لمن يعتقد بنحوسية شهر صفر ...

الجمعة 12 أكتوبر 2018 - 10:57 بتوقيت غرينتش
لمن يعتقد بنحوسية شهر صفر ...

الكوثر: تبرز عند كثير من الشيعة فكرة نحوسية هذا الشهر الأمر الذي يعمل على تأزيم نفسيات كثير من المؤمنين بشكل ملحوظ.

ومع بروز هذه الفكرة نجد كثير من الناس يعمد لعادات مجهولة المنشأ بدعوى دفع النحس والبلاء المصاحب لهذا الشهر.

وإذا أردنا أن نسلط الضوء على هذه الفكرة نجد أن هذه الفكرة ترجع للجاهلية قبل الإسلام إذ أن صفر يأتي بعد ثلاثة من الشهور الحرم.

فكان يعود القتال بين العرب فيكثر القتل وتزداد الغارات فكان الناس تتشائم من دخوله خوفاً هذه الحروب والقتل وما يترتب عليها من فقدان الاعزة. 

فسرت فكرة الشؤم وظلت راسخة إلى مابعد الإسلام وتطورت في ثقافات معينة بشكل خاص فأوجدوا لها علاجات ماأنزل الله بها من سلطان ككسر الفخار والبيض وحرق الخشب وهي أمور لم يشير إليها الإسلام بتاتاً.

وإذا فحصنا أكثر في هذه الفكرة في مدرسة أهل البيت (ع) فأننا لا نجد أي دليل معتبر يعضد هذه الفكرة بل نجد أن أهل البيت (ع) حاربوا فكرة نحوسية الأيام كقول النبي (ص) لا تعادوا الايام فتعاديكم .

وبحسب البحث لم نجد أي رواية معتبرة تفيد أن شهر صفر نحس أو شهر شؤم بل نجده شهر كباقي شهور السنة.

نعم إن ارتباط مصائب أهل البيت (ع) التي وقعت فيه لربما اوقع بعض العقول في ارتباط النحوسية بهذا الشهر وهذا ربط فاسد لايصح إذ أن قتل الحسين (ع) في محرم مصيبة مابعدها مصيبة وقعت في شهر الحرام وهي من أعظم ماوقع على الأئمة (ع).

ومع ذلك لم نجد من يدّعي أن محرماً نحس فلاربط بين النحوسية وبين شهر صفر إلا كموروث جاهلي لازلنا نعاني منه.

نعم الصدقة مستحبة لدفع البلاء طوال أيام الاسبوع والشهر والسنة وليس مختصاً بصفر والتوكل والثقة بالله هما الركيزتان الاساسيتان في هذا المجال.

فالمرجو من المؤمنين والمؤمنات عدم الرضوخ لمثل هذه الأفكار الساذجة ولينطلقوا من أساس التوكل على الله سبحانه وتعالى والالتزام بالصدقات بشكل يومي طوال السنة وتفعيل الوعي لمحاربة الجاهلية التي يعيشها البعض.

والحمدلله رب العالمين.