ماذا تعرف عن السفياني ونسبه وهل صحيح أنه سيحكم العراق قبل زمن الظهور؟

الثلاثاء 16 أكتوبر 2018 - 08:02 بتوقيت غرينتش
ماذا تعرف عن السفياني ونسبه وهل صحيح أنه سيحكم العراق قبل زمن الظهور؟

مقالات-الكوثر:إنَّ تسميته بالسفياني نسبةً إلى أبي سفيان لأنه من ذريته . كما يُسمىَّ ابن آكلة الأكباد نسبة إلى جدَّته هند زوجة أبي سفيان التي ...

 الشيخ علي الكوراني

المتفق عليه بين العلماء أنَّ تسميته بالسفياني نسبةً إلى أبي سفيان لأنه من ذريته . كما يُسمىَّ ابن آكلة الأكباد نسبة إلى جدَّته هند زوجة أبي سفيان التي سُمِّيت بذلك لأنها حاولت أن تأكل كبد الحمزة سيد الشهداء رضي الله عنه بعد شهادته في أحد . فعن أمير المؤمنين (ع)  قال :

" يخرج ابن آكلة الأكباد من الوادي اليابس . وهو رجل ربعة ( أي مربوع ) وحش الوجه ، ضخم الهامة ، بوجهه أثر الجدري ، إذا رأيته حسبته أعور . اسمه عثمان وأبوه عيينة ( عنبسة ) ، وهو من ولد أبي سفيان ، حتى يأتي أرض قرار ومعين فيستوي على منبرها ).. (البحار 52 / 205  ).

وفي حديث آخر أنه من ولد عتبة بن أبي سفيان وأولاد أبي سفيان خمسة : عتبة ومعاوية ويزيد وعنبسة وحنظلة . .( البحار : 52 / 213 ).

 يعني المفهوم من الروايات  أن السفياني شخصٌ ، صحيح أنه يمثل حركة ولكنه شخصٌ يحكم الشام .

وهو من ذرية أبي سفيان وليس حركة أو حزباً بهذا المعنى والمشهور عند الناس أن السفياني يفتك في العراق ، لكن لم أجد ذلك في رواية صحيحة عن أهل البيت (ع) . نعم ورد أنه يقتل  جماعة في المدينة المنورة.

 وقد ضخَّم الرواة دور السفياني في العراق ، وأصل ذلك من وضع الرواة الأمويين . وقد انتشر ذلك في عصرنا لأن بعض الكتَّاب  عن الإمام  المهدي صلوات الله عليه ، تبنّوا هذه الروايات ونشروها .   

وقد بلغ الأمر أنه عندما كانت بغداد تواجه يومياً عشرين سيارة مفخخة ، اتصل بي أحد المؤمنين يسألني عن السفياني !

فقلت له: الوضع الذي أنتم فيه أشد من السفياني ، لأن السفياني لا يحكم العراق ولا يدخل  الكوفة كما يتصور البعض ، فالكوفة تأتي بمعنى العراق وتأتي بمعنى مدينة الكوفة ، والقدر المتيقن أن جيش السفياني قوات محدودة تُسْتَدْعى إلى العراق لحفظ الأمن في منطقة معينة وفترة قصيرة .

الذي يحكم العراق أهله ، والموجة لأهل العراق مستمرة إلى ظهور الإمام سلام الله عليه ، والسفياني له دور محدود في العراق . ولا يبعد أن أهل منطقة يطلبون قوة من خارج العراق لحفظ الأمن فيها .

وبمجرد أن يظهر الإمام المهدي سلام الله عليه ويسيطر على الحجاز يهرب السفياني من العراق وينسحب .

 ما مَرَّ على العراق بعد سقوط الطاغية أشد من جيش السفياني، فقد قُتل الألوف من قبل أصحاب السفياني مشايخ الحيوانات المفخخة !

