وأضاف أن التصدي للتحديات جملة واحدة يمثل اختبارا حتى لرجال الدولة المتمرسين أصحاب العقود من الخبرة.
وقال إنه يتوجب على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أن "يتعامل مع تلك التحديات وهو بعد في أوائل الثلاثينيات من العمر وفي بواكير حقبة حكمه".
وأول تحد أو تهديد -بحسب وليام ويشسلر نائب مساعد وزير الحرب الأميركي السابق في مقال بمجلة ناشونال إنترست الأميركية- ذلك الذي يتسم بطابع داخلي ويكمن في حالة عدم اليقين الناجم عن عدم اكتمال انتقال السلطة إلى الجيل الجديد.
ويرى الكاتب أن هذا الانتقال محفوف بالمخاطر، ذلك أن الملك سلمان سيكون آخر أبناء الملك عبد العزيز "مؤسس المملكة" يحكم البلاد، فالتاريخ يحدثنا أن الملكيات الوراثية التي فشلت في البقاء لما بعد ثلاثة أجيال من حكامها أكثر بكثير من تلك التي صمدت أطول من ذلك.
والتحدي الثاني المهدد لوجود النظام السعودي يتمثل في الحاجة الملحة لإجراء إصلاحات ثورية داخلية، وليتسنى للسعودية الصمود بشكلها المعروف حاليا طوال فترة حكم الملك القادم فإنه ينبغي أن تطال الإصلاحات كل القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والدينية.
وعلى الرغم مما تحقق من تقدم في السعودية في جوانب مهمة فإن الخلل في الأداء الاقتصادي، والفساد المستشري، وضعف النظام التعليمي، والركود الثقافي، والتطرف الديني، والخلافات القبلية، والزيادة في تعداد السكان يعني أن المجتمع السعودي سيظل يعاني من هشاشة متجذرة فيه لعقود مقبلة.
إن الضرورات الإستراتيجية العاجلة للسعودية واضحة لكنها معقدة كما يرى ويشسلر، فالسعودية لن تتمكن من تحقيق النجاح من تلقاء نفسها، كما أنها لن تستطيع إصلاح اقتصادها بدون دعم المستثمرين الدوليين، كما ليس بمقدورها الدفاع عن نفسها دون وقوف الولايات المتحدة إلى جانبها.
ويقول "لعل من سوء الطالع أن كثيرا من تصرفات السعودية الأخيرة ارتدت عليها، مما قوض قدرتها على التعامل مع التحديات الخطيرة التي تواجهها"
ومع أن الرياض أحست بخطر حقيقي من الحرب الأهلية في اليمن إلا أنها صعدت وتيرة الحرب الجوية لأبعد من قدراتها العسكرية.
وتطرق الكاتب إلى حصار السعودية لجارتها قطر، مشيرا إلى أن الأخيرة استطاعت أن تقدم نفسها على أنها ضحية لاتهامات ظالمة من حيث أريد حصارها.
وقال إن العائلة المالكة تسعى جاهدة لحماية ولي عهدها من تداعيات القرارات غير الحكيمة، ثم إن علاقة السعودية مع الولايات المتحدة ربما تكون قد بلغت الحضيض، وإن مصداقية حكومتها تلقت ضربة هائلة، ليس أقلها من المسؤولين الأميركيين الذين يعتقدون أن الرياض كذبت عليهم إزاء جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي.