قبل عام 1979؛ وهو العام الذي أنطلقت فيه الثورة الإسلامية في ايران، ومازالت مستمرة؛ لم يتذكر العرب ومن بركبهم من المسلمين، أن إيران التي كان يحكمها الشاه، فارسية صفوية مجوسية، ولم تمنعهم مجوسية إيران من المشاركة في الاحتفالات الباذخة التي أقيمت بمناسبة ذكرى مرور ألفين وخمسمائة عام على تأسيس الإمبراطورية الفارسية، تلك الاحتفالات التي شارك فيها سبعين ملكا وزعيما في مقدمتهم "كل" الزعماء العرب والمسلمين، بدعوة من شاهنشاه أريا مهر محمد رضا بهلوي في 16/10/ 1971..
برغم أن القادة العرب والمسلمين، أعلنوا مقاطعتهم لإسرائيل ومن يقف معها، لكن شاه إيران بقي صديقا حميما لمعظمهم؛ ولم لا..!؟ فزوجته الشاهبانو فرح ديبا، واحدة من أجمل نساء الأرض، وقد فازت بمسابقة جمال العالم.. وصادف أيضا أن الحكام العرب والمسلمين، منصفين ويتعشقون الجمال ويقدرون قيمته..!
قبل 1979 كانت الجزر الثلاث في الخليج (الفارسي) ليست ذات أهمية، وهي عبارة عن نقاط صغيرة على الخارطة، تكاد لا ترى، بعد 1979 صارت أرض الجدود، التي يتعين أن يموت العرب من أجلها، وأن يحررونها من الاحتلال الفارسي الغاشم، فتحريرها مقدمة لتحرير فلسطين، والأندلس وفينا والأسكندرونة، وسبتة ومليلة وجزر القمر وساقية الذهب وأذربيجان والقوقاز وتخوم الصين، وكل أرض وصلت اليها خيول القعقاع..!
في عام 1979 أستيقظ العرب فجأة من رقدتهم، وأكتشفوا أنهم كانوا على خطأ في علاقاتهم مع إيران! فإيران التي أَضحى اسمها جمهورية إيران الإسلامية، في 11/2/1979 باتت غير إيران الشاه، وفجأة أيضا أكتشف العرب والمسلمون أن الإيرانيين شيعة، وأنهم صفويين، وأستخدمت مفردة "الصفوية" كشتيمة، يوصم بها شيعة البلاد العربية، الذين اتهموا بتبعية لإيران الشيعية، بل أنهم فرس وإن لم ينتموا، على قاعدة بعثيين وإن لم ينتموا!
العرب بعد رحيل الشاه؛ تذكروا أن الدولة الصفوية الشيعية التي حكمت قبل الشاه، كانت عدوة للدولة العثمانية التي تزعمت أهل السنة بالقوة والغلبة، وهم يعتبرون أنهم ورثتها، ولذلك فإنهم أعداء للصفويين، حتى وإن بادوا.
كلام قبل السلام: نحن بحاجة الى فرح ديبا جديدة، كي تتحسن علاقات العرب مع إيران..!
سلام....
قاسم العجرش
110