أمل الياسري
ملاك أحاول نسج عنوان له، لأستطيع الوقوف على سواحل نصوصه، وملامحه وطريق معانيه، التي لا يدركها إلا الباريء، والراسخون في العلم، لأنه ليس مبدعاً، في عصر ولادته أو غيبته فحسب، بل هو إبن كل العصور، إنه إمام حجة، وقائد أزلي لا يبلى أبداً، مشغول بهموم الناس البسطاء، المشغولين بمشاكلهم الحياتية، والغارقين فيها، علاوة على نسخ الموت، التي تستلم الأسماء قبل الأجساد، من أجل الدين والمذهب، لكن ما يجعلهم فرحين مستبشرين، هو راية إمامهم، يا لثارات الحسين!
الحجة المنتظر، إسم يحتاج الى تفصيل أكثر دقة، من كونه آخر أسباط آل محمد (صلواته تعالى عليه وعلى أله) فما تزال التفسيرات قاصرة، ومقصرة عن فهم هذا التركيب الإنساني الخالد، وأنصاره الذين ستزودهم مظلومية المستضعفين ومحنهم، بوقود جزل وتركيب مختلف جينياً، يخص ذرات عقيدتهم، وجنونهم بقضية الثأر من الطغاة، الذين عبثوا بالإسلام وبكرامة الإنسان، وفي ذلك الزمان لا صوت سوى العدل والقسط، والموت على يده كأس تدور على الفاسدين، والمارقين، والناكثين، والظالمين، ومأواهم جهنم، وبئس المصير!
كل الحق للحجة، صاحب العصر والزمان، عجل الباريء عز وجل فرجه وسهل مخرجه، بأن يظهر المعنى، في الحزن المختفي، بجسد غائب عن الأنظار، على أمل الشروق، بعد تنقية القلوب، وغربلة العقول، فمن يحاربنا يحير بنا، كما قال إمامنا الصادق، (عليه السلام) كيف لا؟ ومدن الضمائر الداعشية، تستبيح دماءنا، وتزهق أرواحنا، لكن عشقنا لملك عادل لم نره، يجعل شوقنا مجنوناً، لنرجُ فرجه قربياً، فقد أمِلت النفوس، برجل يعرف مهمته العالمية، حيث شرعية التغيير الختامي، ولا رجعة فيه!
إن إقامة دولة العدل الإلهي، بما تحمله هذه الدولة من صفات الكمال، بعدما تملأ ظلماً وجوراً، لهي الدولة الأحق بالإنتظار، لأنها مسكونة بالعدالة والإخلاص، والذوبان في عشق الخالق، ونبيه، وأهل بيته (صلواته تعالى عليه وعلى أله)، وحكايات الجدة، تحرك فينا الأمل المنشود، فإن كانت الأرض تتحرك كل 75 سنة بمقدار أنجين، حسب الدراسات الجغرافية، فإن محبي الإمام المنقذ، يحركون الأرض كلها، لتتهيأ لإستقبال ما يتحرك، في حب محمد وال محمد، شاء مَنْ شاء، وأبى مَنْ أبى!
التركيب المهدوي لقائم آل محمد، مختلف تماماً عن الخلق، فهو بقية الخالق في أرضه، والباريء عز وجل، يريد أن يُمن على المستضعفين وينصرهم، ويجعلهم الوارثين، وليقيم به الحدود المعطلة، والأحكام المهملة، ويرميهم بحجره الدامغ، ويضربهم بسيفه القاطع، ويرسم دائرة السوء على أعداء الدين، فقد أطلع سبحانه وتعالى، صاحب العصر والزمان على الغيوب، وبرأه من العيوب، لذلك أرعب قلوبهم، وزلزل أقدامهم، وهو غائب عنهم، فكيف إذا ظهر؟ وإقتلع ديار الكفر وآثارها، يومئذ تقع الواقعة، ليس لوقعتها كاذبة!
المصدر:وكالة أنباء براثا