محمد(ص)...مابين قريش الأمس واليوم !

السبت 24 نوفمبر 2018 - 10:39 بتوقيت غرينتش
محمد(ص)...مابين قريش الأمس واليوم !

وما اشبه اليوم المسلمين وللاسف وهم يقتفون اثر قريش المشركة والمعاندة لنهج النبي المصطفى محمد "ص" ، ليعودوا على دين أبائهم الاولين من قبلية وجهل مطبق على عاداتهم وتقاليدهم ، وتمسكهم بافكار لا واقعية لها، بل زادوا عليها التطرف والقتل...

سجاد العسكري

قال الكاتب الإنجليزي "برنارد شو" في كتابه "محمد": "إن العالم أحوج ما يكون إلى رجل في تفكير محمد، هذا النبي الذي وضع دينه دائماً موضع الاحترام والإجلال، فإنه أقوى دين على عضم جميع الديانات، خالداً خلود الأبد، وفي رأيي أنه لو تولى أمر العالم اليوم، لوفق في حل مشكلاتنا، بما يؤمن السلام والسعادة التي يرنو البشر إليها".

مازلنا ونحن في الالفية الثانية ونبينا قد اثر في الكثير من اصحاب العقول المتفتحة والمنصفة ، وهي تمتدح ماجاء به نبينا الاكرم "ص" من منهج لسعادة الانسان والانسانية ، وتوضيح طرق التعامل مع مايدور حول هذا الجرم الصغير الذي انطوى العالم فيه ، ويطل علينا بأنواره القدسية ، والتي جوبهت بالمواجهة من قريش المشركين والمنافقين واصحاب الاطماع ، وما اشبه اليوم المسلمين وللاسف وهم يقتفون اثر قريش المشركة والمعاندة لنهج النبي المصطفى محمد "ص" ، ليعودوا على دين أبائهم الاولين من قبلية وجهل مطبق على عاداتهم وتقاليدهم ، وتمسكهم بافكار لا واقعية لها، بل زادوا عليها التطرف والقتل؛ فانبرى لهم ثلة مؤمنة لمحاورتهم ونقاشهم ودعوتهم الى وحدة رص صفوف المسلمين واستثمار المشتركات مابين المسلمين في العالم على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم ؛ولكن التعصب من آفات هلاك الأمم وتقسيمها؟!

فرسول الله محمد"ص" جاء بما ترضى به فطرة الانسان من فعل حسن ، ونصرة الطبقات المحرومة والمظلومة، وايقاف الظالمين عند حدهم ؛ لكن تصدت قريش المشركة بما جاء به محمد "ص" ، فأعداء الاسلام في كل زمان ومكان ، ولجأوا الى إستخدام كافة الوسائل والاساليب لاطفاء نور الاسلام ، والوقوف في وجه كل من يوقد شعلته .

وهنا نقف امام اساليب العداء للنهج النبوي المحمدي الاصيل ، ونقارنه مع الاساليب القديمة للمشركين وسنلاحظ الفارق ، فمن تلك الاساليب:

1-بدء العداء بالاتهامات المفترية الباطلة لصد الناس عن الحقيقة وتشويها ، فهذا الاسلوب كان حاضرا من قبل مشركي قريش سابقا ومنافقي اليوم ، بجعل للمسلمين عدو وهمي من قبل الفكر الوهابي ، واطلاق تسميات لترسيخ العداء بين المسلمين كالرافضة والصفوية والفرس والشيعة والافتراء على عقائدهم ؛ لتكريس العداء لهم والكراهية ، ونسيان عدوهم الحقيقي الذي يهدد جسد الامة المسلمة والتخلي عن اهم القضايا المحورية كالقضية الفلسطينية .

2-الاستعانة باعداء الاسلام والمسلمين من اليهود قديما اما الان تتمثل بالصهيونية وامريكا التي ذلت لهم رقاب حكام الخليج والتحالف معهم في نخر جسد الامة وتفريقها الى دويلات وطوائف واثنيات..

3-الإعتداء والتحريض وملاحقة المسلمين وقتلهم وتعذيبهم ، حتى في بيت الله الحرام لم تسلم من اذية وقتل المسلمين بل الى اكثر من هذا بالتحريض ضدهم وملاحقتهم عبر مجاميعهم الارهابية التي تلقى تسهيلا من الصهيوامريكا في تنفيذ سياسيتهم المشؤومة لإضعاف الأمة.

4-المقاطعة اي الحصار ومن ثم شن الحرب ، فهي من تآمرت على المسلمين عبر فرض الحصار على العراق وايران وسوريا واليمن والبحرين مع حلفائها ومقاطعتهم اقتصاديا ، ولم تكتف بهذا بل دفعت الأموال لشن الحروب في المنطقة مع جيرانها كما نشاهد ما يحدث في المنطقة من سياسات هوجاء للقضاء على قوة المسلمين وتفتيتها .

الفارق ليس بكبير رغم الفترة الزمنية الطويلة ، فالعداء مازال مستمر ا!! والانكى من كل هذا يمول ويدعم بأموال هذه الدول وبإشراف مباشر من العدو الاول والاخير للاسلام والمسلمين المتمثل بالصهيوامريكي ، فهذا ما قاومه نبينا محمد "ص" ليصل الينا لتنبري فتية لمقاومة الاعتداءات المتكررة على اغتصاب اراضي المسلمين ، وتتعرض للقتل والتخريب من قبل ايادي التطرف الوهابي التكفيري الذي رضع في احضانهم الحقد والقتل والعنصرية ، من اجل اجبار الاحرار الدخول في ملتهم الخاضعة التي باتت لا تمتلك اي كرامة ؟!( وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ )!!

كل تدخلاتهم وشقهم الصفوف، لم تثمر في الثلة المؤمنة حتى بات الجميع يتحدث عن مواقفها العظيمة لأنها مأخوذة من انسانية وشجاعة واخلاق نبينا محمد"ص" العظيم ، اما مواقفهم فقد اخزيت صفحات التاريخ منها ، فنبينا هو محمد "ص" في حين أنكم أنتم المنافقون والمشركون!

المصدر:وكالة أنباء براثا