الـ4 من ربيع الثاني...ذكرى ولادةالسيد عبد العظيم الحسني..فمن هو؟؟

الإثنين 10 ديسمبر 2018 - 07:26 بتوقيت غرينتش
الـ4 من ربيع الثاني...ذكرى ولادةالسيد عبد العظيم الحسني..فمن هو؟؟

هو من السادة الحسنيين، ينتهي نسبه إلى الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) بأربع وسائط ويعد من كبار المحدثين، وقد عاصر ثلاثة من الأئمة المعصومين (عليهم السلام) في القرنين الثاني والثالث الهجري.

يصادف اليوم الرابع من شهر ربيع الثاني، ذكرى سعيدة وهي ذكرى ولادة السيد عبدالعظيم الحسني أحد أحفاد الإمام الحسن بن علي عليهما السلام.. عرف هذا الرجل بورعه وتقواه والتزامه بسيرة ونهج الأئمة الأطهار عليهم السلام. وكان أحد ثقات الأئمة في ذلك العهد ينشر علم آل بيت النبوة، حيث كان يوضح المسائل الشرعية للناس ويقدم الشروح اللازمة للأمة فيما تخص أمور الدين.. نتعرف اليوم أكثر على هذه الشخصية وعلى سيرته.

أبو القاسم، عبدالعظيم بن عبدالله بن عليّ بن الحسن بن زيد بن الإمام الحسن بن الإمام عليّ بن أبي طالب عليهم السّلام، يُكنّى بأبي القاسم وأبي الفتح. وهو من السادة الحسنيين، ينتهي نسبه إلى الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) بأربع وسائط ويعد من كبار المحدثين، وقد عاصر ثلاثة من الأئمة المعصومين (عليهم السلام) في القرنين الثاني والثالث الهجري.

ولد عبد العظيم الحسني سنة 173هـ وقد اختلفت كلمة المترجمين له في محل ولادته.

من أكابر المحدّثين، وأعاظم العلماء والزهّاد والعبّاد، وذوي الورع والتقوى. صنّف كتاب خُطَب أميرالمؤمنين عليه السّلام، وكتاب اليوم واللّيلة.

ترجم له النجاشيّ، فنقل قول البرقيّ فيه: كان عبدالعظيم ورَدَ «الريَّ» هارباً من السلطان، وسكن سِرْباً في دار رجلٍ من الشيعة في سِكّة الموالي، فكان يعبد الله في ذلك السِّرب، يصوم نهارَه ويقوم ليلَه... فمرض ومات رحمة الله عليه، فلمّا جُرِّد ليُغسَّل وُجد في جيبه رقعة فيها ذِكْر نسبه، فإذا فيها: أنا أبو القاسم عبدالعظيم بن عبدالله بن عليّ... بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام.

كما قلنا أدرك ثلاثة أئمّة: الرضا والجواد والهادي عليهم السّلام وروى عنهم. هرب من ظلم السلطة العبّاسيّة إلى بلاد فارس، فدخل الريّ مستتراً وأقام بها في دار أحد الموالين بساربانان ولم يزل بها مدّةً طويلةً من دون أن يعرّف الناس بنفسه وسلالته الشريفة.

كان يصوم نهاره و يقضي ليله بالعبادة و التهجد و لم يعرفه سوي افراد قلائل من الشيعة ويعلمون بتواجده في ري و يزورنه بالخفاء و كانوا يجهدون في اخفاء خبره يكي لا تتعرض حياته للخطر. بعد فترة تعرف عليه الكثير من الاشخاص و اصبح بيته مقصداً للشيعة يذهبون اليه يتزودون من منهل علومه و رواياته و يشمون منه عبق عطر بيت النبوة (ص) و يرون فيه خلفاً صالحاً‌ من ائمتهم و يحومون حوله كما تحوم الفراشة‌ حوله الشمعة.كان حضرة عبدالعظيم الحسني (ع) معززاً مكرماً عند شيعة ري يرجعون اليه في حل مسائلهم الشرعية و مشاكلهم الدينية مما يدل علي منزلته و جلالة مكانته و انه كان ممثلاً للامام الهادي (ع) في تلك المنطقة و لذلك اعتبر الناس كلامه كلام الامام و اتخذوه محوراً يجتمع حوله الشيعة و اتباع اهل البيت (ع) في القضايا الدينية و الدنيوية .

