أمل الياسري
سيدة جليلة تلتقي مع عبد الله، والد النبي محمد (صلواته تعالى عليهما)، في جده الرابع فهي بنت وهب، بن عبد مناف بن كلاب بن مرة، إمرأة قرشية كلابية من الأبوين، وإحدى بنات أعمامه، كانت محط أنظار نساء مكة لعفتها، وجمالها، وشرفها، حتى بعض الروايات تنقل، أن بعض النساء ماتت حسرة وحسداً، على زواجها عبد الله بن عبد المطلب، إنها السيدة آمنة والدة النبي (صلواته تعالى عليهما)، وما إنفك يكرر قوله:(لم أزل أنقل من أصلاب الطاهرين، الى أرحام الطاهرات).
نقل المؤرخون أن إحدى نساء مكة، تعرضت لعبد الله والد النبي فقالت: (أنتَ الذي فداكَ أبوكَ بمائة من الإبل) فقال: نعم فعرضت نفسها عليه، مقابل مائة من الإبل فتشاءم منها، وتوجه لوالده لطلب الزواج، وعرض عليه عبد المطلب التزويج من بنات الملوك، فكان يظهر على وجه عبد الله الإمتناع، وقال له: ما تقول فيما سمعت عن آمنة بنت وهب، من العفة والخلق الرفيع؟ فأجابه والده: فوالله ما يناسبك من بنات مكة مثلها، فهي المحتشمة في نفسها والطاهرة المطهرة!
بعد زواج عبد الله من آمنة (عليهما السلام)، بقي عندها يوماً وليلة، فحملت بالنبي محمد (صلواته تعالى عليه وعلى آله ).
السيدة القرشية الفاضلة، آمنة بنت وهب (عليها السلام)،كانت تتنقل في سلسلة من الأرحام المطهرة، لأنها أم لسيد الكونين، ورسول رب العالمين، وقد حفظت وليدها النذير البشير، من كيد المناوئين والحاقدين، لأنها رأت في منامها قبل ولادته، أن هاتفاً من السماء يقول لها: (إن الله تعالى لا يودع هذا النور، إلا في مثل هذه يعني آمنة)، وإنها حملت بخير الأنام، وعند ولادته الميمونة نوديت: (لقد وضعت خير البشرية، فعوذيه بالواحد الصمد من شر كل باغٍ وحاسدٍ).
عندما بلغ النبي من العمر ست سنوات، توفيت والدته آمنة (عليها السلام)،وعهد به لأم أيمن ورجعت به لمكة، وقد دفنت في منطقة الأبواء بين مكة والمدينة، التي طالها الهدم الوهابي البغيض أيضاً، لذا لا بد من إعلان حملة لإعادة بناء قبرها، ففضلها كبير جداً، يكفيها فخراً أنها حملت بين أحشائها، منقذ البشرية محمد(صلواته تعالى عليه وعلى آله) وقد تألمت كثيراً لفقدان زوجها عبد الله، وكان يزور قبرها ويبكي عليها بكاء شديداً، فسلام عليها يوم ولدت، ويوم توفيت، ويوم تبعث حية.
المصدر:وكالة أنباء براثا