وقد أبقى على هوامش المراوغة والمناورة مفتوحة، لكنه آثار مجموعة نقاط يجب التوقف عندها:
١- تبنى وأكد "رسمياً" كل ما تم تسريبه من مصادر تركية طيلة الأيام الماضية.
٢- أكد أن الجريمة مدبرة وتم التخطيط لها، يعني نسف الزعم السعودي بحصول إشكال تطور إلى عراك.
٣- اعتبر ان إلقاء اللوم على بعض رجال الأمن والمخابرات لن يكون مطمئنا لتركيا وللمجتمع الدولي، وهذا ايضاً توهين الإجراء السعودي بإقالة بعض الضباط.
٤- مرر عبارة " نريد معرفة من أصدر الأوامر" وفي ذلك إشارة مبطنة لبن سلمان.
٥- لم يأت على ذكر بن سلمان ابداً وخاطب او ناشد فقط الملك سلمان.
٦- فُهم من خطابه تبرئة الملك سلمان من الجريمة، وربما قصد محمد بن زايد من خلال إشارته إلى مسؤولية عناصر خارجية متورطة في الجريمة وأنها ليست عملًا فرديا.
٧- طالب بمحاكمة المتهمين في اسطنبول .
٨- تحدث عن جهات أجنبية، يعني غير سعودية. وربما تكون الإشارة مقدمة لابتزاز اطراف أخرى ( ربما الامارات او مصر ...).
٩- طالب بلجنة تحقيق محايدة، ما يعني عدم ثقة وتشكيك بالتحقيق السعودي. وهو أصلاً دحض كل الروايات السعودية.
وبالمحصلة فإن ما قاله أردوغان يبقي سيف الحملة الدولية مصلتاً على رقبة السعودي حيث لم يقم بعرض الأدلة والأفلام وما شاكل. وهي تبقى ورقة ابتزاز اضافية يستخدمها عند الحاجة.
ويبقى أن هذا الخطاب يأتي ضمن مسار طويل في إدارة هذا الملف يستدعي تسريبات وتصريحات واطلالات متكررة ربطا بلائحة المطالب التي تريدها أنقرة من السعودية. لذا ما ما فعله إردوغان اليوم هو جرعة صغيرة في عملية طويلة للاستثمار في هذه الأزمة المعقدة.
بقلم: رنا عشير