علي أحمد ( صقر خراسان)
من بين العلامات الهامة والمنتظرة في زمن الارهاصات التي تسبق زمن الظهور المقدس لولي العصرالاعظم الحجة المنتظر ، علامة ظهور وطلوع مذنب وكأنه ذو ذيل في السماء ، وهذا المذنب وبحسب الروايات الشريفة يطلع في وقت مغيب الشمس ، وهو نجم يظهر له ذنب على شكل الرمح او القوس وبوجه مستدير ، وكأنه يشاهد جهة غروب الشمس ، وتذكر الروايات ان تاريخ طلوعه يكون ما بين شهري صفر ورجب . والغريب في الامر والملفت للنظر ايضاً أن هذه العلامة تعتبر من العلامات القليلة والنادرة التي ظهرت في روايات ومصادر الفرق الاسلامية وكذلك في مصادر وكتب الاديان السماوية الاخرى كاليهودية والنصرانية .
ويبدأ ظهور هذا النجم في الآفاق في بدايات شهر صفر وبعد علامات دالة عليه وتسبقه وتتمثل بكسوف الشمس في شهر ذي الحجة وبخسوف للقمر يحدث في محرم . وتكون علامة هذا المذنب التي تميزه عن غيره من المذنبات انه يشع بالنور كما يضيء القمر ليلة البدر ، او كأن الشمس قد أشرقت بعد انقشاع السحب ، ويذكر اهل علم الفلك والكواكب بان لهذا المذنب مدار يتحرك فيه يستغرق دورانه لقرون من الزمان ، بمعنى أنه يمر بمراحل متعددة وبأنه قد ظهر مرات عديدة سابقاً ، ويحدد علماء الفلك ومن خلال دراسات واستنتاجات لها علاقة بالروايات الشريفة وبالحسابات الفلكية بأن مرحلته الاولى التي ظهر فيها كانت في حقبة زمان سيدنا نوح عليه السلام ، وكان أول طلوع له شاهداً على هلاك قوم نوح عندما أغرقهم الله ، فيما يشير هؤلاء العلماء الى ان الطلعة الثانية حصلت في زمان سيدنا إبراهيم عليه السلام عندما ألقي بنبي الله في نار النمرود ، كذلك يشيرون الى طلعات أخرى له حصلت في مناسبات متعددة ومحطات متفرقة ومنها ، عندما أهلك الله فرعون ومن معه غرقاً بعد عبور موسى واتباعه البحر ، وكذلك عندما قُتل سيدنا يحيى بن زكريا ، وفي مناسبات اخرى الأمر الذي يدلنا على ان طلوع هذا المذنب لا يتحقق الا ليبلغ عن أمر هام أو ليكون شاهداً على حدث كبير .
ومن علامات طلوع النجم ذو الذنب الذي تفزع منه الامم ومنها أمة العرب انقطاع الأمطار، وجفاف الأنهار، وازدياد الاعاصير والزلازل ، وحصول الازمات الاقتصادية الكبيرة ، وموت وهلاك اعداد كبيرة من البشر . واما الاعجاز فيتمثل في ظهوره من الشرق وهذا الأمر يستحيل علمياً لأن حركة الكواكب والنجوم تبدأ من الغرب باتجاه الشرق ، فما هي قصة هذا المذنب وما هي اسراره ؟ وما هي الادلة الروائية الدالة عليه ؟
الرواية الأولى:
عن امير المؤمنين علي في الجفر : ويسبق المهدي ظهور النجم ذو الذنب العجيب، ليس ما ترونه نجم ثلثي العقد الواحد ولا نجم ثلثي القرن ولا نجم كل قرن ، إنما النجم ذو القرون له قلب وفيه نار وثلج وهواء وتراب، يمتد ذنبه ما اسرع في جريه سرعة نور الشمس ما انفجر الفجر ، يعمو اوله على اخره كأنه الطوق العظيم ، يكون له وهج في ليل السماء كأن شمس أشرقت ثم يروح لدائرته ، وبعدها هلاك وموت كثير خيراً لأهل الخير وشراً لأهل الشر.
يشير الامام علي عليه السلام من خلال هذه الرواية المنسوبة اليه بأن علامة النجم ذو الذنب تسبق مرحلة ظهور المهدي ( عج ) ويكون نوعه مختلف عن المذنبات المعروفة ، فهو لا يشبه المذنب الذي يظهر بعد انقضاء الثلثين من كل عشر سنوات من الزمن ، ولا يشبه المذنب الذي يظهر بعد انقضاء الثلثين من كل قرن ، وانما هو نجم كل القرون وله مميزات بأنه يحتوي على قلب ونار وثلج وهواء وتراب ، ويكون جريانه سريع بسرعة انبلاج الفجر وظهور نور الشمس بعد الفجر ، يعمو اي يميل اوله على آخره بمعنى انه يلتوي من جهة الرأس باتجاه القاعدة حتى يظهر على شكل طوق او اسورة متقاربة الاطراف ، ويكون مضيئاً في الليل ثم يتجه الى مكان بداية انطلاقة دورانه مجدداً ، وتكون من نتائج ظهوره هلاك وموت الكثير من البشر ، اي انه علامة حصول حروب وحدوث كوارث تتسبب بهلاك اعداد كبيرة من الاشرار فيما يسلم من هذه الكوارث المؤمنون واهل الخير .
الرواية الثانية :
روى ابن طاووس نقلا عن نعيم بن حماد ، قال : علامة انقطاع ملك ولد العباس حمرة تظهر في جوف السماء، ونجم يطلع من المشرق يضيء كالقمر ليلة البدر ثم ينعقد ..
هنا تشير الرواية الى حُمرة ستظهر في جوف السماء وتكون علامة دالة على انقطاع مُلك ولد العباس ونهاية حقبتهم ، ويظهر بعدها نجم من المشرق وهذا الامر الاعجازي يعتبر من المستحيلات في قوانين علم الفلك ، ويكون مشعاً كالقمر في حالة البدر …
وفي رواية ثالثة عن نعيم ابن حماد :
يطلع نجم من المشرق قبل خروج المهدي لـه ذنب يضيء لأهل الأرض كإضاءة القمر ليلة البدر ..
وهنا تشير هذه الرواية الى طلوع النجم من جهة المشرق وتكون علامة سابقة لظهور المهدي
، ويكون لهذا النجم ذيل مشع ومضيء ويمكن رؤيته من قِبَل اهل الارض بكل وضوح .
وفي رواية رابعة وعن ابن مسعود، قال : تكون علامة في صفر ، تبتدئ بنجم لـه ذنب ..
وهنا تشير هذه الرواية بوضوح الى ان بداية طلوع هذا النجم تكون في شهر صفر .
الى هنا ينتهي الجزء الاول ، موعدنا في الجزء الثاني في وقت قريب بإذن الله ..
المصدر: الممهدون في الارض