خاشقجي كان يقول دائما انه مع الاسرة الحاكمة ولا يطالب بتغيير نظام آل سعود ويقول ان السعودية لن تسامح احدا يعبث بامنها، لكن كل هذا لم يغفر له لدى ولي عهد بلاده محمد بن سلمان الذي يطالب بولاية كاملة وعمياء.
موضوع اختفاء الكاتب والاعلامي السعودي جمال خاشقجي إثر مراجعته لقنصلية بلاده في إسطنبول بتركيا، أثار جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، كما تسبب في قلق العديد من الجهات على مصيره ومنها المكتب الإعلامي للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيرش، الذي علق على موضوع اختفاء خاشقجي، بعد يومين على انقطاع أخباره في تركيا. وقال المكتب في بيان له، إنه يأمل أن يتم العثور على الصحفي جمال خاشقجي وأن يكون آمنا.
وحتى الان تؤكد السلطات السعودية أن خاشقجي غادر مبنى قنصليتها في اسطنبول، لكن السلطات التركية تقول إنه قد يكون مازال هناك.
والحقيقة ان حادث الاختفاء المريب لخاشقجي يثبت ان لم يعد هناك مكان في العالم يأمن فيه معارضو ولي العهد السعودي على حياتهم. وهذا ما اكدت عليه مجلة "إيكونومست" البريطانية.
وقالت المجلة إنه -ومنذ تولي الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد العام الماضي- تم اعتقال آلاف المعارضين لمخالفات بأسباب مثل عدم تكرار نقاط الأحاديث الملكية، وتم اتساع النطاق الجغرافي للقمع.
وأشارت إلى أن معارضا سعوديا ساخرا بلندن، قال إنه تعرض للضرب من قبل "بلاطجة" من سفارة السعودية هناك، في إشارة من الصحيفة للمعارض السعودي غانم الدوسري.
وتاريخ النظام السعودي حافل جدا بالقمع والترهيب الذي لم يقتصر على ابناء الوطن بل طال احيانا مسؤولين اجانب بينهم رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري الذي سافر فجأة الى الرياض ثم قدم من هناك استقالته من الحكومة.
وأثارت الاستقالة المفاجئة للحريري من السعودية تكهنات في لبنان بأن السياسي المتحالف مع الرياض ربما احتجز وربما قدم استقالته تحت ضغط. ولولا اتحاد القيادات اللبنانية على راسهم الرئيس اللبناني ميشال عون وحزب الله والضغوط الدولية المتمثلة في فرنسا لما كان الحريري ينعم بالحرية مرة اخرى وما كان احد يتوقع كيف كانت ستجري الامور.
بالطبع قبل الحريري هناك سجل حافل للملكة في عمليات الاختطاف خلال 3 سنوات الماضية، اختفى ثلاثة أمراء سعوديين يعيشون في أوروبا. وعُرف الثلاثة بانتقاداتهم للحكومة السعودية. وهناك أدلة على أن الأمراء الثلاثة اختطفوا أو رُحِّلوا إلى السعودية...حيث انقطعت أخبارهم ولم يسمع عنهم منذ ذلك الحين.
وفي هذا السياق يقول الكاتب العربي الكبير عبد الباري عطوان عن حادثة اختفاء جمال الخاشقجي: "ان هناك سوابق حكومة السعودية اختطفت ورحلت 3 امراء سعوديين عارضوا الاسرة الحاكمة منهم الامير سيف النصر في لندن والامير تركي بن بندر جرى اختطافه من المغرب وقبل ذلك سلطان بن تركي الذي كان في سويسرا. ليس هناك مزح هئلاء لايتسامحوا باي معارضة سواء كانووا من داخل الاسرة او خارجها".
كما قال المعارض والسياسي السعودي البارز محمد المسعري ـ المقيم في لندن ـ إن خطف وقتل المعارضين ليس غريبا على النظام السعودي. وأضاف “المسعري” في حوار مع “الجزيرة مباشر” إن عددا من الأمراء تعرضوا للاختطاف قبل سنوات، مثل تركي بن بندر بن محمد بن عبد الرحمن الذي بث مقاطع فيديو انتقد فيها الملك سلمان.
وبالرغم من كل هذا فان مصير خاشقجي لا يزال غامضا ولكن أكد مصدر خليجي أن السلطات السعودية أبلغت أنقرة، أمس، أن الكاتب السعودي جمال خاشقجي "بات في الرياض".
واوضح المصدر لصحيفة ”الأخبار” اللبنانية أن عملية نقل الكاتب السعودي جمال خاشقجي إلى الرياض باتت مؤكدة. ونقل المصدر أن السلطات السعودية، وقرابة العاشرة من صباح أمس، تواصلت مع السلطات التركية وأبلغتها حسم مصير خاشقجي باستعادته، وأنه بات في الأراضي السعودية، مشيرا الى ان العملية تواطأ فيها أحد الضباط الأتراك.
على اي حال فان اختفاء خاشقجي لم ولن يكون اخر جريمة يرتكبها النظام السعودي طالما انه يعمل فقط لارضاء اسياده في البيت الابيض.. ولايزال العرض مستمرا.