رواية فريدة عن رسول الله صلّى الله عليه وآله في فضيلة سورة الإخلاص، ذكرَها السّيّد ابن طاوس في (المُجتنى من الدّعاء المُجتبى) نقلاً عن كتاب (العمليّات الموصلة إلى ربّ الأرضين والسّماوات) لمؤلّفه أبي الفضل يوسف بن محمّد بن أحمد، المعروف بـ (ابن الخوارزمي) والمتوفّى أواسط القرن الهجري السّادس، ومؤلّفات المذكور من مصادر (المصباح) و(البلد الأمين) للشّيخ الكفعمي العاملي.
ما يلي، فقرات من هذه الرّواية:
"..عن سعيد بن جُبَير، عن عبد الله بن عبّاس رضي الله عنه، قال: قال رسولُ الله صلّى الله عليه وآله:
كنتُ أخشى العذابَ باللّيل والنّهار حتّى جاءَني جبرئيلُ بسورة (قل هو الله أحد)، فعلمتُ أنَّ اللهَ لا يعذِّب أمَّتي بعد نزولِها، فإنّها نسبةُ الله عزَّ وجلَّ، فمَن تعاهَدَ قراءتها بعد كلِّ صلاةٍ، تناثرَ البِرُّ من السّماءِ على مَفْرقِ رأسِه، ونزلَت عليه السَّكينةُ.
لها دويٌّ حول العرشِ حتّى يَنظر اللهُ عزَّ وجلَّ إلى قارئِها، فيغفر اللهُ لهُ مغفرةً لا يعذِّبُه بعدَها، ثمّ لا يَسألُ اللهَ شيئاً إلَّا أعطاهُ اللهُ إيّاه، ويَجعلُهُ في كِلائه [حِفظِه]، ولهُ من يومِ يقرأُها إلى يوم القيامة خيرُ الدُّنيا والآخرة، ويُصيبُ الفوزَ والمنزلةَ والرِّفعة، ويُوسَّعُ عليه في الرّزق، ويُمَدُّ له في العمرِ، ويُكفى من أمورِه كلِّها، ولا يَذوق سكراتِ الموت، ويَنجو من عذابِ القبر، ولا يخاف أمورَه إذا خافَ العبادُ، ولا يَفزع إذا فزعوا، فإذا وافى الجمعَ أتوه بنجيبةٍ خُلِقت من دُرّةٍ بيضاء فيَركبُها، فتمرُّ به حتّى يقفَ بين يدَي اللهِ عزَّ وجلَّ، فيَنظرُ اللهُ إليه بالرّحمة، ويُكرِمُه بالجنّة يَتَبوّأ منها حيثُ يَشاء.
فطُوبى لِقارئِها، فإنَّه ما مِن أحدٍ يقرأُها إلّا وَكَّل اللهُ عزَّ وجلَّ به مائة ألف مَلَكٍ يحفظونه من بين يدَيه، ومن خلفِه، ويَستغفرونَ له، ويَكتبونَ له الحسناتِ إلى يوم يَموت ".." ويموتُ مغفوراً له، وإذا قام بين يدَي اللهِ عزَّ وجلَّ قال له: أَبْشِر قريرَ العين بما لك عندي من الكرامة، فتعجب الملائكة لِقُربهِ من الله عزَّ وجلَّ.
وإنَّ قراءةَ هذه السُّورة براءةٌ من النّار ".." ومَن أحبَّ قراءتَها كتَبَه اللهُ تعالى من الفائزين القانِتين. ".."
فإذا دخلَ الجنّةَ ونَظَرَت الملائكةُ إلى درجاته وقصوره، يقولون: ما لِهذا العبد أرفع منزلاً من الّذين كانوا معه، فيقول اللهُ عزَّ وجلَّ: ".." أنا أُجازي كُلّاً على قدرِ عَمَلِه من الثّواب، إلَّا أصحاب سورة (الإخلاص)، فإنَّهم كانوا يحبُّون قراءتَها آناء اللّيل والنّهار، فلذلك فضَّلتُهم على سائرِ أهلِ الجنّة.
فمَن ماتَ على حبِّها يقول الله تعالى: مَن يَقدِر على أنْ يُجازي عبدي، أنا الملئ [الثّقة الغنيّ] أنا أُجازيه، فيقول: عبدي اُدخُل جنَّتي ".."
فارغَبوا في قراءتها، فإنَّه ما مِن مؤمنٍ يقرأُها في كلِّ يومٍ عشر مرّات إلَّا وقد استوجَبَ رضوانَ الله الأكبر، وكان من الّذين قال الله تعالى فيهم: ﴿..فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ..﴾ النّساء:69.
* ومَن قَرأَها عشرين مرّة، فله ثواب سبعمائة رجلٍ أُهريقت دماؤهم في سبيل الله، وبُورِكَ عليه وعلى أهلِه ووُلدِه ومالِه.
* ومَن قَرأها ثلاثين مرّة، بُنيَ له ثلاثون ألف قصرٍ في الجنّة.
* ومَن قرأها أربعينَ مرّة، جاوَر النّبيَّ صلّى الله عليه وآله في الجنّة.
* ومَن قرأها خمسين مرّة، غَفر اللهُ له ذنبَه خمسين سنة.
* ومَن قرأها مائة مرّة، كَتبَ اللهُ له عبادةَ مائةِ سنة.
* ومَن قرأها مائتَي مرّة، فكأنّما أعتقَ مائتي رَقَبة.
* ومَن قرأها أربعمائة مرّة، كان له أجرُ أربعمائة شهيد.
* ومَن قرأها خمسمائة مرّة، غَفرَ اللهُ له ولوالدَيه.
* ومَن قرأها ألف مرّة، فقد أدَّى بَذْلَه إلى الله تعالى وقد صار عتيقاً من النّار.
اِعلموا أنَّ خيرَ الدُّنيا والآخرةِ بقراءتِها، ولا يتعاهدُ قراءتَها إلَّا السُّعداء، ولا يَأبى قراءتها إلَّا الأشقياءُ".
المصدر:مجلة شعائر