وقالت تقارير إعلامية، أمس الإثنين 3 ديسمبر/كانون الأول 2018، إن مغتربة جزائرية تبلغ من العمر 80 سنة، لفظت أنفاسها داخل مستشفى مرسيليا، «بعد إصابتها بقنبلة مسيلة للدموع عقب الاحتجاجات التي تهز فرنسا»، وفقاً لما نقلته مواقع إخبارية جزائرية وفرنسية.
وأضافت المصادر أن الضحية من مواليد 1938، وهي من جنسية جزائرية، كانت داخل منزلها الواقع في الطابق الرابع من مبنى بالقرب من منطقة «لا كانبيير» في مارسيليا، حيث تعرضت لقذيفة في وجهها خلال مواجهات بين الشرطة ومحتجين من السترات الصفراء بفرنسا .
وتم نقلها إلى مستشفى «تيمون» ثم إلى مستشفى «كونسبسيون»، حيث أُجريت لها عملية جراحية، لكنها تُوفيت وفقاً لما أعلنه كزافييه تارابوكس، المدعي العام في مرسيليا، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
وقال سليم موسى، وهو محامٍ وصديق للضحية يعيش في المبنى نفسه، إن السيدة كانت بصدد إغلاق النوافذ، لتتفادى الغاز المسيل للدموع، غير أنها أصيبت في وجهها.
عنف «غير مسبوق» في احتجاجات السترات الصفراء بفرنسا
وقال المسؤول عن الشرطة ميشيل ديلبش، إن العنف في باريس كان «خطراً بشكل غير مسبوق».
وإجمالاً، تم اعتقال 412 شخصاً، وهذا «مستوى غير معهود منذ العقود الماضية»، حسبما أضاف ديلبش في مؤتمر صحافي.
وندد بـ «العنف الشديد غير المسبوق» ضد الشرطة في احتجاجات السترات الصفراء بفرنسا ، بواسطة «المطارق» و«كرات حديدية».
وكان 136 ألف شخص شاركوا، السبت 1 ديسمبر/كانون الأول 2018، بأنحاء فرنسا كافة، في اليوم الثالث لتعبئة «السترات الصفراء» والذي أصيب خلاله 263 شخصاً بجروح، مقابل 166 ألفاً شاركوا السبت الماضي.
وليل السبت/الأحد قُتل سائق سيارة في آرل (جنوب شرق) بعد أن اصطدم بشاحنة متوقفة بسبب زحمة سير، نتيجة حاجز وضعته «السترات الصفراء». ويرفع الحادث عدد القتلى إلى ثلاثة، منذ إطلاق التحرك قبل 3 أسابيع.
وبات على الحكومة إيجاد ردٍّ أمني على أعمال المخربين، لكنها لم تعد قادرة على التغاضي عن «الغضب المشروع للسترات الصفراء»، بحسب عبارة الرئيس.
«شرط لا بد منه» يفرضه أصحاب «السترات الصفراء»
بعد أحداث السبت واحتجاجات «السترات الصفراء» التي تخللتها أيضاً أعمال عنف ومواجهات في الضواحي، لمَّح مسؤولون إلى أنه سيكون هناك تغيير، أقله في الشكل، للعمل الحكومي.
وقال المسؤول الجديد عن حزب «الجمهورية إلى الأمام» ستانيسلاس غيريني، الذي انتُخب السبت، لصحيفة «لوباريزيان»: «أخطأنا بحيث ابتعدنا كثيراً عن واقع الفرنسيين».
لكن المعارَضة تطالب -مثلها مثل قسم من السترات الصفراء بفرنسا – أولاً ببادرة قوية من الحكومة، بدءاً بتجميد رفع الضرائب على المحروقات.
وقالت جاكلين موارو، إحدى شخصيات احتجاجات «السترات الصفراء» والناشطة على شبكات التواصل الاجتماعي، لوكالة الأنباء الفرنسية، الأحد 2 ديسمبر/كانون الأول 2018، إن «إلغاء زيادة الرسوم على الوقود شرط لا بد منه لأي نقاش».
وفي صفوف اليمين، دعا زعيم الجمهوريين، لوران فوكييه، مجدداً، إلى استفتاء على السياسة البيئية والضريبية لإيمانويل ماكرون. وطلبت مارين لوبن (يمين متطرف) لقاء ماكرون مع زعماء الأحزاب السياسية المعارضة، كما طالبت بحلِّ الجمعية الوطنية وإجراء انتخابات جديدة.
وفي معسكر اليسار، طلب زعيم الحزب الاشتراكي، أوليفييه فور، تشكيل لجان حول القدرة الشرائية. أما جان لوك ميلانشون زعيم حركة «فرنسا المتمردة»، فدعا إلى إعادة فرض الضريبة على الثروة، مشيداً بـ «تمرد المواطنين، الذي يثير الخوف لدى ماكرون والأثرياء».ؤي ي