خبير عراقي: مقتل خاشقجي تصفية لكنز من المعلومات الخطيرة

الإثنين 5 نوفمبر 2018 - 06:35 بتوقيت غرينتش
خبير عراقي: مقتل خاشقجي تصفية لكنز من المعلومات الخطيرة

العراق - الكوثر: اعتبر الكاتب والمحلل السياسي العراقي، رئيس شبكة الهدف للدراسات الاستراتيجية ‘هاشم الكندي’، ماحدث في القنصلية السعودية بتركيا بانه تصفية لكنز من المعلومات الخطيرة وكمية كبيرة من الاسرار والملفات التي يعرفها خاشقجي والتي كانت تشكل تهديدا كبيرا لامريكا و’اسرائيل’ والسعودية وتكشف ادوارها ومخططاتها في المنطقة والعالم في حال قام خاشقجي بافشائها.

وقال الكندي انه قد تكون واحدة من اهم الاسباب التي تمت بموجبها تصفية الصحفي السعودي جمال خاشقجي بارادة واتفاق امريكي – ‘اسرائيلي’ وسعودي، متمثلة في حجم المعلومات التي كانت بحوزة خاشقجي حول سياسة امريكا ومخططاتها بالتعاون مع الكيان الصهيوني وآل سعود؛ لذلك كان الدور الامريكي والسعودي و’الاسرائيلي’ بارز جدا للتستر على هذه الجريمة ومحاولة اسدال الستار عليها.
واضاف: هذا الامر يرتبط بثمانينات القرن الماضي عندما عملت المخابرات الامريكية مع ‘الاسرائيليين’ وبتوظيف آل سعود لدفع الشباب الى افغانستان لقتال الاتحاد السوفيتي في حينها، ولكن الامر الذي كان يعد هو تأسيس لتنظيم ارهابي يكون له تاثير في العالم، وايضا يكون منفذ لما يريده الامريكان لتمرير مخططاتهم في المنطقة والعالم.
وتابع الكندي قائلا: هذا التنظيم الذي ظهر فيما بعد هو تنظيم القاعدة والذي خدم الامريكان فيما يسمي باحداث 11 سبتمبر، والذي طوره الامريكان فيما بعد وانبثقت عنه اسماء لمنظمات ارهابية جديدة تعمل لخدمة امريكا والكيان ‘الاسرائيلي’ وبدعم من آل سعود مثلما شاهدنا تنظيم داعش وغيرها من التنظيمات الارهابية التي مازالت تظهر بين فترة واخرى وبمسميات مختلفة مثل جبهة النصرة وجيش الشام وغيرها وهي ذاتها التنظيمات الارهابية التي اسستها امريكا منذ ثمانينات القرن الماضي.
واشار رئيس شبكة الهدف للدراسات الاستراتيجية في العراق، الى ان ‘خاشقجي بحكم وجوده في الاجهزة الاستخبارية السعودية وقربه من مصدر القرار اراد ان يكشف هذه المعلومات بعد ان شاهد اهمالا وتهميشا له، وبعد ان اتضح لديه بأن امريكا ذاهبة لاستنساخ صدام جديد ينفذ لها مخططاتها وسياساتها العدوانية بشخص محمد بن سلمان، لذلك امريكا اطلقت العنان لابن سلمان ليمارس القتل ضد كل من يخالفه في الرأي.
واكد ان ‘ماحدث في القنصلية السعودية في تركيا هو تصفية لكنز من المعلومات الخطيرة وكمية كبيرة من الاسرار والملفات التي يعرفها خاشقجي والتي كانت تشكل تهديدا كبيرا لامريكا و"اسرائيل" والسعودية وفي حال افشاها خاشقجي فأنها ربما تكون بمثابة بركان يهز العالم ويكشف حقائق بالغة الخطورة حول الدور الامريكي الاسرائيلي السعودي في المنطقة والعالم’.
ولفت الخبير السياسي العراقي الى ان ‘امريكا تريد لمحمد بن سلمان اليوم ان ينفذ اجنداتها وان يكمل كثيرا مما يرمي اليها الامريكان؛ منها صفقة القرن وتحويل المنطقة بصورة كاملة الى التبعية الامريكية ودون أي اعتراض او مؤشر حتى لرفض شكلي’.
واستطرد، ان هذا الامر يتطلب ان يكون بن سلمان الحاكم الاقوى والاوحد، لذلك عمد الاخير الى تصفية كل من يخالفه في الرأي وحتى من ينتقده او يبدي ملاحظات معينة، سواء كان هذا الامر من داخل اسرة آل سعود او من خارجها ولهذا جاءت تصفية عدنان خاشقجي بهذه الصورة البشعة.
واوضح الكندي ان ‘الامر الابرز في قضية قتل خاشقجي هو ان امريكا التي كانت تدعي انها مع حقوق الانسان وحقوق الاعلاميين وانها مع المجتمع المدني، ظهرت اليوم على حقيقتها وهي انها دولة مستهترة ومجرمة وسارقة لثروات الشعوب، وهذا الامر شخصه الامام الخميني الرحل (قدس) قبل اكثر من 4 عقود، عندما قال ان النظام الحاكم في امريكا هو نظام سارق لثروات الشعوب وما نشاهده اليوم من تطورات الوضع في قضية قتل خاشقجي يجسد مساعي امريكا وتحديدا ترامب لابتزاز آل سعود.
وختم الكندي حديثه بالقول ‘كذلك تريد امريكا من قضية مقتل خاشقجي ان توصل رسالة لكل الطغاة في العالم وفي مقدمتهم بعض حكام الخليج الفارسي، مفادها أن اقتلوا من تشاؤون وافعلوا ماشئتم؛ اقمعوا أظلمو أقتلوا شنوا الحروب استبدوا على شعوبكم، ولكن بشرط ان تدفعوا لأمريكا ماتريد، وامريكا ستضمن بقائكم على سدة الحكم، ومازلتم تدفعون فأنتم باقون، فامريكا لاتريد ثروات الشعوب بالوقت الحاضر فقط بل انها تريد ان تضمن مواصلة نهب هذه الثروات في المستقبل ايضا’.

شفقنا -  هاشم الكندي