زيد الحسن
تلقت الجماهير العربية نبأ اندحار الخائن السادات، وهي تشد على ايدي الشعب المصري الذي عودنا دائماً وابداً على انه الشعب الذي يأبى الضيم ويرفضه ، فهذا الموقف ان دل على شيء فإنما يدل على عمق احساس الانسان العربي ، بضرورة التحرر من كل القيم والعادات البالية .
رحماك ربي هذه الاسطر هي انشاء طلب مني في مراحل الدراسة المتوسطة ،وقتها كانت الاخبار محصورة بين امجاد قائد الضرورة الاوحد وبين اي حدث كبير يهز وجدان القائد الاوحد .
في ذاك اليوم حصلت على درجة عالية بسبب هذه الاسطر ، حتى انها طبعت في ذهني الى هذا اليوم .
رغم ندمي الكبير اليوم انني طعنت بالراحل انور السادات في ذاك الوقت لاني لم اكن اعرف عنه شيئا سوى ما قيل انه باع القدس وباع فلسطين الى اسرائيل ، وكأن الدول العربية جيوشها تدك حصون اسرائيل ، وهو الوحيد الذي تخلى عن ركبهم !
كبرت انا وفهمت ان السياسة قذرة و تسمح بكل شيء ، ورجالات الدول تبحث عن مصالح شعوبها ، وعلمت انني ظلمت الرجل ظلماً كبيرا ، فهو كان يبحث عن مصالح بلاده وحسب فكره وما يراه مناسباً .
اسرائيل هذا الاسم الذي يحاربه الجميع ويعلنون الحرب عليه ، آخر اسم لها ابنة امريكا المدللة ، ولا ينال حاكم عربي الطمأنينة الا لو قدم تعهداً بانه لن يحرك ساكنا ازاء اعمال اسرائيل ، غير الشجب والتنديد في خطب قصار ، عقود تمضي وسنين تجرف الاراضي الفلسطينة والزيتون ، شهداء يتساقطون ودماؤهم الزكية تصعد الى السماء والحجارة بأياديهم ، وآلة الحرب لدى الدول العربية في نزهة داخل معسكرات نائمة ، حتى تلك الصولات التي سمعنا عنها هنا او هناك لم تكن الا حقن مخدرة للشعوب وابراز عضلات وغش وخداع .
ساحات معارك العرب ورصاصهم لم يفتح يوماً الا بصدور العرب فيما بينهم ، بحروب وقودها اطفال ونساء العرب ، والامر صادر من امريكا بعذر او بآخر ،امتنا العربية الواحدة ذات الرسالة الخالدة اضحوكة للدنيا في الجبن والتخاذل بسبب حكامنا الخونة .
اليوم لا كرسي يدوم الا لو اعلن التطبيع العلني مع اسرائيل ، لم تعد البصمة بكلمة الشرف من خلف الكواليس مقنعة الى امريكا ، هي اليوم تريد اعلان الموقف ، واعلان ان القدس عاصمة اسرائيل .
رائحة التخاذل والانجراف مع التطبيع العربي الاسرائيلي أزكمت أنف الشارع العربي النائم، ولا اعتقد ان هذا سيطول، فسوف ينهض الشارع العربي ويقوم لمحاسبتكم في يوم ذات شمس مشرقة .
لم تعد حجة البحث عن مصالح بلدانكم في التطبيع مقنعة ، فأنتم اليوم امة كبيرة وتمتلك كافة المقومات التي تجعلها ترفض الذل والخنوع ، فقط عليكم طرد الخوف من عقولكم ، واعلان الحرب ضد العدو الغاشم هذا لو كنتم تعقلون ، او اعلنوها صراحة لنا ( بفتوى ) ( شرعية ) بأن التطبيع مع اسرائيل ( واجب شرعي ) و وقتها نحن لكم مصدقون .
المصدر:وكالة أنباء براثا