من سيرة النبي إبراهيم(ع)...كيف تحيي الموتى؟؟!!

الثلاثاء 16 أكتوبر 2018 - 04:42 بتوقيت غرينتش
من سيرة النبي إبراهيم(ع)...كيف تحيي الموتى؟؟!!

عند رؤية إبراهيم (ع) هذا المشهد خطرت في ذهته مسألة يود الجميع لو عرفوا جوابها بالتفصيل، وهي كيفية عودة الأموات إلى الحياة مرة أخرى...

مر إبراهيم (ع) يوما على ساحل البحر فرأى جيفة مرمية على الساحل نصفها في الماء ونصفها على الأرض تأكل منها الطيور والحيوانات البر والبحر من الجانبين وتتنازع أحيانا فيما بينها على الجيفة، عند رؤية إبراهيم (ع) هذا المشهد خطرت في ذهته مسألة يود الجميع لو عرفوا جوابها بالتفصيل، وهي كيفية عودة الأموات إلى الحياة مرة أخرى، ففكر وتأمل في نفسه أنه لو حصل مثل هذا الحادث لبدن الإنسان وأصبح طعاما لحيوانات كثيرة، وكان بالتالي جزء من بدن تلك الحيوانات، فكيف يحصل البعث ويعود ذلك الجسد الإنساني نفسه إلى الحياة؟ فخاطب إبراهيم (ع) ربه وقال: رب أرني كيف تحيي الموتى.

فأجابه الله تعالى: أولم تؤمن بالمعاد؟ فقال (ع): بلى ولكن ليطمئن قلبي.

فأمره الله أن يأخذ أربعة طيور ويذبحها ويخلط لحمها، ثم يقسمها عدة أقسام ويضع على كل جبل قسما منها، ثم يدعو الطيور إليه، وعندئذ سوف يرى مشهد يوم البعث، فامتثل إبراهيم للأمر واستولت عليه الدهشة لرؤيته أجزاء الطيور تتجمع وتأتيه من مختلف النقاط وقد عادت إليها الحياة.

يقول القرآن الكريم في هذا المجال: ﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾.(37)

نكات:

1-لا شك أن الطيور الأربعة كانت من أربعة أنواع مختلفة، وإلا فإن هدف إبراهيم (ع) من عودة كل جزء إلى أصله لا يتحقق. وفي بعض الروايات أن هذه الطيور كانت طاووسا وديكا وحمامة وغرابا، فكان الاختلاف بيتها كبيرا، ويرى بعض أنها مظهر للصفات والخصال المختلفة في البشر. فالطاووس يمثل العجب والخيلاء والتكبر، والديك يمثل الرغبات الجنسية الجديدة، والحمامة تمثل اللهو واللعب، والغراب يمثل الآمال والمطامح البعيدة.

2- لم يرد في القرآن ذكر عدد الجبال التي وضع عليها إبراهيم أجزاء الطيور، ولكن الأحاديث التي وصلتنا عن أهل البيت (ع) تقول أنها عشرة.

3- هل وقعت عندما كان إبراهيم في بابل، أم بعد نزوله بالشام؟ يظهر أن ذلك قد حدث في الشام، لأن منطقة بابل خالية من الجبال.

المصدر:تفسير الأمثل