ماكرون أكد انه لو كانت هناك من صلة لتلك الدعوات، فيجب ان تكون بما يجري في اليمن، وهو ما فسره البعض بوخزة ضمير يعيشها ماكرون أخذت تؤرق، بسبب ما يجري في اليمن منذ اربع سنوات، حيث استخدم فيه حتى الطعام كسلاح، وبابشع صوره، لتجويع الشعب اليمني، الذي مزقت الصواريخ والقنابل، اجساد اطفاله، التي غدت اشبه بالهياكل العظمية من الجوع والمرض.
حكاية وخز الضمير التي يعيشها ماكرون، لا مكان لها في حياة زعماء الغرب ومن بينهم ماكرون، فالرجل عندما رفض ربط بيع صفقات الاسلحة للسعودية بجريمة قتل خاشقجي، لم ينطلق من مبادىء اخلاقية، بل من رؤية براغماتية عارية من اي مبادىء او اخلاق، فالغرب سيكون مضطرا، في حال الربط بين القضيتين ، ان يتخذ موقفا سريعا، من هذه الصفقات،تحت ضغط جريمة خاشقجي، الامر الذي يعني حرمان هذا الغرب من مليارات الدولارات، ومثلها من الاستثمارات.
اما في حال ربط صفقات الاسلحة بالحرب على اليمن، كما يريد ماكرون، عندها لن يجد الغرب نفسه مضطرا، تحت ضغط مقتل الالاف من اطفال اليمن الفقراء الجائعين، ان يحظر بيع الاسلحة للسعودية، حتى وان تم التطرق الى هذا الموضوع في اروقة ودهاليز اصحاب القرار في الغرب، فانه لن يتم اتخاذ اي قرار في هذا الشان على المدى المنظور.
كان الاجدر بماكارون وتريزا ماي، ان يخجلوا من انفسهم ومن شعوبهم ومن الراي العام العالمي ومن التاريخ، ان يثيروا قضية حظر بيع السلاح للسعودية، على خلفية مقتل خاشقجي، بينما، كانوا ومازالوا هم، من اهم اسباب استمرار الحرب الظالمة ضد اطفال ونساء وشيوخ اليمن، منذ اربع سنوات، من خلال مدهم السعودية، باحدث وافتك الاسلحة، وحتى تلك المحرمة منها، في عدوانها على لشعب اليمني، والذي اسفر عن تشريد وتجويع الملايين، ومقتل عشرت الالاف من المدنيين، اغلبهم من الاطفال، وفقا لتقارير المنظمات الدولية.
لا يمكن لصاحب ضمير حي، مهما ادعى الجلد والتحمل والقوة،ان يواصل النظر حتى لدقيقة واحدة، الى صور الاطفال اليمنيين وهم يتضورون جوعا، حتى ان منهم من لفظ انفاسه امام الكاميرات، فلهذه الصور وقعا على الناظر، تشعره بحجم الحقارة والنذالة والخسة التي وصل اليها زعماء الغرب المنافقين، الذين يدعون كذبا، ان ضمائرهم حية ولا تتحمل هدر دم انسان واحد قُتل غدرا، بينما ضمائر تغط في نوم عميق منذ اربع سنوات، في وسط بحار من دماء مئات الالاف من ابناء الشعب اليمني الابي.
*منيب السائح