لا يخفى على أحد أن النظام السعودي قام في أساس على تحالف رجعي ومتخلف وهمجي بين الوهابية التيمية التكفيرية من جهة والقبلية المتعطشة للنهب والقتل والتلاعب بمقدرات الآخرين، والتي مثلها آل سعود من جهة أخرى، وعلى قاعدة تقاسم الغنائم.. فللوهابية السلطة الدينية وسيف البدعة التي اتهموا جميع المسلمين بها من شتى المذاهب، ولآل سعود السلطة السياسية وسيف الحكم الذي قطعوا الرؤوس به للاستحواذ على السلطة والمال والفروج.
ورغم ان مجيء محمد بن سلمان الى سدة السلطة وتفرده بالقرار في ظل عجز أبوه الملك سلمان وقمعه للاجنحة الأخرى في الأسرة السعودية بدعم من الادارة الامريكية عام 2015، أضعف السلطة الدينية وهمشها ونشر كل ما كانوا يعتبرونه فسقا وفجورا وزندقة بأوامر ملكية، بل أكثر من ذلك، فقد وضع العديد من السلفيين الوهابيين الصحويين ممن كانوا يسبحون بحمد النظام السعودي لعشرات السنين ويساركونه في غيه ويشرعون له إجرامه، في غياهب سجونه ومعتقلاته.. نعم رغم كل ما قام به تجاههم لايزال عاظ السلاطين يدافعون عنه باعتباره ولي أمرهم وولي نعمتهم...
التصريحات الأخيرة التي صدرت من الشيخ صالح المغامسي امام مسجد قباء في المدينة المنورة - والذي كنا نعتبره معتدلا ومنطقيا وصاحب رجاحة في العقل مقارنة بغيره من نعاج الوهابية ورويبضتها - حول وجود شيء بين الله عز وجل وولي العهد السعودي محمد بن سلمان - والعياذ بالله - أثارت السخرية وبينت مدى تفاهة هؤلاء الذين يصفون أنفسهم بالعلماء.. كما أثبتت أن من رضع الوهابية لن يكون أفضل حالا من ذيل الكلب!!
يقول المغامسي ان الذي أنجى وأنقذ محمد بن سلمان من السقوط بعد فضيحة قتله البشع وتقطيعه لجثة الصحفي جمال خاشقجي بالمنشار (ولا ندري كيف عرف أنه نجى من فعلته الشنيعة وإجرامه بحق اليمنيين)، هو مساعدته للفقراء وهذا الارتباط الذي بينه وبين الله تعالى!!
فأي إله يكون له سر مع القتلة وعبيد الصهاينة، نحن المسلمون لا نعرف مثل هذا الإله الوهابي، لان الله عندنا هو مظهر الرحمة بالعباد، وهو الذي ينتقم لهم من الظالمين.
لا ندري كم صرف ابن سلمان على الناس الذين أفقرهم هو وأبناء عمومته الذين يصرفون أموال النفط والحج والعمرة في ملاهي وكابيراهات لاس فيغاس وهاواي ونيس وسواحل الرفييرا، لكننا نعلم أن الفقراء كثيرون في بلاد النفط باعتراف المغامسي.. وندري أنه أغدق مئات المليارات من الدولارات على إسترضاء ترامب وميلانيا وكوشنير وإيفانكا والأنظمة الداعمة لتوليه العرش في الغرب الصليبي المتصهين...
لا ندري كيف يكون الله نور السماوات والأرض الرحمن الرحيم في مخيلة إبن سلمان المتعفنة بالاجرام - نعوذ بجلال وجهه الكريم - وهو يقصف بالطائرات والصواريخ أطفال اليمن ونساءه ويقطع أشلائهم خدمة لأسياده الصهاينة وينجزوا ما تبقى من صفقة قرنهم التي عنوانها الواسع الاعتراف باغتصاب الأقصى الشريف وتدميره لبناء الهيكل اليهودي المزعوم.. لكننا نعلم ان شفاه أمثال المغامسي والسديس وآل الشيخ والمنجد والفوزان والعريفي... الخ من قائمة العار! التي تنطق بمدح ترامب وابن سلمان وعملاء الصهاينة الآخرين، وتشرعن لهم اجرامهم وتبارك لهم فسقهم وفجورهم وضلالهم، ما هي الاشفاه على نعال السلطان.
بقلم: علاء الرضائي