قضى السيد عبدالعظيم الحسني(ع) الايام الاخيرة من عمره المبارك مريضاً سقيماً و اصبح طور الايمان و الاستقامة طريح فراش المرض و اوشك اتباع اهل البيت (ع) علي الحرمان من وجوده المبارك فقد زادت المصائب المتتالية التي وواجهها الناس و الشدائد التي عاني منها الشيعة في ظل الحكم العباسي من آلامه و احزانه.

و في تلك الايام ارتسمت الحوادث المستقبلية لدي الشيعة من خلال رؤيا صادقة رأها احدهم من الصادقين ،رأى رسول الله (ص) في عالم الرؤيا اذ قال له الرسول (ص) : سيموت غداً أحد أبنائي في محلة سكة الموالي و سيحمله الشيعة علي الاكتاف الي بستان عبدالجبار و سيوارونه التراب عند شجرة‌ التفاح .فاتجه ذلك الرجل في السحر الي البستان المذكور ليشتريه من صاحبه حتى يحظى بشرف دفن احد احفاد رسول الله (ص) في ارضه ولكن عبدالجبار صاحب البستان الذي رآى بدوره مثل تلك الرؤيا و ادرك السر الغيبي فيها وفي رؤيا ذلك الشيعي، اوقف مكان تلك الشجرة و البستان بأكمله، لكي يدفن كبار الشيعة و اعيانهم فيه و ليحظى بهذا الشرف . و عند ما اصبح الصباح فارقت روح عبدالعظيم الحسني(ع) الحياة‌ وذاع خبر وفاته بين الناس فلبسوا السواد حداداً عليه و تجمعوا علي داره يبكون و ينتحبون و غسلوه و كفنوه و ينقل بعض المؤرخين انهم عثروا عند غسله علي ورقة مكتوب فيها اسمه و نسبه . بعدها صلوا عليه و دفنوه عند شجرة التفاح التي اشار اليها رسول الله (ص) في الرؤيا و اودعوه في تلك التربه ليستضيء محبو اهل البيت من نوره و ليحظوا بمزاره. وکان ذلک في النصف من شوّال سنة 252 هجريّة، وأصبح ضريحه من المزارات الشريفة التي يَفِد إليها المسلمون.

من آثاره: كتاب خُطب أمير المؤمنين عليه السّلام، وكتاب اليوم والليلة.

روى الشيخ الصدوق في (ثواب الأعمال) عمّن دخل على الإمام عليه السّلام، فقال عليه السّلام له: أما إنّك لو زُرتَ قبر عبدالعظيم عندكم لكنتَ كمن زار الحسين بن عليّ عليه السّلام. (1)

وقد وردت عنه أحاديث مُرسَلة ومُسنَدة، مرويّة عن الرضا عليه السّلام مباشرة، منها: ما رواه الكَراجَكيّ أنّ عبدالعظيم بن عبدالله العلويّ كان مريضاً فكتب إلى الإمام الرضا عليه السّلام: عَرِّفْني يا ابن رسول الله عن الخبر المرويّ أنّ أبا طالب في ضَحْضاح من نار يَغلي منه دِماغه! فكتب إليه الرضا عليه السّلام:

بسم الله الرحمن الرحيم، أمّا بعد: فإنّك إن شككتَ في إيمان أبي طالب كان مصيرك إلى النار. (2)

