وبوجود هذه الاكثرية من الشعب اللبناني التي ترفض دخول اي جيش غازٍ الى بلدهم ووطنهم .
لماذا لا يخرج السفياني من ناحية تركيا ؟
قبل محاولة الانقلاب الفاشلة التي حدثت في تركيا قبل اسابيع مضت ، كان احتمال خروج السفياني من ناحية تركيا وارداً وبقوة ، وكنت ابحث في مكنونات الروايات ونصوصها عن الاسباب التي تحول دون تدخله وتحركه من تلك الناحية ، ولم أكن موفقاً بالوصول لمعرفة الاسباب الرئيسية المقنعة ، وكنت اكتفي ببعض الاسباب الثانوية ، مع العلم بأن الروايات اشارت الى مرحلتين من مراحل الارهاصات التي ذُكرت فيها تركيا ، المرحلة الاولى تتحدث فيها عن تنسيق تركي – غربي ، وقد شهدنا فصوله طيلة الاعوام الماضية ولا سيما الاعوام الخمسة الاولى من عمر الفتنة في ارض الشام ، فلا يوجد دولة دعمت المعارضة المسلحة ومولتها وساعدتها مخابراتياً كما فعلت تركيا .. اما المرحلة الثانية تشير الى اختلاف بينهما ، وهذا الامر بدأنا نشهد على ارهاصاته الواضحة ، وهذا الفضول دفعني الى البحث عن الاسباب الحقيقية التي تؤدي الى نشوب هذا النوع من الخلاف ، لماذا ؟ لأن هذا هو الباب ( باب الخلاف التركي مع الغرب ) الذي دخلت منه لكي احصل على الاجابة ، وبفضل من الله وبعد رحلة بحث طويلة ، توصلت الى عدة استنتاجات اهمها :
– الملف الكردي وتعقيداته ، واهم بند فيه هو اعلان الدولة الكردية او الاقليم المستقل ، هذا الامر ترفضه تركيا وتحذر من عواقبه وتهدد بمواجهته ، بينما يحظى هذا المشروع الكردي بموافقة اميركية وغربية . وهذا الملف هو ورقة من اهم الاوراق التي تستخدمها اميركا وتعتبرها وسيلة ضغط لاخضاع التركي الى تنفيذ قرارتها والعمل باجنداتها .
– محاولة الدخول للاتحاد الاوروبي ، هذا الامر يعتبر من اولويات الحكومة التركية وهي كانت ولا زالت مصرة عليه لما فيه من فوائد اقتصادية واجتماعية وثقافية جمة ، بينما نجد ان الغرب واميركا يمارسون سياسة المماطلة في هذا الملف ، فلا ترى انقرة منهم الا الجعجعة ولا تجد طحيناً ولا تسمع منهم الا الوعود الكاذبة والخاوية .
– تغيير نظام الحكم ، فجميعنا يعلم بان الحاكم الحالي رجب طيب اردوغان يحاول تغيير النظام من العلمنة الى الأَخونة اذا جاز التعبير ، ويريد تحويل النظام من برلماني علماني الى رئاسي عثماني ، اي الى امبراطورية عثمانية جديدة يمعنى اوضح ، وهذا الامر ترفضه اميركا واوروبا بشكل قاطع . وقد حاربته سابقاً في القرن الماضي ولن تسمح به في القرن الحالي .
– الانقلاب الاخير واسبابه ونتائجه ، فتركيا اشارت الى دور اميركي واوروبي سلبي وتآمري ، وهو من اوضح الواضحات في هذا الانقلاب ، وكذلك وجدت تعاوناً روسياً وايرانياً غير مسبوق ، تمثل بادانة الانقلاب في العلن ، وبإفشال الانقلاب في السر . بينما لم تجد بالتصريحات الاميركية والاوروبية الا التقاعص والبرودة والاهمال والانتقادات.
يقول المرشح الرئاسي الاميركي دونالد ترامب : لدينا ادلة على مشاركة ١٣ ضابطاً اميركياً بمحاولة الانقلاب الفاشل في تركيا .
– اتهام تركيا بدعم الارهاب في اوروبا ، وهذا الامر كشفته المخابرات الفرنسية بعد احداث باريس الاخرى ، ومن خلال التحقيقات مع العناصر الارهابية توصلت المخابرات الى خيوط تربط بين تنظيم دولة الاجرام في العراق والشام وبين المخابرات التركية ، وتطورت الامور بعد الانقلاب الفاشل الاخير ، ووصف الناطق بلسان الحكومة الالمانية حكومة انقرة علناً بالمشاركة في الاعمال الارهابية التي ضربت باريس وبروكسل وميونيخ .
طبعاً نحن لا نزال في بداية الطريق ، ولا نجزم بأن هذه الخلافات قد وصلت الى حد القطيعة والخلاف ، ونحن نعلم حجم الشراكة التركية – الاوروبية ، وبأنها عضو في الحلف الاطلسي ، ولكننا في نفس الوقت على يقين بإذن الله ومن خلال الادلة التي استنتجناها من الروايات بأن هذا الخلاف سيتطور وسيصل الى حدود المواجهة العسكرية في مرحلة لاحقة ، أما روائياً فمعظمنا يعلم بأن السفياني هو صناعة اميركية – غربية ، وسيكون حاضراً في تلك المرحلة .
الى هنا نصل الى ختام الجزء الثاني ، وسوف نكمل تحقيقنا في الجزء الثالث والاخير حول تركيا وحول العراق ، وكذلك سوف نجيب على السؤال الكبير والذي يدور حول اختيار السفياني للوادي اليابس ناحية الاردن .. فالى ذلك الحين استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه ..
اللهم عجل لوليك الفرج والعافية ، واثلج صدورنا بخبر ظهوره الشريف .
المصدر:الممهدون في الارض