التعبئة الشعبية: 1+1= عشرين مليون..!

الإثنين 29 أكتوبر 2018 - 07:39 بتوقيت غرينتش
التعبئة الشعبية: 1+1= عشرين مليون..!

هذه الثقافة أسس لها ثلاثة عمالقة : الإمام الخميني الذي رحل ولم يرحل، وإستمر بها وعمّقها الإمام الخامنائي، ودعمتها بقوة وفاعلية مدهشة، فتوى المرجع الإمام السيستاني بالجهاد ضد داعش...

قاسم العجرش

الأمة التي تعرف المخاطر وتتهيأ للتعامل معها، ليس في قواميس رجالها معنى للخطر، لان الخطر يأتي حينما تصاب الأمة بحالة عدم الوعي، وتتخلف عن إدراك ما يجري، ولا تهتم إلى الاستعدادات المتعلقة بمواجهة المخاطر..

الأمة الواعية هي التي تقلب الإنكسار الى إنتصار، وهي التي تحيل شواطيء الصخر، الى أجراف نصر.

برغم أن أجزاء مهمة وكبيرة من العراق قد أستبيحت، وبرغم أن قطاعات واسعة من أبنائه، تعاني وطأة حرب إرهابية شرسة، تستهدف وجودهم وحاضرهم ومستقبلهم، لكن ثمة معنى أحال الإنكسار الى أنتصار، وهو المعنى الذي تجاوز هذا الكم الهائل من الآلام، التي سببتها آثام التكفيريين الوهابيين،ومن يقف معهم وخلفهم، من أعداء الأمة والإنسانية، متمثلين بدول العهر العربي وأدعياء الإسلام، يقودهم الإستكبار العالمي وعلى رأسه أمريكا ومن دار بفلكها..

ليس عراق أهل البيت عليهم السلام، وحده من يعيش يعيش هذه الحالة النادرة، ونعني بها حالة إنقلاب الإنكسار الى إنتصار، بل أن سوريا الصمود، ولبنان التحدي، وغزة الكبرياء والشموخ، تشاركه زهو هذه الحالة، وإن بدرجات متفاوتة..

إن مجدا جديدا يصنع في هذه الأمة، قوامه شيوع ثقافة التعبئة، وها هم الرجال يتدافعون منكبا على منكب، تتزاحم بهم الجبهات، وتزدحم بهم المعسكرات، وها هم يصولون الصولة أثر الصولة، وتتهاوى أمام ضرباتهم الموجعة كل قوى الظلام الردة، وها هي داعش وأخواتها تبحث عن ملاذات تقيهم ضربات المجاهدين، الأَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ، الأَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ، الذين لَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ..

هذه الثقافة أسس لها ثلاثة عمالقة الإمام الخميني الذي رحل ولم يرحل، وأستمر بها وعمّقها الإمام الخامنائي، ودعمتها بقوة وفاعلية مدهشة، فتوى المرجع الإمام السيستاني بالجهاد ضد داعش.

لم يكن أحد يتصور؛ أن ينقلب الإنكسار والهزيمة المرة، الى إنتصار بهذه السرعة، فقد أمتزج حب الوطن مع الدفاع عن الدين، وتعاضدت صيحات الجميع (لبيك يا حسين)، فمسك السواتر والأراضي المحررة، الشباب مع الكهول، وعندها تجلى النصر، أدركنا أن لا خوف على ضياع الإسلام المحمدي الأصيل، وأن لا معنى للخطر في قواميسنا.

إن ثقافة التعبئة قد أعد لمستلزماتها جيدا منذ مئآت السنين، عبر نشاط حسيني تعبوي كبير، كانت خطوطه العريضة، ترسم بالزيارات المليونية لمراقد أئمتنا الأطهار، تحت القصف والتفجيرات والسيارات المفخخة، وتحت وطأة الإستهداف بالقتل المباشر، للسائرين على الأقدام لأئمتهم زوارا..

كلام قبل السلام: ها قد بدأنا للتو، واحدة من نشاطات التعبئة المليونية، وسنجد قريبا إنعكاسا ميدانيا مؤكدا لزيارة الأربعين، وسنجمع واحد زائد واحد، ليصبح الناتج عشرين مليون!

سلام...

المصدر:وكالة أنباء براثا