قاسم العجرش
يقال إن ملك السعودية الأسبق ،فيصل بن عبد العزيز آل سعود ،أسَرَّ في أوائل سبعينيات القرن العشرين إلى كبار أعضاء العائلة المالكة، تخوفه من أن يكون مصير المملكة، كما انتقلت من «ركوب الجمال إلى ركوب الكاديلاك في غضون جيل واحد...أن يعود الجيل القادم إلى ركوب الجمال مرة أخرى». واليوم تبدو تحذيراته أكثر حضوراً من أي وقت مضى"!
يواجه العالم اليوم وبحدة؛ مشكلة التراث الوهابي التكفيري، الذي ترعاه مملكة آل سعود، المدججة بآلاف المليارات من الدولارات..
فرض هذا التراث المدَّعَم بالبترودولار، تفسيرا خاصا للدين على كافة المجتمعات الإسلامية، حيث يسعى التكفيريون الى إحتكار الفتوى، وسبيلهم في عملية الإحتكار، ترهيب رجال الدين الذين يعارضونهم أو يخالفونهم، حتى السلفيين منهم،ولهذا السبب، فإن معظم رجال الدين، الذين تحاول وسائل الإعلام استطلاع رأيهم بشأن التفجيرات الانتحارية، يعبرون عن خشيتهم من نسبة آرائهم إليهم علناً، مفضلين عدم ذكر أسمائهم.
رغم إدعاء خدمة الحرمين الشريفين، إلا أن آل سعود باتوا عراة أمام العالم الإسلامي، فقد قدموا خدمات كبرى لأعداء الإسلام، وتحقق على يدهم، ما لم تستطع الحروب الصليبية، أو الصهيونية العالمية، تحقيقه من إنتصار كبير على الإسلام، ويتضح جليا؛ أن ما يجري على أرض بلاد الإسلام من نكوص، ليس إلا تطبيق لمفردات المشروع السعودي، بهدفه النهائي المتمثل بنشر العقيدة الوهابية التكفيرية..
عالميا وبفضل آل سعود؛ فإن الإسلام اليوم رديف للإرهاب والموت والدمار والتخلف، وعيون ضباط الجوازات تفترسك، لمجرد أن إسمك محمد أو قتادة أو عتبة، وستخضع لسؤال وعزل وتحقيق وتدقيق، إذا كانت ملامحك شرق أوسطية، ويزداد الطين بلَّة أذا كنت بلحية إسلامية، وكأنك قادم من مجاهل التأريخ!
ثمة تزاوج حصل بين هذا المشروع، والمشروع الأمريكي في الهيمنة على المنطقة، كوسيلة لتأمين وضع إسرائيل، وباستثناء مرحلة توتر محدودة مع الادارة الاميركية بعد تفجيرات 11 ايلول، فان السعودية انخرطت وذابت في المشروع الأميركي، ووظفت لخدمة نجاحه، جميع إمكاناتها وعلاقاتها ونفوذها، على المستويين العربي والإسلامي، وأنتج هذا التلاقح القاعدة وتنظيم طالبان، وقد نجح السعوديون باستغلال التحول الاميركي، الذي يرغب بتجنب التورط المكلف والتفرغ للأزمة الاقتصادية.
مع خدمة آل سعود للمخطط الصيوأمريكي؛ إلا أنهم باتوا" out of expire date "، لأنهم تعدوا أبعاد المخطط بكثير، وباتوا يشكلون تهديدا حقيقيا على مصالح الغرب والأمريكان، ولأننا نعيش هذه الأيام في عصر التنوير الأليكتروني، حيث لا حدود لتداول المعلومة، فإن المجتمعات الغربية والأمريكية، تضغط بشكل كبير على حكوماتها وقادتها، للتعامل بشكل حاسم، مع رياح الهبوب الوهابية ، ولذلك أصدر الكونكرس الأمريكي قانون" "، وصدرت قوانين مماثلة في الغرب، تجرم ارتداء النقاب
كلام قبل السلام: غدا ستجبر أمريكا والغرب الوهابيين على حلق لحاهم؛ وسيفعل الوهابيين ما يطلب منهم بإذعان مخز..!
سلام...