هكذا وقف الإعلام الغربي كعادته... من زيارة الاربعين!!

الأربعاء 31 أكتوبر 2018 - 05:40 بتوقيت غرينتش
هكذا وقف الإعلام الغربي كعادته... من زيارة الاربعين!!

العراق - الكوثر: الظلم الذي يتعرض له اتباع اهل البيت عليهم السلام، من قبل الطواغيت، مهما اختلفت مسمياتهم ، في كل عصر ومصر، هو ضريبة الالتزام بالاسلام المحمدي الاصيل الذي يرفض الخضوع والتبعية للطغاة من امثال يزيد وما اكثرهم في التاريخ، وما اكثرهم الان، والذي يدعو لنصرة المظلومين، وما اكثرهم في التاريخ، وما اكثرهم الان.

نظرة سريعة الى التخندق الحاصل بين اتباع المدارس المختلفة على امتداد المعمورة، تدلك الى هذه الحقيقة، فاتباع مدرسة اهل البيت عليهم السلام اعداء الداء للمستعمرين والطائفيين والصهاينة، من امثال ترامب ونتنياهو وبعض حكام العرب من الرجعيين. وانصار خلصاء للمستضعفين في كل مكان كما في فلسطين واليمن ولبنان ونيجيريا واينما وجد الظلم المزدوج، الظلم الصهيوتكفيري.

تتجلى اقبح مظاهر الحقد على مدرسة اهل البيت عليهم السلام كل عام، في ذكرى عاشوراء الحسين عليه السلام وزيارة الاربعين، ففي هذه الايام تتسابق الجماعات التكفيرية المدعومة من التحالف الامريكي الصهيوعربي الرجعي، في دعم وتحريض العصابات التكفيرية، من اجل تنفيذ عمليات ارهابية تستهدف المراسم الحسينية، التي يرى فيها هذا التحالف الحاقد، مدرسة تخرج الشباب الرافض للذل والتبعية والانبطاح امام المستعمرين والصهاينة والمستبدين، فلا تمر هذه الذكرى الا بازهاق ارواح المئات من اتباع اهل البيت عليهم السلام في مختلف اقصاع المعمورة، جريرتهم الوحيدة هي اختيارهم الحسين صاحب مقولة “هيهات منا الذلة” قائدا وهاديا ومنارا ومدرسة.

اما زيارة الاربعين، التي انتهت امس بدخول اكثر من 15 مليون انسان، من مختلف انحاء العالم،  الى مدينة الحسين عليه السلام، مدينة كربلاء الاباء والفداء، مشيا على الاقدام من مختلف محافظات العراق ومن المنافذ الحدودية والمطارات التي تربط العراق بالعالم، هذه الزيارة التي حاول التحالف غير المقدس من النيل منها عبر استخدام وسيلتهم القذرة المتمثلة بالعصابات التكفيرية، من خلال التربص بزوار الحسين عليه السلام، وخاصة في السنوات الاولى بعد سقوط يزيد العصر صدام المجرم، واستهدافهم بالسيارات والاحزمة الناسفة، والقذائف والعبوات الناسفة، وازهقوا ارواح الالاف من الابرياء المسالمين، ولكن الملفت ان هذه الاعمال الارهابية زادت من اتباع اهل البيت عليهم السلام، عزما واصرارا على الاستمرار بزيارة الحسين عليه السلام وبشكل اكثر كثافة واتساعا، حتى تجاوز عدد الزاور في بعض الاعوام العشرين مليون زائر، وهو تجمع بشري لم ولن تشهده المعمورة في تاريخها، الا في كربلاء الحسين عليه السلام.

بعد فشل المؤامرت الدموية للتحالف الامريكي الصهيوعربي الرجعي، من وقف الزحف الحسيني نحو كربلاء، تفتقت العقول الحاقدة في هذا التحالف، عن فكرة،لم ولن تكتب لها نجاح امام حقيقة الحسين عليه السلام، وهي محاولات مستميتة من اجل منع المشاهدين في العالم اجمع من التعرف على هذه الظاهرة الانسانية الكبرى والاستثناية، وهي ظاهرة زيارة الاربعين.

