وقد جاء الرد على هذا السؤال في الموقع الالكتروني لمركز الابحاث العقائدية الذي يشرف عليه مكتب المرجع السيد علي الحسيني السيستاني.
الجواب: الشائع عند البعض أن النبي (صلى الله عليه وآله) امي بمعنى عدم قدرته على الكتابة وعدم معرفته بها، لكن المسألة فيها اختلاف. إذ يرى البعض أنه كان قادرا على الكتابه والقراءة ويستدل بعدة أدلة: منها: انه قد سأل البعض أبا جعفر الجواد (ع): لم سمي النبي صلى الله عليه وآله الامي؟ قال: (ما يقول الناس؟) قلت له: جعلت فداك يزعمون انما سمي النبي (صلى الله عليه وآله) الامي لانه لم يكتب، فقال: (كذبوا عليهم لعنة الله ، انى يكون ذلك والله تبارك وتعالى يقول في محكم كتابه: (هو الذي بعث في الاميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة)، فكيف كان يعلمهم ما لا يحسن، والله لقد كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقرأ ويكتب باثنين وسبعين أو بثلاثة وسبعين لساناً وإنما سمي الامي لأنه كان من أهل مكة ومكة من أمهات القرى وذلك قول الله تعالى في كتابه: (( ولتنذر ام القرى ومن حولها)).
وقد يستدل على عدم قدرة الرسول (صلى الله عليه وآله) على القراءة والكتابة بقوله تعالى: (( وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك اذا لارتاب المبطلون )) (العنكبوت). وقد رد على ذلك: بأن المراد بالآية نفي العادة والممارسة لا نفي القدرة، فان المراد: ما كان من عادتك قبل نزول القرآن ان تقرأ كتاباً ولا كان من عادتك ان تخط كتاباً أو تكتبه أو ما كنت تمارس قراءة كتب الاديان السابقة، وهو يكفي في نفي الارتياب واثبات صحة القرآن وعدم كونه تلفيقاً من كتب السابقين (أنظر أسماء الرسول المصطفى ج1 ص311.)
ويستدل أيضاً القائل بعدم قدرة النبي (صلى الله عليه وآله) على القراءة والكتابة بقوله تعالى: (( الذين يتبعون النبي الامي الذي يجدونه مكتوبا عندهم... )) (الاعراف:157)، وبقوله تعالى: (( فامنوا بالله ورسوله النبي الامي الذي يؤمن بالله... )) (الاعراف:158).
وهناك من يفصل، فيرى أن النبي(صلى الله عليه وآله) غير قادر على القراءة والكتابة قبل بزوغ دعوته وهو قادر على القراءة بعد بزوغ دعوته، ويستدل على ذلك برواية عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال: (كان مما منَّ الله على نبيه (صلى الله عليه وآله) انه كان امياً لا يكتب ويقرأ الكتاب) ويرجع ذلك الى أيام نبوته وعهد رسالته بقرينة قوله: (كان مما منّ الله عز وجل به على نبيه).
والبعض يرد على القول القائل بعدم قدرة النبي(صلى الله عليه وآله) على الكتابة بعد البعثة بأن هذه الرواية المذكور فيها ان النبي(صلى الله عليه وآله) كان يكتب لهما في التراب بانها رواية ضعيفة السند ،لاجل الحسن بن عباس بن الحريش الذي ضعفه النجاشي والغضائري. أما الذي يرى الرأي الأول وهو قدرة النبي (صلى الله عليه وآله) على القرآءة والكتابة، فلا تعارض بين قولهم وتلك الرواية، بل يمكن أن تكون الرواية شاهداً على صحة قولهم.
المصدر:وكالة أنباء الحوزة
اقرأ أيضا:
هل يعتبر طفل الزوج المفقود اثر العمل الإرهابي يتيماً؟