(تلكُم بيوتُكمُ معالمُ نهضةٍ)
ـــــــــــــــــــ
يا دارَ غُربَتِنا اندُبي يا دارُ
فالقلبُ مِن لَفْحِ الشُّجونِ اُوارُ
غالُوا إماماً في رَبيعِ شبابِهِ
علَمَ الهِدايةِ للصَّـريخِ جِـوارُ
وهو المُـعَـلِّـمُ اُمـةً لاذَتْ بهِ
مذْ أنشبتْ في نَحرِها الأظفارُ
وتحيَّنتْ فِـرَقُ الضَّلالةِ وَأْدَهَـا
وانتابَ زاهِـرَ عـهدِها الإصْحارُ
فغَدَتْ بِلادُ المُسلمينَ تشَرذُماً
وتحكّمتْ بـربُوعِها الأخطـارُ
خَطبٌ بِسـامَرّاءَ أَفجَعَ أهلَهـا
فَاُولو النّـباهةِ أدمعٌ تنْهـارُ
رُزِئَ الامامُ العسكريُّ مُهجَّراً
بجنايةٍ فُضِحَتْ بها الأَسْـرارُ
فتأوَّهَتْ أركانُ مـكّةَ والصّفا
وثَرَى المَدينةِ أعيُـنٌ مِـدْرارُ
تاللهِ لَو أنَّ الجِبالَ نواطقٌ
لَبكتْ عليه ودمعُها أنـهارُ
أَوَ مثلُ سبطُ محمدٍ يَرِدُ الرَّدى
غَـيلاً سُمومَـاً فَالحَشَا أَكْـوارُ
وهَو الإمـامُ البَـرُّ زاهِدُ عصرِهِ
ووصيّةُ الهادي ونِعْمَ الجارُ
مـا وُقّـرَ الحسنُ التقـيُّ بِقَتلِـهِ
يا ويلَ حُكّـامٍ علاهُـمْ عـارُ
إيـهٍ إمـامَ زمـانِنـا يا فَخرَنا
إنّي لِصَـبرِكَ مُـخْجَـلٌ مُحـتارُ
أعظَمْتُ حِـلْمَكَ قائداً متماسكاً
رَغـم الجَفـاءِ على الأنامِ يَغَـارُ
لَهفِي عليكَ وأنتَ تندُبُ والِـداً
شَغَلَ الـدُّنى قَد هـابَهُ الأخيارُ
وهو الأمينُ على تُراثِ محمّدٍ
وأبُو السَخاوَةِ زائراً ويُـزارُ
قد كانَ مَحجُورَاَ عليهِ فَـبَـيتُـهُ
سِجنٌ رَمتْـهُ بِرَصْدِها الأنظارُ
يُفْضِي لشيعَتهِ الكرامِ أنِ اكـتُمـوا
عنّـي التَحيةَ فالعِدى أشـرارُ
والحاكمونَ لِـئامُ نفسٍ شـأنُهُم
قَـهرُ العِـبادِ ومن إلِيـهِ يُشارُ
حَسدُوا الإمامَ العَسكريَّ فَـفضْلُهُ
قد شاعَ في الأفاقِ وهو حِصارُ
هذا هو النًّورُ الذي لاينجَلي
ما شـاءَ ربُّ العالميـنَ يُصَارُ
ذكرى شهادَتِكَ الأليمةِ سيّدي
مجدٌ سَـمَوتَ بِـهِ فـأنتَ شِـعـارُ
تلكمُ بُيوتُكُـمُ مَعالِـمُ نهضَةٍ
خابَ الذينَ تنّكرُوا وأغارُوا
وعَدَوا على صَرحٍ عظيمٌ قَـدْرُهُ
بئسَ النواصِـبُ إنّـهُـمْ أشرارُ
ويـلٌ لمَـنْ هَـدموا منازِلَ أحمـدٍ
ومراقدَاً طَـهُـرَتْ هي الأنوارُ
جعلوا قنـابلَهـمَ عِـداءَ مَودّةٍ
هي للأنـامِ مَنارةٌ ومَــزارُ
فِتَنـاً أرادُوهـا تَـزيدُ تَفرُّقـاً
للمُسلمينَ على المَحارِمِ جارُوا
يا آلَ بيتِ محمدٍ دُمتُـم حِمَـىً
ومَـعالِـماً للمکرماتِ تُـزارُ
ها همُ بَنُـوكُـمْ في العراقِ بواسِلٌ
حشْـدٌ وجيشٌ في الكريهةِ ثـارُ
هزموا الدواعشَ والعُتاةَ كواسِراً
سَـلِمتْ اياديهِمْ همُ الأحرارُ
شُـلتِ أيادي الظالمينَ لأنَّهم
حَـربٌ لِدينِ مُحمدٍ وشِـرَارُ
سقيـاً لرَمسٍ قدْ اُعيدَ بِـناؤُهُ
في أرضِ سامَرّاء وهو مَـنارُ
فالهادِيَـانِ مَلاذُ مَن رُضِعَ التُقَى
وثرى جِوارهما شذىً وظِـفارُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم الكاتب والاعلامي
حميد حلمي البغدادي
8 ربیع الاول 1440
16 نوفمبر