فبعد تعتيم إعلامي كبير حول استقدامه لتعزيزات عسكرية كبيرة، استطاع الجيش السوري تحقيق إنجاز استراتيجي مهم بسيطرته على تلول الصفا أقصى بادية السويداء الشرقية. وكان الجيش بدأ بعمليته العسكرية عليها قبل أكثر من شهرين إثر هجمات عنيفة لتنظيم داعش الإرهابي على قرى ريف السويداء اختطف خلالها عشرات المواطنين، الذين سجل تحريرهم قبل عدة أيام بعملية نوعية للجيش من خلال الاشتباك المباشر مع المختطفين تحولاً نوعياً في مسار العمليات أفضى لسيطرة الجيش بشكل تام على المنطقة التي شكلت وكراً حصيناً جداً لإرهابيي التنظيم طيلة الفترة الماضية.
وقال مصدر عسكري سوري إن عدة صعوبات واجهت الجيش السوري في بداية عمليته العسكرية على مواقع إرهابيي داعش في تلول الصفا، أولها وجود المختطفين لديهم الذي كان يشكل عامل ضغط نفسي على جنود الجيش، وثانيها الطبيعة الجغرافية الصعبة لمنطقة التلول نظراً لوجود جروف صخرية صعبة جداً و عالية الارتفاع جهّزها إرهابيو التنظيم جيداً وحصّنوا أنفسهم داخلها، فضلاً عن وجود مسطحات مائية في محيطها كانت تعيق أي تقدم لقوات الجيش اتجاه التلول خاصة المدرعات و العتاد الثقيل، وأضاف المصدر العسكري أن "تحرير المخطوفين أزال العائق النفسي أمام قوات الجيش وفاعلية سلاحي الجو والمدفعية إضافةً لاستقدام تعزيزات كبيرة أفضى لكسر خطوط داعش الدفاعية بسرعة كبيرة حيث ساعدت العوامل الجغرافية القوات المتقدمة على اقتحام الجروف الصخرية للتلول ودخول المدرعات والدبابات إلى عمقها، حيث دارت معارك عنيفة جداً هناك أدت لمقتل أكثر من أربعمئة و خمسين إرهابياً".
وكان الدخول إلى الجروف الصخرية للتلول أمراً صعباً جداً بحسب المصدر العسكري السوري ذاته الذي أكد أنّ " جفاف المسطحات المائية المحيطة بالجروف ساعد على تسهيل حركة المدرعات وبالتالي إمكانية استخدام كثافة نارية كبيرة أدت إلى تقهقر التنظيم وإيقاع خسائر بشرية كبيرة جداً فيه معظمهم من القناصين الذين كانوا يعيقون تحرك الجيش كثيراً"، ولفت المصدر إلى أن يد التنظيم الإرهابي قد قُطعت عن المنطقة بشكل تام ، مشيرا الى ان عملية تلول الصفا كانت مدروسة و استهلك التنظيم الإرهابي فيها الوسائط النارية من مخزونه إضافة إلى خسائره البشرية الكبيرة ولن يستطيع مجدداً إعادة تهديد نقاط الجيش المثبتة والتي باتت تتحكم بالمنطقة بشكل كامل".