وما رواه الشيخ المفيد مرسلاً، أنّ أبا الحسن الرضا عليه السّلام قال له: يا عبدالعظيم! أبلغْ عنّي أوليائي السلامَ وقل لهم: أن لا يجعلوا للشيطان على أنفسهم سبيلاً، ومُرْهم بالصدق في الحديث وأداء الأمانة، ومُرْهم بالسكوت وترك الجدال فيما لا يَعْنيهم، وإقبالِ بعضهم على بعض والمُزاوَرة، فإنّ ذلك قربة إليّ. ولا يشغلوا أنفسهم بتمزيق بعضهم بعضاً، فإنّي آليتُ على نفسي أنّه مَن فعل ذلك وأسخط وليّاً من أوليائي دعوتُ الله لِيعذّبه في الدنيا أشدّ العذاب، وكان في الآخرة من الخاسرين. وعرِّفْهم أنّ الله قد غفر لمحسنهم، وتجاوز عن مسيئهم، إلاّ مَن أشرك به أو آذى وليّاً من أوليائي أو أضمر له سوءً، فإنّ الله لا يغفر له حتّى يرجع عنه، فإنْ رجع وإلاّ نُزع رُوح الإيمان عن قلبه، وخرج عن ولايتي، ولم يكن له نصيب في ولايتنا، وأعوذ بالله من ذلك. (3)

وقع اسمه في أسناد روايات الكتب بهذه العناوين والموارد: عبدالعظيم في خمسةموارد. عبدالعظيم بن عبدالله في ثلاثة موارد. عبدالعظيم بن عبدالله الحسنيّ في اثنين و عشرين مورداً. عبدالعظيم بن عبدالله بن الحسن العلويّ في مورد واحد. عبد العظيم بن عبدالله العلويّ في ثلاثة موارد. عبدالعظيم الحسنيّ في موارد واحد.

روى عنه: سهل بن زياد، وأحمد بن أبي عبدالله البرقيّ، وغيرها. (4)

عبد العظيم بن عبد الله بن علي بن حسن بن زيد بن الحسن المجتبى بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام)،

ترجم له العلامة الحلي قائلا: «كان عابداً ورعاً، له حكاية تدل على حسن حاله»، وقال محمد بن بابويه: إنّه كان مرضياً و نقل المحدث النوري عن رسالة الصاحب بن عباد أنّه ذو ورع ودين، عابد معروف بالأمانة وصدق اللهجة، عالم بأمور الدين، قائل بالتوحيد والعدل، كثير الحديث والرواية.

أثنى عليه الإمام الهادي (عليه السلام) حينما خاطبه بقوله: «مرحباً بك يا أبا القاسم أنت ولينا حقاً – دينك- دين الله الذي ارتضاه لعباده فاثبت عليه ثبتك الله بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة».

روى أَبُو تُرَابٍ الرُّويَانِيُّ قال: «سمعت أَبا حَمَّادٍ الرَّازيَّ يقول‏: دخلتُ على عليِّ بن محمَّد – الهادي- (عليه السلام) بسُرَّ مَنْ رأَى فسأَلتهُ عن أَشياءَ من الحلال والحرام فأَجابني فيها فلمَّا وَدَّعْتُهُ قال لي: يا حَمَّادُ إِذا أَشكلَ عليكَ شي‏ءٌ من أَمر دينك بناحيتك فسل عنهُ عبدَ العظيمِ بن عبد اللَّهِ الحسنيَّ وأَقرأْهُ منِّي السَّلام».

وروى الشيخ الصدوق في فضل زيارته: أنّ رجلا دخل على أبي الحسن علي بن محمد الهادي (عليه السلام) من أهل الري، فقال له: «أين كنت؟» قال: زرت الحسين (عليه السلام). قال: «أما إنك لو زرت قبر عبد العظيم عندكم لكنت كمن زار الحسين بن علي (عليه السلام)».

