عندما تمرّ بنا ذکری شهاده أو میلاد واحد من أئمه الهدی علیهم السلام نذکر مدی الفجوه بین حیاتنا والحیاه التی بشّر بها الوحی، وتجلّت فی سیره النبی وأهل بیته صلی الله علیه واله.
والمصیبه الأکبر تتمثل فی أن الکثیر منا لا یعرف من حیاه الأئمه إلَّا النزر الیسیر. فماذا تعرف مثلا عن السيدة حديث أم الإمام العسكري عليهما السلام؟
في الیوم الثامن من ربیع الأول یصادف ذکری شهاده الإمام الحسن العسکری علیه السلام النجم الحادی عشر الذی غاب عن أفق الإمامه فی مدینه سامراء، و بهذه المناسبة نقدم لكم لمحات عطرة من سيرة أم الإمام الحسن العسكري(ع).
نسبها
هي السيدة (حُديث) (عليها السلام) والدة الإمام الحسن العسكري (ع)و زوجة الإمام الهادي، وجدّة الإمام المهدي(ع).
أسماؤها:
ومن أسمائها: (سُليل) و(جدة).
وقيل: (سمانة)، وقيل: (سوسن).
كنيتها :
أم الحسن
مكانتها
كانت (عليها السلام) من العارفات الصالحات، وكفى في فضلها أنها كانت مفزع الشيعة بعد وفاة أبي محمد العسكري(ع) .
فقد روى الشيخ الصدوق (رحمه الله) عن أحمد بن إبراهيم، قال: دخلت على حكيمة بنت محمد بن علي الرضا اُخت أبي الحسن صاحب العسكر (ع)في سنة اثنتي وستين ومائتين، فكلّمتها من وراء حجاب وسألتها عن دينها فسمّت لي من تأتم بهم.
ثم قالت: والحجة بن الحسن بن علي(ع) فسمته.
فقلت لها: جعلني الله فداك معاينة أو خبراً؟
فقالت: خبراً عن أبي محمّد(ع) كتب به إلى اُمّه.
فقلت لها: فأين الولد؟
فقالت: مستور.
فقلت: إلى من تفزع الشيعة؟
فقالت: إلى الجدة اُم أبي محمد(ع).
فقلت لها: أقتدي بمن وصيّته إلى امرأة؟
فقالت: اقتداء بالحسين بن علي(عليه السلام)، فإنّ الحسين بن علي(ع) أوصى إلى اُخته زينب بنت علي (عليها السلام) في الظاهر، فكان ما يخرج عن علي بن الحسين(ع) من علم ينسب إلى زينب (عليها السلام) ستراً على علي بن الحسين(ع).
كما كانت(رضوان الله عليها) أحد الوسائط بين الإمام الحجّة(عليه السلام) وبين شيعته، فهي المفزع للشيعة بعد وفاة ابنها العسكري(عليه السلام).
من أقوال الإمام الهادي(عليه السلام) فيها
وقد أثنى عليها الإمام الهادي(ع) وأشاد بمكانتها وسمو منزلتها وكراماتها، فقال(ع):
"سليل ـ وهو اسمها ـ مسلولة من الآفات والأرجاس والأنجاس،، ثمّ قال لها: سيهب الله حجّته على خلقه، يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً."
وروي عن العالم(ع) أنه لمّا دخلت سُلَيْل اُمّ الإمام الحسن العسكري(ع) على الإمام الهادي(ع) قال: «سُلَيْل سلّت من كل آفة وعاهة، ومن كل رجس ونجاسة، ثم قال: لا تلبثين حتى يعطيك الله عزّوجلّ حجّته على خلقه الذي يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً".
وفاتها
لم تُحدّد لنا المصادر تاريخ وفاتها، إلّا أنّها كانت من أعلام القرن الثالث الهجري، ودُفنت بجوار مرقد الإمامينِ العسكرين(عليهما السلام) في مدينة سامراء.
المصدر:مواقع مختلفة بتصرف