قصيدة.. لنا بك يا طه الرسول توسل

الأربعاء 7 نوفمبر 2018 - 09:15 بتوقيت غرينتش
قصيدة.. لنا بك يا طه الرسول توسل

ثقافة – الكوثر: قصيدة بمناسبة ذكرى وفاةِ النبي الاعظم محمد بن عبد الله “صلى الله عليه وآله وسلم” للكاتب والإعلامي حميد حلمي البغدادي.

لنا بكَ يا طهَ الرّسولُ توسُّلٌ

 

أجـبْ أيها الرَّمْسُ المحيطُ برحمة** ألا هلْ الى الهادي البشيرِ مَحجَّتي

 

فإنّي لأَخشى المُغرِياتِ غِـوايةً ** فتردَعني عنْ أنْ أصونَ مَغَـبَّتي

 

بذَلْـتُ لهـا عُمْرِي وأهلي وصِحّةً ** أطالَتْ عذاباتِ النوى حين غُرْبَتِي

 

فكنتُ أرى أنْ ذا يَهونُ مع الهُدى ** مخافةَ يومٍ رائقٍ فيهِ شِقـوَتِي

 

مَخافةَ عُقبَى الناقِضيَنَ عهُودَهُم ** فَهبّـوا سراعاً صانعينَ لِفتنَـةِ

 

وقد تركوا طه الحبيبَ جَنازةً ** وعادُوا وهم لايفقَهُونَ بفِـريَةِ

 

فوا ألمـاً كيفَ استطابَتْ نُفوسُهم * عُـزُوفاً وحامِي الدَّينِ شرطُ وصيَّـةِ

 

إمامٌ بهِ قالَ الكِتابُ ومُـرسَلٌ** وبُويعَ في يومِ الغديرِ المَسرَّةِ

 

عليٌّ أخُو طه الأميـنِ وليُّـنا * وإمـرَتُهُ فخرُ الحياةِ بعـزَّةِ

 

الى طيبةٍ اُزجي الدُّمـوعَ حزينةً * لِمَثوى رسولِ اللهِ خيرِ البريَّةِ

 

أيا زائراً قبـرَ الهُدى بالمدينةِ * أطِلْ نظَراً عنّي وأبلِغْ تَحيَّتي

 

وشُمَّ نسيماً أحمدِيّاً مِزاجُهُ * صلاةٌ وقرآنٌ وطُـهْـرُ أَرومَـةِ

 

حنانَـيكَ إقرأهُ السلامَ وقلْ لهُ * عُبَيدُكَ يا طهَ صريعُ المحـبَّـةِ

 

يناضلُ للقُربى وأنتَ أمَـرتَهُ * وينصُرُ مِعواناً بمنهاجِ عِـترةِ

 

بهم فاخَرَ اللهُ العظيمُ جلالهُ * فهم قِـمَـمٌ في المَكرُماتِ تجَلَّـتِ

 

أبا القاسمِ المختار أنتَ وليُّنا * ونحنُ بما ترضى وَفاءُ الأذِمَّـةِ

 

فداءٌ لنهجِ الوَعي أنتَ أبَـنْتَـهُ * مصاديقَ لو سادتْ بقسطٍ لَـعَـزَّتِ

 

وكنّا بها خيرَ الأنامِ طريقةً * يلوذُ بنا الظامي اللهـوفِ لِـشِـربةِ

 

وتقصدُنا كلُّ الشعوبِ بَواعِـداً * وليسَ كما صِرنا شرائدَ فُـرقَةِ

 

اُصِبْنا بداءِ الذُلِّ رغم جُمـوعِنا * وأقطارُنا أمسـتْ ميادينَ قِتْـلَةِ

 

تُـحَـرِّقُـنا باسمِ السماء عصابَةٌ ** رمتْ بلَظاها خيرَ دينٍ واُمّـةِ

 

تُكـفّرُ إسلاماً وتهـدِمُ مسجِداً * وتفجُرُ تُعـميها ضغائنُ نَعْـرةِ

 

أتَـتْها خِراجُ البغـيِ تنفُثُ سُمَّـها * سَعُوداً” و”أحلافاً” ثعابينَ زُمـرةِ

 

أعاقتْ وما جاءتْ سوى بجريمةٍ ** تريدُ بِـنا خَسْـفـاً وثاراتِ رِدَّةِ

 

ألا يا رسولَ الله أصرِخْ فُـلولَـنا * فنحنُ وقد جارَ الزمانُ بشـدّةِ

 

نرى اُمّـةً طُـعمَ الذّئـابِ فريسَةً * وقد غابَ ربّـانُ الطريقِ المَـحَجّةِ

 

يرى فيئـهُ شتّانَ ينهَـبُهُ العِدى * على كـثـْرةٍ منّـا ونحنُ بِغُصّةِ

 

ألا يا أبا الزهراءِ شَكوى ندامةٍ * فنحنُ و إنْ هانَ الخِـطابُ بقوةِ

 

وقد صالَ أبناءُ الولايةِ صَولةً * اُصيبَ بها التكفيرُ شـرَّ مَرَدَّةِ

 

فتلكَ “دواعيشُ” الضلالةِ مُـزْقَةٌ * تُطاردُها إذلالُـها حيثُ حلَّتِ

 

بنو الحشدِ والجُنـدُ الكماةُ دواؤُها * بواسلُ نهجِ الأصفياءِ الأئمةِ

 

لنا بكَ يا طهَ الرّسول توسُّلٌ * فُديتَ فأنتَ النورُ في كلِّ ظُلمـةِ

 

وربّكَ إنّـا يا رؤوفُ مَوَدّةٌ * لأهلِـكِ بلْ إنّا فِداءُ المَـوَدَّةِ

 

عليكَ صلاةُ اللهِ أنتَ وعِترةٌ * بِكـمْ فَيـْصَلٌ بينَ الجَحيمِ وجَـنـَّةِ

 

___________

بقلم الكاتب والاعلامي

حميد حلمي البغدادي

٢٨ صفر ١٤٤٠