وقال سلامة في حوار مع صحيفة "الحياة" اللندنية في هذا الشأن: "هناك ما يتجاوز 200 ألف مقاتل في التشكيلات العسكرية قدمت لهم الدولة الليبية منذ خمس سنوات، نوعاً من الغطاء، فيأخذون رواتب من الدولة، ولكن يأخذون أوامرهم من زعماء المليشيات".
وفي معرض حديثه عن مصادر تمويل التشكيلات المسلحة، قال المبعوث الأممي إن الليبيين وقعوا في فخ أكبر مما حصل في لبنان، موضحا أن "معظم المال الليبي يتم بابتزاز المصارف والمؤسسات السيادية أو بالسيطرة على موانئ أو مؤسسات حيوية، أو من تهريب البشر والنفط والمواد المدعومة إلى دول الجوار. وأقول أحياناً لأصدقائي الليبيين: اللبنانيون قاموا بحربهم الأهلية بأموال غيرهم، وأنتم وقعتم في فخٍ أكبر لأنكم تقومون بحرب بأموالكم الذاتية".
وكشف سلامة أن الاشتباكات الأخيرة في ضواحي العاصمة الليبية طرابلس قد أودت بحياة 140 شخصا وإصابة 370 آخرين، لافتا من جهة أخرى إلى أنها "سمحت للمرة الأولى للأمم المتحدة أن تلعب دوراً أساسياً في التوصل إلى وقف للنار".
ورأى المبعوث الأممي أن العاصمة الليبية تعيش منذ 10 أيام، هدوءا نسبيا، وعزا ذلك إلى عدة أسباب منها "أولاً دخول عدد من الأشخاص المعروفين بعلاقاتهم بحركات إرهابية، خصوصا بداعش والقاعدة، إلى العاصمة. بالتالي، علينا التنبه إلى وجودهم في العاصمة. وثانياً لأن هنالك ربما 15 مليون قطعة سلاح بين أيدي الناس، وبالتالي، إمكانية العودة إلى القتال موجودة. وعلينا تحديدا، وهذا ما نعمل عليه، سحب البساط من تحت أرجل الذين يريدون أن يستمر القتال، من خلال وضع ترتيبات أمنية في العاصمة".
وشدد سلامة على أن الأهم في هذه المرحلة "هو الشرطة، لأن الجيش لا يؤمن الأمن داخل المدن. فالمطلوب إعادة بناء شرطة وأجهزة أمن ومخابرات ومخافر، وهذا ما نقوم به الآن، وهو جل جهدي في المرحلة الحالية".