وشدد الدكتور ابراهيم الجعفري على ان العراقيين حققوا نصرا عالميا هو الاغلى وهو نصر لكل إرادات الخير بالعالم، منوها بدور المرجعية في حفظ لحمة العراقيين ووحدتهم من خلال دورها الأبوي.
وقال الجعفري: “أن المنطقة تتحول الان الى تقاطع ارادات من هنا وهناك خارج المنطقة وهناك من يسعى دائما إلى صب الحمم عليها في محاولة منه لقلب المعادلات وتحويل الوئام والثروات وملتقى الفكر والحضارات إلى حالة مستعرة من الفوضى والتقاتل.
وأشار الجعفري إلى أنه وجد خلال زيارته الى سوريا ولقائه قياداتها أنهم يمتلكون توازنا ورباطة جأش وتتواجد لديهم رؤية سياسية، مؤكدا أنه لا يمكن سلخ سوريا او أي بلد من بلدان المنطقة عن مجمل البلدان الاخرى.
ووصف الجعفري لقاءه برئيس الجمهورية اللبناني ميشال عون بأنه كان مثمرا وحميمياً مضيفا أنه في الأيام المقبلة سيكمل حواراته ومباحثاته مع المسؤولين في لبنان.
هناك أعاصير آتية
ولفت الجعفري إلى أن هناك وعي يعم المنطقة ومثلما حبى الله هذه المنطقة بالخيرات والثروات فها هي اليوم تتعرض للتحديات المختلفة وليس لها إلا شعوبها الذين عليهم أن يرتقوا إلى مستوى المحنة الموجودة ويحافظوا على استقرار المنطقة ويحافظوا عليها كمحطة استقطاب انساني عامة ومنطقة إشعاع يشع للعالم بالخير والبركة والصلاح.
واذ رأى الجعفري أنه يقرأ في الأفق وجود إعصار بل أعاصير آتية على المنطقة إلا أنه يراهن أولا على توفيق الله وثانيا على الطيبين والمخلصين من أبناء هذه المنطقة بانهم سيحمونها من شر الأعداء، مؤكدا أن هذه المنطقة ليس قدرها الحروب بل قدرها السلم والمحبة والوئام والإنسجام.
ماذا حمل لسوريا ولبنان
وحول هدف الزيارة إلى سوريا ولبنان قال الجعفري :”هدفي هو تعميق وتجذير العلاقات بيننا ابتداءً من الشعوب كقواعد لهذه الدول والجميع يدرك اهمية هذه الدول وقدراتها وما لديها من امكانيات وقابليات”، مشيرا إلى أن هذه الشعوب “تقع عليها مسؤولية الذود والدفاع عن ثرواتها وحماية وجودها وبناء مستقبلها ومنع الانهيار”.
وأكد الجعفري أن المنطقة تتعرض الى تحديات وهذا شان كل البلدان التي تملك ثروات وخيرات فتتعرض الى محاولة النهب والسلب والتشويه ولكن مكامن القوة في شعوب هذه المنطقة عميقة ومتجذرة واصيلة وتمتد الى فترة طويلة من الزمن.
العراقيون والبناء
واعتبر الجعفري أن العراق دولة نهضت سابقا من الدكتاتورية المتمثلة بحكم صدام حسين وخاضت غمار معركة ضد الارهاب عجزت عنها دول كبرى كثيرة واستطاعت ان تحقق نصرا مظفرا وكان اخرها ما حصل في الموصل حيث اخذ العراقيون على عاتقهم ان يبنوا العراق ويبنوا الجانب الأمني فيه ويحموه بسواعدهم وحققوا شيئا هو للخيال أقرب منه إلى الواقع مع ذلك قالوا وصدقوا”، وتابع “منذ بضع سنوات كنا نتكلم عن مستقبل النصر، وما نراه اليوم هو أننا نمشي على أرض النصر وحولنا النصر من حلم الى واقع على الارض لذلك لسنا نبالغ عندما نقول حقق العراقيون النصر الأغلى”.
وأشار الجعفري إلى أن “هذا النصر لم يكن نصر عراقي فقط إنما نصر لكل إرادات الخير بالعالم، فمن حق كل دول العالم أن تفخر بأن العراقيين حققوا نصرا عالميا إزاء حرب عالمية ثالثة خطرة جدا وشرسة”.
التحديات التي تواجه العراق
وحول التحديات التي تواجه العراق اليوم لفت الجعفري الى انه “بعد كل حرب هناك إعمار وبناء ومصالحة ونشر ألوية المحبة والسلم بين ابناء الشعب، وعادة عندما تنتهي الحروب تورث مجتمعاتها وبلادها الكثير من المشاكل إذ كلفت الحرب الكثير من المال والسلاح والشهداء وكثير من التخريب، خصوصا من قبل الذي يفقهون التخريب الارهابي والداعشي بشكل خاص ويدركوا جيدا ما هي الاضرار التي لحقت و اثرت على العراقيين”، وأضاف “الآن المعركة الحقيقية هي مواجهة الفساد وإعادة الإعمار والبناء وإصلاح المشاكل والأزمات التي كانت تحصل سابقا”.
وتابع الجعفري:”بدأت الآن وتيرة الإعمار ترتفع وقد قمنا بإستنهاض دول العالم التي تقف الى جانبنا وكانت مبادرة الكويت مبادرة جيدة في مؤتمر الكويت وكانت هناك مبادرات سلمية اخرى لدول العالم وقفت الى جانبنا ونحن لم نتقبل ان ياتي احد منهم ويهدر دمه على ارضنا بدلا عن ابنائنا ولكن تقبلنا منهم مساعدات “لذلك ناشدنا العالم ونناشد العالم أن يمد يد المساعدة الى العراقيين”.
المرجعية ودورها
وأكد الجعفري أن المرجعية الدينية العليا كانت ولا زالت حصن العراق وهي لعبت دورا أبويا تمثل بعملها الدائم في حفظ لحمة العراقيين والوحدة بين ابناء الشعب العراقي والنأي عن كل ما من شأنه أن يعزز الفرقة ويبث حالة من التشرذم وخصوصا بأن المجتمع العراقي مجتمع متنوع التكوين تنوع ديني ومذهبي وقومي وسياسي”، لافتا إلى أنه “إلى الان حافظ العراقيون على وحدتهم واصطفوا جميعا بكلمة واحدة وموقف واحد مقابل اعدائهم داعش “.
شفقنا