آية الله السيد محمد الحسيني الشاهرودي
لقد تخرج من تحت يد الامام الصادق(عليه السلام) علماء عليهم الاعتماد و المعول في أمر الدين فكانوا جهابذة العلم و افذاذ قلَّ نظير هم فحملوا العلم ممزوجاً بالعمل و التقوى و خدموا دينهم خدمة جليلة تشهد بها الكتب إلى اليوم.
يقول هشام بن سالم كنا عند ابى عبدالله(عليه السلام) جماعة من أصحابه فورد رجل من أهل الشام فاستأذن بالجلوس فأذن له، فلما دخل سّلم فأمره ابو عبدالله(عليه السلام) بالجلوس ثم قال له: ماحاجتك أيها الرجل؟ قال: بلغني أنك عالم بكل ما تسأل عنه فصرت اليك لأناظرك، فقال ابو عبدالله(عليه السلام) في ماذا؟ قال: في القرآن، فقال ابو عبدالله(عليه السلام) يا حمران بن أعين دونك الرجل، فقال الرجل: انما اريدك انت لا حمران فقال ابو عبدالله(عليه السلام): إن غلبت حمران فقد غلبتني فأقبل الشامى يسأل حمران حتى ضجر ومل و حمران يجيبه ،فقال ابو عبدالله(عليه السلام) كيف رأيت يا شامى؟ قال: رأيته حاذقاً ما سألته عن شيء إلا أجابني ثم قال الشامى: اريد ان اناظرك في العربية، فالتفت ابو عبدالله(عليه السلام) فقال: يا أبان بن تغلب ناظره، فناظره حتى غلبه، فقال الشامى: اريد ان أناظرك في الفقه فقال ابو عبدالله: يا زرارة ناظره، فناظر حتى غلبه فقال الشامي: اريد ان أناظرك في الكلام فقال الامام(عليه السلام): يا مؤمن الطاق ناظره، فناظره فغلبه، ثم قال: اُريد ان أناظرك في الاستطاعة فقال الامام(عليه السلام): يا هشام بن سالم كلمه فكلمه فغلبه، ثم قال: اريد ان اتكلم في الامامة فقال الامام(عليه السلام): لهشام بن الحكم كلمه، فغلبه ايضاً فحارَّ الرجل و سكت.
و اخذ الامام يضحك فقال الشامي له: كأنك اُردت ان تخبرني أن في شيعتك مثل هؤلاء الرجال؟
فقال الامام(عليه السلام): هو ذلك.
نعم كان هولاء ابطال العلم في ميدان العمل كل واحد منهم يمثل الشموخ الشيعي في بلدته و زمانه.... فلنكن مثلهم في العلم و العمل.