ورطة إبن سلمان مع ترامب أكبر من ورطته مع خاشقجي!!

الإثنين 26 نوفمبر 2018 - 08:01 بتوقيت غرينتش
ورطة إبن سلمان مع ترامب أكبر من ورطته مع خاشقجي!!

السعودية - الكوثر: خرج محمد بن سلمان ولي العهد السعودي من ازمة خاشقجي سالما ام لم يخرج ، خرجت اسرة ال سعود من عنق الزجاجة التي حشرها فيها بن سلمان بتصرفاته ام لم تخرج ، واصل ترامب دعمه لابن سلمان والسعودية ام لم يواصل ، لم ولن تعود السعودية كبلد ، كما كان عليه الامر قبل وصول ترامب الى البيت الابيض قبل عامين.

السعودية ومنذ تأسيسها، كانت تتباهى بانها مهد الاسلام وانها تحتضن مكة والمدينة وانها الساهرة على راحة الحجاج، وان مليكها هو خادم الحرمين الشريفين، وعزز هذه الصورة عوائد  النفط الضخمة، التي انفقت منها نحو 100 مليار دولار على مدى 30 عاما الماضية على تجميل صورتها ونشر الوهابية في العالم.

الاموال الضخمة التي انفقتها السعودية في هذا الاطار غطت على دورها في تفريخ كل الحركات التكفيرية الارهابية في العالم اجمع بدءا من الجماعات التكفيرية في بعض البلدان ومنها مصر، ومرورا بالقاعدة وطالبان، وانتهاء بجبهة النصرة و”داعش”، وكذلك على دورها في محاربة كل حركات التحرر العربية والاسلامية التي ناهضت الصهيونية والهيمنة الغربية وعلى راسها الامريكية ليس في منطقة الشرق الاوسط بل العالم اجمع.

لم تتمكن ان تكشف مصر عبدالناصر وكل الحركات والاحزاب القومية والتقدمية والاسلامية القناع عن وجه السعودية الحقيقي، بفضل الدولار والوهابية والدعم الغربي، الذي لا يضاهيه الا دعم الغرب ل”اسرائيل”، رغم ان النظام في السعودية يتناقض بالكامل مع كل القيم التي تنادي بها الحكومات الغربية قاطبة .

شهدت منطقة الشرق الاوسط تطورات كبرى ومتلاحقة انتهت بما يسمى بالربيع العربي، وسقطت عروش واهتزت اخرى واشتعلت حروب وقتل وشرد الملايين من العرب، ودخلت دول عربية في الفشل المطلق، وفُرض الجوع والمرض على اكثر من 20 مليون مسلم عربي، هوالشعب اليمني، كان للسعودية الدور الابرز في جميع تلك الاحداث، وهو دور شهد به الغرب قبل غيره.

رغم كل الدور السلبي  الواضح والبارز للسعودية في احداث المنطقة منذ عام 2011 الا انها بقيت بعيدة عن الاضطرابات وحتى عن الشبهات لدى البسطاء من الناس، ولكن بعد يناير عام 2017 ، اي مع دخول دونالد ترامب البيت الابيض، الذي قام وبشكل غريب جدا بخلع كل ما لبسته السعودية منذ عقود طويلة واظهرها كما هي.

بدأ ترامب يصف السعودية بانها بقرة حلوب يجب تجفيف ضرعها، وان على السعودية ان تضع كل ثرواتها في خدمة الاقتصاد الامريكي، وهذا الامر ليس بمنة،لانه، على حد تعبير ترامب، ان السعودية لا يمكنها البقاء لمدة اسبوعين دون حماية امريكا، وان الملك وحاشيته لا يستطيعون حتى ركوب طائراتهم لولا امريكا ، وفي مقابل كل هذه الاهانات ضخ ابن سلمان نصف ترليون دولار في الاقتصاد الامريكي، الامر الذي لم يشبع نهم ترامب الذي ظل يهين ويستهزء بقادة السعودية.

ابن سلمان ومن اجل ارضاء ترامب، ومن اجل الوصول الى العرض، ساهم وبشكل لافت في محاولة تمرير صفقة القرن لتصفية القضية الفلسطينية واعترف بحق “الاسرائليين” بأرض فلسطين، و جند كل امكانياته ضد الدول والاحزاب وحركات المقاومة التي تناهض “اسرائيل” ، مثل ايران وحزب الله والمقاومة الفلسطينية حماس والجهاد الاسلامي، ونقل التنسيق الامني والتطبيع مع “اسرائيل” الى العلن، وشجع باقي الدول الخليجية على تطبيع العلاقات مع “اسرائيل”، وقام بالتنسيق الامني في اعلى المستويات مع “اسرائيل” ، حتى ان صحيفة (هآرتس) “الاسرائيلية كشفت النقاب عن صفقة أمنيّة بين “إسرائيل” والسعوديّة، اشترت خلالها المملكة برامج الكترونيه هجومية من أجل استهداف وملاحقة معارضي النظام الحاكم في الرياض،في داخل المملكة أو خارجها، وذلك قبل عدة أشهر من بدء عملية التطهير التي قادها ابن سلمان ضد معارضيه.

آخر عمليات تصفية المعارضين، من قبل ابن سلمان، كانت عملية تصفية الصحفي جمال خاشقجي، التي اسقط ترامب بسببها آخر اوراق التوت التي كانت تغطي عورة النظام السعودي، وضرب آخر ما تبقى من كرامة ظاهرية لهذا النظام، حتى بات الكثيرون يشككون باستقلالية القرار السعودي، بعدما كشف ترامب وبشكل فج كعادته الدور الوظيفي لهذا النظام، والذي حاول التغطية عليه على مدى 70 عاما، وفي مقدمة هذه الوظائف الحفاظ على وجود وامن واستقرار “اسرائيل”، وذلك عندما رد ترامب على المطالب الدولية لمعاقبة ابن سلمان بعد ان كشفت الاستخبارات الامريكية السي اي ايه، بانه الشخص الذي اعطى الاوامر بتصفيته، عندما قال انه لولا السعودية لكانت “اسرائيل” في ورطة، بل كان عليها ان ترحل من المنطقة، وقال ايضا ان وجود السعودية ضروريا لمصالح امريكا ولامن “اسرائيل” ولاقتصاد امريكا ولخفض اسعار النفط ولمواجهة ايران.

ما قاله ترامب عن الدور الوظيفي للسعودية منذ تاسيسها وحتى اليوم ، قالته وكررته مرارا حركات التحرر في البلدان العربية والاسلامية، ولكن لم تتمكن من نشر هذه الرؤية بالشكل الذي، نشرها ترامب وبقوة اليوم، بسبب قوة المال والاعلام في السعودية، الامر الذي اخذ الشارعان العربي والاسلامي، لا يميزا بين الموقفين السعودي و “الاسرائيلي” من مجمل القضايا العربية والاقليمية والاسلامية والدولية، فعدوهما واحد وصديقهما واحد و واهدافهما واحدة، وما كانت هذه الرؤية لتتضح بهذا الشكل، لولا ترامب، الذي يرى ابن سلمان، في اهاناته واذلاله وتعريته له ولنظامه، بانه نقد صديق.

المصدر: شفقنا - نبيل لطيف