الفرق من حيث المعنى
السنة كلمة مفردة مؤنثة، جمعها سنين أو سنوات، وتدل على الشدة، والجدب، والشر، والقحط، بدليل وصف العرب للشدة بقولهم، أصابت البلدة سنة. العام كلمة مفردة مذكرة، جمعها أعوام، وتدل على الرخاء، والراحة والخير، والرفاهية. تستخدم كلمة السنة بشكل أساسي، كوحدة قياس للتعبير عن عمر الإنسان، والتاريخ، والفترات الزمنية، بينما تستخدم كلمة العام، للإشارة إلى السنوات الاستثنائية في المواضع المتعلّقة بالتخصيص والترتيب، والعام أخصّ من السنة، فكلّ عام سنة، وليست كلّ سنة عاماً، كما يرى أهل العلم أنّ العام لا يكون إلا شتاءً أو صيفاً، أمّا السنة فمن أيّ يوم عددته إلى مثله.
الفرق في الاستخدام في آيات القرآن الكريم
ذكرت كلمة سنة في أكثر من موضع، حيث وردت مفردة في سبعة مواضع، ووردت في صيغة الجمع في 12 موضعاً، بينما ذكرت كلمة عام بصيغة مفردة فقط، في سبعة مواضع، وهذا دليل على أنّ أعوام الخير قليلة، ومن هنا نستدل على الحكمة من اختلاف المعني بينهما، ففيها حث للإنسان على الصبر على الشدائد، وتذكير للقيام بالأعمال الصالحة، لنيل الأجر، والرخاء لاحقاً. استخدمت كلمة سنة لتدل على الأيام الشديدة، والحزينة، بينما استخدمت كلمة عام لتدل على انفراج الهم، وجلب الخير والسرور، ومن الأدلة قوله تعالى: ( تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا)[يوسف:47]، أي سبع سنين من العمل الشاق، وبذل الجهد، والتعب، ومن ثم قوله تعالى: (ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ)[يوسف:49]، أي عام فيه الفرج من المعاناة، التي مر فيها الناس في السبع سنين السابقة. استخدمت كلمة عام للدلالة على الرضاعة، بقوله تعالى: (وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ)[لقمان:14]، حيث تشعر الأم خلال عملية الرضاعة بالحب، والتقرّب من طفلها، كما يشعر الطفل بالحنان، ومن خلال الرضاعة يحصل الطفل على الحليب الجيد، اللازم لنموه بشكل سليم.
وردت كلمة السنة في العديد من المواضع مقرونةً بمدّة معيّنة، أي عدد صريح وواضح من السنين، على سبيل المثال قوله تعالى: (فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا)[العنكبوت:14] تدلّ على المشقة والتعب الشديد الذي مرّ بهما نوح عليه السلام، وهو يدعو قومه لعبادة الله.
المصدر:موقع موضوع