ـ ممّا رواه السيّد عبدالعظيم الحسنيّ.. روايته عن الإمام الهادي عن آبائه وأجداده عليهم السّلام أنّ أمير المؤمنين عليّاً عليه السّلام قال:

لمّا كلّم اللهُ عزّوجلّ موسى بنَ عِمران عليه السّلام، قال موسى: إلهي، ما جزاء مَن شَهِد أنّي رسولك ونبيّك، وأنّك كلّمتَني ؟ قال: يا موسى، تأتيه ملائكتي فتبشّره بجنّتي. قال موسى: إلهي، فما جزاء مَن قام بين يديك يصلّي ؟ قال: يا موسى، أُباهي به ملائكتي راكعاً وساجداً، وقائماً وقاعداً، ومَن باهيتُ به ملائكتي لم أعذّبه. قال موسى: إلهي، فما جزاء مَن أطعم مسكيناً ابتغاء وجهك ؟ قال: يا موسى، آمرُ منادياً ينادي يوم القيامة على رؤوس الخلائق أن فلان بن فلانٍ مِن عُتَقاء الله من النار. قال موسى: إلهي فما جزاء مَن وصل رحِمَه ؟ قال: يا موسى، أُنسئ له أجَلَه، وأُهوّن عليه سكرات الموت، ويناديه خزنة الجنّة: هلمّ إلينا فادخلْ مِن أيّ الأبواب شئت. قال موسى: إلهي، فما جزاء مَن كفّ أذاه عن الناس، وبذل معروفه لهم ؟ قال: يا موسى، تناديه النار يومَ القيامة: لا سبيلَ لي عليك. قال: إلهي، فما جزاء مَن ذكرك بلسانه وقلبه ؟ قال: يا موسى أظلُّه يوم القيامة بظلّ عرشي، وأجعله في كنفي. قال: إلهي، فما جزاء مَن تلا حكمتَك سِرّاً وجهراً ؟ قال: يا موسى، يمرّ على الصراط كالبرق. قال: إلهي، فما جزاء مَن صبر على أذى الناس وشَتْمِهم فيك ؟ قال: أُعينه على أهوال يوم القيامة. قال: إلهي، فما جزاء مَن دَمِعَت عيناه مِن خشيتك ؟ قال: يا موسى، أقي وجهَه مِن حَرّ النار، وآمَنُه يومَ الفزع الأكبر. قال: إلهي، فما جزاء مَن ترك الخيانة حياءً منك ؟ قال: يا موسى، له الأمانُ يوم القيامة... قال: إلهي، فما جزاء مَن دعا نفساً كافرةً إلى الإسلام ؟ قال: يا موسى، آذَنُ له في الشفاعة يومَ القيامة لمَن يريد. قال: إلهي، فما جزاء مَن صلّى الصلوات لوقتها ؟ قال: أُعطيه سُؤْلَه وأُبيحه جنّتي. قال: إلهي، فما جزاء مَن أتمّ الوضوءَ مِن خشيتك ؟ قال: أبعثه يوم القيامة وله نورٌ بين عينَيه يتلألأ. قال: إلهي، فما جزاء مَن صام شهر رمضان لك محتسباً ؟ قال: يا موسى، أُقيمه يوم القيامة مُقاماً لا يخاف فيه. (6)

الهوامش:

1ـ رجال الطوسيّ 417 ، 433. رجال النجاشيّ 173. معالم العلماء 81. الخلاصة 130. رجال ابن داود 130. مجمع الرجال 97:4. تنقيح المقال 157:2. الفهرست 121.

2ـ كنز الفوائد 80. وحكاه الشيخ المجلسيّ في بحار الأنوار 110:35/ح41.

3ـ الاختصاص 247.

4ـ رجال الطوسيّ 417. نقد الرجال 190. عمدة الطالب لابن عنبة 97. رجال الحليّ ـ قسم الثقات 130. المجدي في أنساب الطالبيّين للعلويّ العَمْريّ 35.

5ـ علل الشرائع للصدوق 33:1.

6ـ أمالي الصدوق 125.

المصدر:مواقع متفرقة بتصرف