سلامٌ على اُعجُوبةِ الخَلْقِ والزَمَنْ
حبيبي إمامَ العَصرِ ذا الخُلُقِ الحَسَنْ * اُحِبُّكَ مِنْ يَومِ القِماطِ إلى الكَفَنْ
وإنِّيَ لَمِنْ أجلِ الوَلاءِ مُوَطِّنٌ * على غُرْبَةٍ نَفْسِي مِنَ البيتِ والوَطَنْ
فلا الدارُ تأْوِينِي مُقامَةَ وادِعٍ * ولا هِمَّتي تَرْضَى الخُضُوعَ لِذِي ضَغَنْ
فَصِرْتُ مِنَ البَلْوى وبِغضَةِ ناكِرٍ * أَحِنُّ إلى رَبْعٍ عَديمٍ منَ الحَزَنْ
فكل بلاد المسلمين كوارثٌ * تذوق لَظىً من قادةِ الحربِ والثمَنْ
وقد بِتُّ مِنْ فَرطِ المَكارهِ صابراً * ومِن وطَنٍ أمضي ارتحالاً إلى وطَنْ
عسى العُسْرُ ذا يمضي بِيُسْرٍ ينالُهُ * بَنُو كُربتَي بعدَ الشدائدِ والمِحَنْ
فيا ربُّ أدرِكنا بِغَوثِكَ إنّنا * نتُوقُ إلى سِبْطٍ نبيلٍ ومُؤتَمَنْ
يُرسِّخُ في الأرضِ التراحُمَ مَذهَباً * فتعتنقَ الأرضُ العَدالةَ والأمَنْ
إلى سيديِ طه الحبيبِ صَبابَتي * أسوقُ لهُ وُدّي المُؤَرَّقَ بالشَجَنْ
يناشِدهُ قلبي الشغُوفُ بِحُبِّهِ * تُرى أينَ مَولانا المُجَدِّدُ للسُنَنْ؟
واُزجي إلى أرضِ الغريِّ مَقالتي * إلى حَضرةِ النبأِ العظيمِ وما اختَزَنْ
اُخاطبِهُ يا اْبنَ الأكارمِ سيدي * ألَسْتَ تَرىَ طالَ الفِراقُ أبا الحسَنْ
على أنَّنا مهما استبَدَّ بِنا الأذى * صناديدُ ساحاتٍ أعاثَ بها الفِتَنْ
حشُودٌ أطاحَتْ بالعُتاةِ دواعِشاً * ولم تنثَنِ قطُّ الحُشُودُ ولم تُهَنْ
فقد طهَّرتْ أرضَ العراقِ من العِدى * وأمثالُها في الشامِ بدَّدَتِ العَفَنْ
وثمَّةَ أبطالُ الصُّمودِ وسيِّدٌ * يَقودُ سراياهُمْ الى الظفَرِ العَلَنْ
يخوضونَ أهوالَ الحتُوفِ بواسلاً * وهم بإمامِ العصرِ صَبْرٌ ومُمتَحَنْ
ينادُونَهُ عندَ الكريهةِ ناصِراً * إلا أيها المَهديُّ يا مانِحَ السكَنْ
بوجهِكَ يا هادي الجُمُوعِ إلى العُلى * نصولُ ولن نخشى فراعنَةَ الإحَنْ
سلامٌ على السِّبطِ المُغَيَّبِ دائمٌ * سلامٌ على اُعجُوبةِ الخَلْقِ والزَمَنْ
-----------------
بقلم الكاتب والإعلامي
حميد حلمي البغدادي
٩ ربيع الاول ١٤٤٠
١٧ نوفمبر ٢٠١٨