أين هي الحقيقة ؟أين دفن رأس الحسين؟ في كربلاء أم النجف أم البقيع...؟

الإثنين 22 أكتوبر 2018 - 04:06 بتوقيت غرينتش
أين هي الحقيقة ؟أين دفن رأس الحسين؟ في كربلاء أم النجف أم البقيع...؟

الشيخ محمد صنقور

السؤال الذي قد يطرح هو :هل أنَّ الرأس الشريف تم إرجاعه إلى كربلاء أم لا ؟ علما ان أنَّ الروايات والأقوال اختلفت في ذلك اختلافاً بيِّناً فثمة عشرون موقعاً، قيل أنَّ رأس الحسين (ع) قد دُفن فيه: في كربلاء، في النجف، في البقيع، في مواقع من الشام، في عسقلان، في مصر، في مواقع أخرى.

في الجواب نقول:

لكنَّ الذي عليه المُعَّول، والذي اشتهر بين مُؤرِّخينا، وعلمائنا الشيعة، هو أنَّ رأس الحسين (ع) قد دُفِنَ في كربلاء، وأنَّ الذي دفنه هو علي بن الحسين السجاد (ع)، بعد رجوعه من الأسر. هذا الرأي هو الذي عليه المُعوَّل، كما ذكر ذلك جمع من فقهائنا، كالسيد المرتضى -علم الهدى قدس الله نفسه الزكية-، وأفاد: إنَّ جميع الرواة والمُصنِّفين -من رواتنا- ذكروا أنَّ رأس الحسين أُرجع إلى كربلاء (22). وكذلك فإنَّ ابن نما الحليّ ذكر أنَّ ذلك هو الذي عليه المُعوَّل بين علمائنا (23). وذكر ابن طاووس أنَّ رأس الحسين أُعيد فدفن مع بدنه وإن عمل الطائفة على ذلك (24)، وروى الشيخ الصدوق في الأمالي عن فاطمة بنت علي، أنه لما قُتل الحسين (ع) لم يرفع ببيت المقدس حجر عن وجه الأرض إلا وُجد تحته دم عبيط.... إلى أن خرج علي بن الحسين (ع) بالنسوة وردَّ رأس الحسين (ع) إلى كربلاء.

هذه الرواية -وما أفاده السيد المرتضى، وابن نما الحلِّي، وابن طاووس، وجمع من علمائنا-، تؤكِّد أنَّ رأس الحسين أُرجِع إلى القبر الشريف. نعم لم يرد في شيء من النصوص المذكورة أنَّ ارجاع الرأس الشريف قد تم في يوم الأربعين والله أعلم بحقائق الأمور.

وكيف كان فإنَّ مما لا ريب فيه أنَّ يوم الأربعين هو يوم يتأكد فيه استحباب الزيارة لسيد الشهداء (ع) وأنَّ زيارته في هذا اليوم من علائم الإيمان.

الهوامش:

(1)رسائل الشريف المرتضى ج3/ 130.

(2)مثر الأحزان لابن نما الحلِّي: 85.

(3)اللهوف في قتلى الطفوف لابن طاووس: 114.

المصدر:مركز الهدى للدراسات الإسلامية