من بديهيات العمل الاعلامي والصحفي هو تناول اهم الاحداث التي يشهدها العالم، للمخاطبين، حتى ان هذا الاعلام لا يتجاهل وقوف عدد من الاشخاص في مكان ما من العالم للاحتجاح على قتل حيوان، او تاييدا ودعما لموقف او قرار او شخصية او حزب، فترى القنوات الفضائية و وكالات الانباء تتسابق لنقل مثل هذا الحدث، بينما تمر هذه الفضائيات والوكالات، ليس مرور الكرام امام زيارة الاربعين الذين شارك فيها عشرون مليون انسان من 60 بلدا في العالم، يتجهون صوب نقطة واحدة، دون ان ترعى اوتنظم حكومة او جهات محسوبة على الحكومة، هذا التجمع البشري الهائل، حتى وتوفير المكان والطعام والماء والخدمات، بمختلف انواعها، تتكفل به الطبقات الفقيرة في العراق.

زيارة اربعين هذا العام، وفقا للتقديرات الاولية تجاوزعدد المشاركين فيها 15 مليون زائر توافدوا  من 60 بلدا  برا وجوا، اختلطت فيها اجناس متنوعة  من البشر، يجمعهم حب الحسين عليه السلام، هذا الحب، الذي يحول العراق خلال ايام زيارة الاربعين الى روضة من رياض الجنة، هذه الملايين يجتمعون في مكان واحد ، كانهم جسد واحد، يعم الحب والوئام والهدوء ربوع العراق، لا تجد ما ينغص هذا الجمع البشري الهائل، بل وببركة حب الحسين الذي يجمع الجميع، لم تُسجل ولا حادثة شجار واحدة بين هذه الملايين، هذه الظاهرة الاستثنائية، والتي لا تتكرر في العام الا مرة واحدة وفي العراق فقط، لا تجد لها من أثر في شاشات القنوات الفضائية ولا وكالات الانباء التابعة للانظمة اليزيدية التي تحكم الشرق والغرب.

العديد من المفكرين، يؤكدون على ان سبب تعتيم وسائل الاعلام التابعة لبعض الانظمة العربية وخاصة السعودية ومن يدور في فلكها من الدول الخليجية، معروف وهوالحقد الطائفي الاعمى، الا انهم يعزون التعتيم الغربي على ظاهرة زيارة الاربعين، الى خوف هذا الغرب على المنظومة الحضارية التي تحكم المجتمعات الغربية، القائمة على النفعية وحب الذات والفردية، والتي قد تشهد صدمات عنيفة لو نقلت ظاهرة زيارة الاربعين على حقيقتها الى هذه المجتمعات، فمن الصعب بل من المحال ان يخطر ببال الانسان الغربي ان يجتمع عشرون مليون انسان في مكان ما لمدة، على الاقل اسبوع، دون ان ينفق واحد من هذا العشرين مليون زائر فلسا واحدا، من اجل المبيت او الطعام اوالشراب او الطبابة اوالملابس او الاحذية، فكل هذه الاشياء تقدم اليه مجانا، من قبل الشعب العراقي، وهم في اغلبهم من الفقراء، الا ستنزل هذه الظاهرة الانسانية، كالصاعقة على قيم الحضارة الغربية القائمة على النفعية والفردية ؟.

كما فشل التحالف الامريكي الصهيوعربي الرجعي من وقف زحف زيارة الاربعين من خلال القتل الارهابي الاعمى بالمفخخات والاحزمة الناسفة، فانه سيفشل في التعتيم على زيارة الاربعين، لانها قبس من نور الحسين عليه السلام، وهو نور لم يخمد على مدى اكثر من الف واربعمائة سنة، رغم كل قسوة وجبروت الطغاة، حتى يرث الله الارض ومن عليها.