بين موافق ومخالف ...الازهر يرسل وعاظه للمقاهي!!

الأحد 11 نوفمبر 2018 - 12:18 بتوقيت غرينتش
بين موافق ومخالف ...الازهر يرسل وعاظه للمقاهي!!

مصر - الكوثر: نظمت لجنة الوعظ بالأزهر الشريف بمحافظة الإسكندرية، جولات ميدانية لبعض أعضاء اللجنة داخل بعض المقاهي في مدينة الإسكندرية لتوعية المواطنين بخطورة الفكر التكفيري وحكمه الشرعي.

الإعلامي وائل الإبراشي ناقش في برنامج "كل يوم" المذاع عبر فضائية "ON E" تلك الخطوة بحضور عدد من الخبراء والمسؤولين.

في البداية، أبدى اللواء شكري الجندي عضو اللجنة الدينية لمجلس النواب رفضه لهذا الفعل بسبب جلوس مواطنين من مختلف الأديان والمذاهب على المقاهي، ما قد يسبب وقوع مشكلة للواعظ في أثناء حديثه، علاوة على وعظه لمواطنين لا يحتاجون لسماع الوعظ، ما قد يوقع الواعظ في مشكلة.

وأكد "الجندي"، أن زي الأزهر الشريف مثل زي الجيش والشرطة ولا يصح أن يتعرض من يرتديه للإهانة، مقترحًا أن يذهب الوعاظ إلى الدواوين الحكومية والمستشفيات وغيرها من الأماكن العامة.

من جهته، رد الدكتور ابراهيم الجمل، مدير الدعوة بوعظ الأزهر وأمين بيت العائلة بالاسكندرية، على "الجندي"، مؤكدًا أن الواعظ لا يمارس الوعظ ولكنه يتحدث في أمور ثقافية عامة متفق عليها بين جميع الأديان.

وأكد أنه يتم التواصل مع صاحب القهوة والتنسيق معه قبل حضور اللجنة، مشيرًا إلى أن اللجنة لا تذهب للمقهى حال وجود اعتراض من جانب صاحبها وهو ما لم يحدث حتى الآن.

وأوضح "الجمل"، أن الهدف من ذلك هو النزول لأرض الواقع وللشارع والمواطن العادي البسيط من أجل البناء الثقافي للأمة المصرية، مشددًا على أنه من ضمن دور الأزهر الشريف هو التوعية الثقافية عن القيم الانسانية اللي بتشترك فيها الأديان جميعًا.

وتابع "الجمل": "مش وعظ لكن توعية ثقافية، وأنا مش بقوله ولا حلال ولا حرام، أنا مجرد إني بقوله مثلًا حب الوطن والانتماء والتفاؤل والأمل وإزاي يكون عندك أمانة وصدق".

ولفت "الجمل"، إلى أن ذلك يعتبر جزء من تطوير الخطاب الديني، مؤكدًا أنهم يذهبون لمراكز الشباب ودور المسنين والجامعات وغيرها من الأماكن التي يتواجد فيها المصريين مسلمين وغير المسلمين، مشددًا على أنهم يتحدثون عن المتفق عليه وليس المختلف فيه، مضيفًا "بنوصل الماء لمن يريد أن يشرب، واللي مش عايز مفيش ولا إكراه ولا إصرار على كدة".

وشدد مدير الدعوة بوعظ الإسكندرية، على أن كلمة الواعظ لا تستغرق أكثر من 5 دقائق، مؤكدًا على أنها كلمة ثقافية غير تصادمية على الإطلاق.

الكاتبة الصحفية فريدة الشوباشي سخرت من نزول لجان الوعظ للمقاهي: "كأن إحنا كفار قريش والشيوخ جايين يدعونا للدين".

وأوضحت "الشوباشي"، أنه يجب أن يستخدم الشيوخ وسائل الاتصال الحديثة للوصول لكل الناس بما فيهم مرتادي المقاهي القهوة "الناس اللي على القهوة عايزة تضحك وتهزر".

واستنكرت "الشوباشي"، ذلك معتبرة أن تعديل سلوك المواطنين دور الدولة، لافتة إلى أن نزول الوعاظ للمقاهي "مظهر للدولة الدينية ويجب ألا يكون موجود" على حد قولها.

أما الشيخ عبدالحميد الخطيب المنسق الإعلامي بوعظ الأزهر الشريف بالإسكندرية، أكد أن المواطنين يقابلونهم على المقاهي بكل ترحيب، ولم يتعرضوا لأي موقف محرج، مؤكدًا أنه يتواصل مع صاحب المقهى ويتفق معه على زيارة المقهى، لافتًا إلى أنهم وجدوا تعاملًا طيبًا من جميع المواطنين لاحترامهم الزي الأزهري ومعرفتهم قيمته. 

ورفض "الخطيب"، ما ذكرته "الشوباشي"، عن اعتبار ذلك من مظاهر الدولة الدينية، مؤكدًا ليست "دولة دينية لأن الهدف ليس وعظي ولكن سلوكي وأخلاقي، فالأئمة تتحدث في أشياء مشتركة بين طوائف الشعب كله مثل العمل وحب الوطن وغيرها من القضايا".

واتفق معه الشيخ أحمد عامر مدير عام الوعظ بالأزهر الشريف بالإسكندرية، مؤكدًا أن "بلادنا ضاع منها الأخلاق وأصبحت العبادات لا تؤدي دورها بالشكل المطلوب".

تصنيف :