قصيدة رثاء بمناسبة ذكرى استشهاد الامام الحسن العسكري عليه السلام

الجمعة 16 نوفمبر 2018 - 13:10 بتوقيت غرينتش
 قصيدة رثاء بمناسبة ذكرى استشهاد الامام الحسن العسكري عليه السلام

ثقافة_الكوثر: في ذكرى استشهادِ والدِ بقية الله الأعظم المهدي المنتظر (عجَّلَ الله تعالى فرَجَهُ الشريف)  الإمام الحسن العسكري (عليه السلام ):

(زُر أرض سامراء بالحنينِ)
..................................

زُرْ أرضَ سامـرّاءَ بالحنينِ

وانظُـرْ إليها نَظـرَةَ الحزِينِ

فثَـمَّ ميعـادٌ إلى غُـروبٍ

أنـاخَ بالمَهـمُومِ والـدّفينِ

فَوالِـدٌ غِـيلَ بِغَـدْرِ العَمَـى

سُـمّاً خطيـراً حارقَ البُطُـونِ

ونجلُـهُ يَبكيهِ في لَـوعةٍ

وصَـدْرُهُ يَـزْفِـرُ بالأنيـنِ

لكَ العزاءُ يا فَتـى أحمَـدٍ

يا صاحبَ الزّمانِ والتّمْكِينِ

بفقـدِكَ الحاني على اُمّـةٍ

جَفَتْ إماماً طاهرَ اليـقينِ

أبـانَ بالعلمِ سبيلَ الهُـدى

مفَنّـدَأ اُطـرُوحةَ المُشينِ

غادرَ في قسرِ العِدى رَبْعَـهُ

وبَيتَ قرآنِ الضُّحى والتينِ

فطيبةٌ دَمْـعٌ على بَـونِهِ

ومكّـةٌ والبَيتُ في شُـجُونِ

مُهاجراً سـارَ الى ربِّـهِ

مُستَشهِـداً خاضَ رُحى المَنونِ

وكانَ قاتِـلوهُ حِـزباً دَرَى

بأنَّـهُ الحامِيِ عن العَـرينِ

عـرينُ دينٍ صانَهُ أحمدٌ

بِـأهْـلِ بَيـتٍ طاهرٍ مَكِـينِ

هُـو ابنُ بنتِ المصطفى سيّدٌ

وخيرةُ الآباءِ والبَنِـينِ

هو الإمامُ الحَسَنُ العَسْكرِي

ومَنْ تحدّى سَطْـوةَ الهجِينِ

أحصَى عليهِ الظلمُ أنفاسَـهُ

في بلَـدٍ مُعَـسْكـرٍ حَصِـينِ

ما أنصفُوهُ وهُوَ سِبطٌ غـدا

نـزيلَ بيتٍ كانَ كالسُـجُونِ

في بحـرِ جيشٍ وعُيُونٍ مَضَتْ

رَصْـداً فباءَتْ بالخَـنَـا المُهِينِ

فذاكَ نُـورُ اللهِ لا يَنْطفي

ما فـازَ كـيدُ الناكِـرِ الخَـؤُونِ

شُلّتْ أيادٍ فجَّـرتْ مَعْـلَمَـاً

حُـفَّ بأبنـاءِ الوَفَـا للـدِّينِ

فالعَسكرِّيانِ إمَاما هُدى

ومَفْـزعا الظامي الى المَعـينِ

وأهلُ سـامرّاءَ عـانَوا لَظىً

من حَملَةِ المُسـتَذئِبِ الـلّـعِينِ

فالمـارقُ الزنديقُ يَجْـنِي سُـدىً

بتضحياتِ المُفتـدي الحَـنُونِ

هاتيكَ سـامرّاءُ صَـرْحٌ سَمَـا

ومَـرقَـدٌ للمُلتَقى يَـدعُوني

لوحدةٍ بينَ بَني اُمَّــةٍ

طابَـتْ بآيِ التينِ والزيتونِ

فَالقُبَّـةُ الشقراءُ وَهّـاجَةٌ

تَضُـمُّ أعلامَ التُّقـَى المَتـينِ

هناكَ بيتُ عِـترةِ المُصطفى

ودوحَـةٌ لِـنهْضةٍ تَهدينِـي

عليكَ مِنِّي يا شهيدَ الـنُّهـى

سَـلامُ مُحْـتـاجٍ إلى المُبِيـنِ

جَـلَّ مُـصابِي بكَ يا سيدي

فِداكَ نَفْسِي يا عِمادَ دِينِـي

صَبراً جميلاَ يا أبا صالحٍ

فكُـلُّنا عَـينٌ على المَكنُـونِ

يا حجَّةَ اللهِ على خَـلْـقِهِ

أنتَ الـرَّجَـا في الزمنِ الضّـنِينِ

يا آلَ بيتِ المصطفى فَـخـرُكُمْ

شهـادةٌ مِنْ دَوحَـةِ الحُسَيـنِ

_________________

بقلم الكاتب والاعلامي
حميد حلمي البغدادي
8 ربیع الاول 1440
16 نوفمبر 2018