التونسيون يدعون للتظاهر ضد زيارة متوقعة ل"ابن سلمان" الثلاثاء

الجمعة 23 نوفمبر 2018 - 17:43 بتوقيت غرينتش
التونسيون يدعون للتظاهر ضد زيارة متوقعة ل"ابن سلمان" الثلاثاء

تونس_الكوثر:دعا نشطاء تونسيون إلى تظاهرة احتجاجية وسط العاصمة تونس، ضد زيارة متوقعة الثلاثاء المقبل لولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، وذلك على خلفية قتل الصحفي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول مطلع أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وقال الناشط السياسي طارق الكحلاوي، للأناضول، سنحتج على زيارة مسؤول أساسي (بن سلمان) في دولة أساسية (السعودية) بالشرق الأوسط يتصرف بشكل همجي ضد الشعب اليمني ومتورط في اغتيال مواطن سعودي بطريقة همجية أثارت كل دول العالم .

وأضاف الكحلاوي، وهو من بين الدعاة للتظاهرة، نعتبر أن هذا الشخص (بن سلمان) يجب أن يكون مطلوبا للعدالة والتحقيق بناء على ما تم نشره في قضية الخاشقجي من أنه هو المسؤول عن العملية .

واعتبر الكحلاوي أن تونس كدولة تمر بمرحلة انتقال ديمقراطي ولها دستور يحترم حقوق الإنسان لا يمكن أن تقبل زيارة هذا الشخص .

من جانبها، وفي تصريحات لراديو شمس اف ام المحلي (خاص)، أكدت الناطقة باسم الرئاسة التونسية، سعيدة قراش زيارة بن سلمان إلى تونس، الثلاثاء. وقالت قراش إن الزيارة في إطار طلب من بن سلمان ضمن جولة ل 10 دول، بينها تونس، وهو في طريقة إلى قمة العشرين الكبار (20G) التي ستنعقد في الأرجنتين يومي 30 نوفمبر وأول ديسمبر.

وقد اشتد الغضب في صفوف التونسيين بجميع أطيافهم من صحفيين وحقوقيين وحتى سياسيين، معبرين عن رفضهم القاطع وعدم ترحيبهم المسبق بمن أسموه بعدو الحريات وحقوق الإنسان والديمقراطية.

واعتبر العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي زيارة محمد بن سلمان إلى تونس مسّا بديمقراطيتهم الناشئة، بل عدّها البعض عارا على المسار الديمقراطي التونسي الذي لا يقبل العودة إلى زمن الظلم والتعدي على الحريات.

وقال الناشط في المجتمع المدني لمين البوعزيزي للجزيرة نت "لسنا مزبلة للمجرمين، وسنتحرك لرفض هذه الزيارة وتنغيصها، فلا مكان بيننا لقاتل الشعب اليمني والمتآمر على ثورتنا، فتونس ملهمة الديمقراطية العربية زيارة محمد بن سلمان إهانة لها".

رفض وتنديد

وقد رفض الصحفيون التونسيون هذه الزيارة، منددين بها لا سيما بعد أن أشارت أصابع الاتهام إلى ولي العهد السعودي معتبرة أنه المسؤول عن مقتل جمال خاشقجي.

ونشر نقيب الصحفيين ناجي البغوري تدوينة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، معبرا عن رفضه القاطع لزيارة من لا يحترم الصحفيين وحرية الصحافة.

وقال "دم خاشقجي لم يبرد بعد، القاتل بن سلمان لا أهلًا ولا سهلا بك في بلد الانتقال الديمقراطي، تونس"، وهو موقف سانده الإعلامي علاء زعتور الذي كتب "محمد بن سلمان قد يزور تونس ضمن جولة بدأها اليوم لعدد من الدول العربية.. صاحب المنشار غير مرحب به في أرض الثورة".

من جهتهم عبر عدد من السياسيين عن رفضهم زيارة ولي العهد السعودي، مستنكرين قرار رئاسة الجمهورية استقباله، إذ كتب السياسي المعارض عصام الشابي على حسابه على فيسبوك "يؤدي يوم الثلاثاء القادم وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان زيارة إلى تونس، ومعلوم أن كل أصابع الاتهام تتجه إليه لضلوعه المحتمل في مقتل الصحفي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده بإسطنبول وتمزيق جثته وإخفائها أو إذابتها بعد ذلك".

وأضاف "لا يمكن لتونس بقيمها الجديدة أن تكون من بين الدول التي تتجاهل جريمة اهتز لها العالم، أو أن تقبل مقايضة ذلك بالبحث عن تعاون مفقود مع دولة مستعدة للإنفاق بسخاء لتبييض ساستها وإعادة تأهيلهم على الساحة الدولية، فلا أهلا ولا سهلا".

بدوره قال أستاذ القانون الدستوري المحلل السياسي قيس سعيّد للجزيرة نت "ما دام الشعب التونسي الحر يرفض زيارة بن سلمان إلى تونس على الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي أن ينصت إلى شعبه قبل أن يفتح ذراعيه من أجل مصالح ظرفية.. فالمبادئ لا تشترى ولا توزن ببراميل النفط".

حملات وتلميع
وقد نظم نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي حملات تدعو لرفض الزيارة المرتقبة، ولاقت تفاعلا كبيرا في ظرف زمني وجيز، ولا تزال متواصلة حيث تستقطب ناشطين جددا كالمحامية سنية الدهماني.

سعيّد: دم الشعب التونسي الحر يرفض زيارة بن سلمان إلى تونس وعلى الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي أن ينصت إلى شعبه (الجزيرة)

فقد صرحت الدهماني لإذاعة خاصة بأن "هذه الزيارة غير مناسبة باعتبار أن بن سلمان يسعى من خلالها إلى تلميع صورته بعد مسؤوليته عن مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي".

وأضافت أن تونس ليست في حاجة إلى أموال محمد بن سلمان الملطخة بالدم باعتبارها لا تجلب إلا الكوارث، حسب تعبيرها.

يرجع العديد من النشطاء السياسيين والحقوقيين أن زيارة محمد بن سلمان إلى بعض الدول العربية في هذا التوقيت بالذات ما هي إلا تلميع لصورة المملكة العربية السعودية لا سيما بعد الكشف عن ملابسات تصفية الصحفي جمال خاشقجي والتنكيل بجثته في القنصلية السعودية في مدينة إسطنبول التركية.