لنا بكَ يا طهَ الرّسولُ توسُّلٌ
أجـبْ أيها الرَّمْسُ المحيطُ برحمة** ألا هلْ الى الهادي البشيرِ مَحجَّتي
فإنّي لأَخشى المُغرِياتِ غِـوايةً ** فتردَعني عنْ أنْ أصونَ مَغَـبَّتي
بذَلْـتُ لهـا عُمْرِي وأهلي وصِحّةً ** أطالَتْ عذاباتِ النوى حين غُرْبَتِي
فكنتُ أرى أنْ ذا يَهونُ مع الهُدى ** مخافةَ يومٍ رائقٍ فيهِ شِقـوَتِي
مَخافةَ عُقبَى الناقِضيَنَ عهُودَهُم ** فَهبّـوا سراعاً صانعينَ لِفتنَـةِ
وقد تركوا طه الحبيبَ جَنازةً ** وعادُوا وهم لايفقَهُونَ بفِـريَةِ
فوا ألمـاً كيفَ استطابَتْ نُفوسُهم * عُـزُوفاً وحامِي الدَّينِ شرطُ وصيَّـةِ
إمامٌ بهِ قالَ الكِتابُ ومُـرسَلٌ** وبُويعَ في يومِ الغديرِ المَسرَّةِ
عليٌّ أخُو طه الأميـنِ وليُّـنا * وإمـرَتُهُ فخرُ الحياةِ بعـزَّةِ
الى طيبةٍ اُزجي الدُّمـوعَ حزينةً * لِمَثوى رسولِ اللهِ خيرِ البريَّةِ
أيا زائراً قبـرَ الهُدى بالمدينةِ * أطِلْ نظَراً عنّي وأبلِغْ تَحيَّتي
وشُمَّ نسيماً أحمدِيّاً مِزاجُهُ * صلاةٌ وقرآنٌ وطُـهْـرُ أَرومَـةِ
حنانَـيكَ إقرأهُ السلامَ وقلْ لهُ * عُبَيدُكَ يا طهَ صريعُ المحـبَّـةِ
يناضلُ للقُربى وأنتَ أمَـرتَهُ * وينصُرُ مِعواناً بمنهاجِ عِـترةِ
بهم فاخَرَ اللهُ العظيمُ جلالهُ * فهم قِـمَـمٌ في المَكرُماتِ تجَلَّـتِ
أبا القاسمِ المختار أنتَ وليُّنا * ونحنُ بما ترضى وَفاءُ الأذِمَّـةِ
فداءٌ لنهجِ الوَعي أنتَ أبَـنْتَـهُ * مصاديقَ لو سادتْ بقسطٍ لَـعَـزَّتِ
وكنّا بها خيرَ الأنامِ طريقةً * يلوذُ بنا الظامي اللهـوفِ لِـشِـربةِ
وتقصدُنا كلُّ الشعوبِ بَواعِـداً * وليسَ كما صِرنا شرائدَ فُـرقَةِ
اُصِبْنا بداءِ الذُلِّ رغم جُمـوعِنا * وأقطارُنا أمسـتْ ميادينَ قِتْـلَةِ
تُـحَـرِّقُـنا باسمِ السماء عصابَةٌ ** رمتْ بلَظاها خيرَ دينٍ واُمّـةِ
تُكـفّرُ إسلاماً وتهـدِمُ مسجِداً * وتفجُرُ تُعـميها ضغائنُ نَعْـرةِ
أتَـتْها خِراجُ البغـيِ تنفُثُ سُمَّـها * سَعُوداً” و”أحلافاً” ثعابينَ زُمـرةِ
أعاقتْ وما جاءتْ سوى بجريمةٍ ** تريدُ بِـنا خَسْـفـاً وثاراتِ رِدَّةِ
ألا يا رسولَ الله أصرِخْ فُـلولَـنا * فنحنُ وقد جارَ الزمانُ بشـدّةِ
نرى اُمّـةً طُـعمَ الذّئـابِ فريسَةً * وقد غابَ ربّـانُ الطريقِ المَـحَجّةِ
يرى فيئـهُ شتّانَ ينهَـبُهُ العِدى * على كـثـْرةٍ منّـا ونحنُ بِغُصّةِ
ألا يا أبا الزهراءِ شَكوى ندامةٍ * فنحنُ و إنْ هانَ الخِـطابُ بقوةِ
وقد صالَ أبناءُ الولايةِ صَولةً * اُصيبَ بها التكفيرُ شـرَّ مَرَدَّةِ
فتلكَ “دواعيشُ” الضلالةِ مُـزْقَةٌ * تُطاردُها إذلالُـها حيثُ حلَّتِ
بنو الحشدِ والجُنـدُ الكماةُ دواؤُها * بواسلُ نهجِ الأصفياءِ الأئمةِ
لنا بكَ يا طهَ الرّسول توسُّلٌ * فُديتَ فأنتَ النورُ في كلِّ ظُلمـةِ
وربّكَ إنّـا يا رؤوفُ مَوَدّةٌ * لأهلِـكِ بلْ إنّا فِداءُ المَـوَدَّةِ
عليكَ صلاةُ اللهِ أنتَ وعِترةٌ * بِكـمْ فَيـْصَلٌ بينَ الجَحيمِ وجَـنـَّةِ
___________
بقلم الكاتب والاعلامي
حميد حلمي البغدادي
٢٨ صفر ١٤٤٠