ورغم ذلك، فقد أوصت قيادة الجيش الإسرائيلي جنودها بالامتناع عن أي احتكاك مع عناصر "حزب الله"، مع استمرار العمليات الهندسة كما هو مقرر لها.
وتشير تقديرات قوات الاحتلال إلى أن عناصر "حزب الله" يتجولون في الشقّ اللبناني من الحدود، قرب مكان العملية، سعيًا للسيطرة على معدات تكنولوجيّة إسرائيليّة.
من جهته، كتب محلل الشؤون العسكريّة في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، اليوم، الإثنين، أن عملية "درع شمالي" تدخل مرحلتها الثانيّة، "فبعد الإعلان المفاجئ عن كشف الأنفاق والحملة الإعلامية ضد ’حزب الله’، تنتقل القوات الإسرائيلية إلى عملية مسح ممنهج في منطقة الحدود".
ويقول هرئيل إن التقديرات الأولية في القوات الإسرائيلية بانتهاء العملية خلال شهر من انطلاقها "متفائلة جدًا"، "صحيح أنّ كشف الأنفاق يتم بالوتيرة المقررة، إلا أنه من المحتمل أن يستغرق تدمير مسارها وقتًا أطول مما كان متوقعًا في البداية. التقديرات في القوات الإسرائيلية هي أن ’حزب الله’ سيمتنع عن الرد المباشر طالما أن الأنفاق تُكشف وتدمّر من الجانب الإسرائيليّ وطالما أنه لا مصابين منه نتيجة للعملية".
إلا أنّ الخطر الأساسي الآن، وفقًا لهرئيل، "هو أن تؤدي أحداث محليّة إلى تصعيد واسع النطاق، دون أن تسعى "إسرائيل" و’حزب الله’ لذلك" مشيرًا إلى حادثة إطلاق القوات الإسرائيلية النار، أول من أمس، السبت، على "عناصر من حزب الله" بزي مدني، رجّح أن تكون مهمتهم تنفيذ عمليات استطلاع.
ولن تقتصر عمليات القوات الإسرائيلية على كشف وتدمير الأنفاق، إنما ستمتد لتحقيق هدفين إضافيين، وفق هرئيل، هما: تعزيز الحرب الدعائيّة ضد حزب الله اللبناني على المستوى الدولي، وتسريع العمل على بناء جدار جديد في مناطق حدوديّة "متنازع عليها"، منها منطقتا شرق رأس الناقورة وبين بلدتي "منارا" و"مسغاف" في الجانب الفلسطيني.
وفي إطار حملة الضغط الدولي على "حزب الله"، أعدت القوات الإسرائيلية ملفًا استخباراتيًا عن كل نفق أورد فيه معطيات عن "تورّط ’حزب الله’ في خرق قرارات الأمم المتحدة"، على أن يستغل الكيان الإسرائيلي هذا "الخرق"، وفق هرئيل، لشرعنة استمرار عمليات بناء الجدار على الحدود، التي تسير بشكل بطيء جدًا في مناطق محدودة.
وفي محاولة لإعطاء أهميّة لعملية "درع شمالي" التي لاقت استخفافًا عند بعض السياسيّين والصحافيين الإسرائيليّين، وتجاهلًا في لبنان، سواءً من "حزب الله" أو من الحكومة اللبنانيّة، قال رئيس أركان القوات الإسرائيلية، غادي آيزنكوت، في جلسات مغلقة، بحسب ما نقل هرئيل، إنّ "نقل مئات من مقاتلي الحزب عبر الأنفاق كان من الممكن أن تؤدي إلى أضرار تفوق أي أضرار متوقعة من إطلاق عشرات الصواريخ الدقيقة الموجودة عند ’حزب الله’".