   سمعتُ أنهم في سوريا وجدوا مع انتحاري وهابي ملعقة ! قالوا له: سوف تصل وقت الغداء ولا فرصة لأن تجد ملعقة ! فخُذ معك ملعقة حتى تتغدى مع رسول الله(ص). هكذا يربون هؤلاء الأغبياء ، وهؤلاء هم جماعة السفياني ، لكنهم لا يحكمون العراق كما يتخيَّل البعض ، وجيش السفياني هو قوة لحفظ الأمن في منطقة من العراق ، لا أكثر .

وفي بعض الروايات الشريفة أن الإمام(عج) عندما يتوجه إلى العراق ينهزم السفياني أو ينسحب .

ففي غيبة النعماني وتفسير العياشي:1/65وغيرهما من المصادر ، النص الكامل للحديث المهم عن الإمام الباقر(ع) الذي ينص على تسلسل الأحداث في بداية حركة السفياني ، وفيه : ( يا جابر، إلزم الأرض ولا تحركن يدك ولا رجلك أبداً حتى ترى علامات أذكرها لك في سنة ، وترى منادياً ينادي بدمشق وخسفاً بقرية من قراها ، ويسقط طائفة من مسجدها .إلى آخر الرواية... . . أهل الشام يختلفون عند ذلك على ثلاث رايات : الأصهب والأبقع والسفياني ،الأصهب إسم من أسماء الأسد والأبقع رجل في وجهه بقع  يخرج على الأصهب كأنه إنقلاب ، فيظهر السفياني  وينتصر عليهما ويأخذ الحكم السفياني ومن معه حتى لا يكون له همة إلا آل محمد(ص) وشيعتهم . . .( أعيان الشيعة للعاملي ج2 ص72 ) .

  على أيّة حال الشيء القطعي عندنا في مصادرنا عن أهل البيت (ع) ومصادر  أتباع المذاهب الأخرى أن من علامات المهدي أرواحنا فداه أن تكون دولة معادية له ولأتباعه مركزها الشام ، وتشمل الأردن وربما قسماً من فلسطين  وتكون عدوة لأهل البيت (ع) ، يحكمها السفياني وهو شخصية من بني أمية ومن ذرية أبي سفيان ، ويكون معادياً للإمام سلام الله عليه متحالفاً مع أعدائه.والإمام بعد مکثه في العراق يزحف باتجاه الشام والقدس ويحاربه .

هذا أمرٌ ثابت عند الكل، و منطلقات السفياني نفس منطلقات القاعدة ، الآن اذا رجعنا إلى أوصاف السفياني التي وردت في مصادر السنة والشيعة نجده مثلاً ابن حماد في كتابه الفتن وهو مصدر مهم ويعتبر من أئمة السلفية . إبن حماد يقول لا تكون له مهمة إلاّ العراق وقتل آل محمد ومن إسمه فاطمة وزينب وعلي .

  إذن نمط القاعدة هو نفس نمط السفياني، وعندنا نص ينطبق عليه يقول قبل السفياني يخرج مصري ويماني ، أي يسيرون على خطه الناصبي ويمهدون له .   فخط السفياني هو هذا الخط التكفيري الذي يكفر كل من خالفه بالرأي ، وعنده حقد خاص على الشيعة .

 القاعدة لم تقتل ولا أظنها تقتل يهودياً واحداً ، فهم أعداء للأمريكان لكن لليهود ، لا ! هذه المواصفات الموجودة في خط التكفيريين والقاعدة هي نفسها الواردة في الروايات عن السفياني .

في غيبة النعماني ، عن المغيرة بن سعيد عن أبي جعفر الباقر(ع) قال : قال أمير المؤمنين(ع) : إذا اختلف الرمحان بالشام لم تنجلِ إلا عن آية من آيات الله سبحانه . قيل : وما هي يا أمير المؤمنين ؟ قال : رجفة تكون بالشام يهلك فيها أكثر من مائة ألف ، يجعلها الله   سبحانه رحمة للمؤمنين وعذاباً على الكافرين . (غيبة النعماني 256).

المصدر:مكتبة الإمام المهدي المركزية