صادق القيم
قدمت لنا المجتمعات في كل مراحل العصور حضارات مختلفة، سجلت تقدما في عدة مجالات، منها كانت عمرانية أو صناعية أو زراعية، لكن هناك بعض الحضارت في كل تاريخ العالم، قدمت لنا تقدما في مجال العلم والفنون في مجالاتهما المختلفه، لكن أهملت كل الحضارات، الفرد بشكل عام وألاسرة بشكل خاص.
تمزق المجتمعات وانحصار العلاقات بالمصالح فقط، كان عاملا مهما في تحطيم البنية ألاساسية للمجتمع الغربي، حيث وصلت بهم الى الاجتماع مره واحده في السنة، في “الكرسمس” ولادة المسيح، والكثير من العوائل لم تحقق هذا الاجتماع لعدة سنوات.حيث أن العائلة التي تحقق إجتماعا سنويا تعد مترابطه، وهناك فرصة لمعرفتهم أحوال بعض والتقارب فيما بينهم، هذا ونحن نتكلم عن عائله صغيرة، مستوى قرابتهم من الدرجه الاولى أب وأم وأبناء، حيث وصل الحال الى انشاء مؤسسات، وتوفير ألاموال الطائله لدعم ترابط المجتمع.
تجمع ألاسرة في يوم واحد بالسنة شيء جميل وترابط أسري، فما بالكم من تجمع طائفة كامله من مختلف جنسياتها وأعمارها والوانها، في مكان واحد ويوم واحد أو عدة أيام، بطريقة تجد فيها ألاشخاص يخدمون بعضهم البعض، ويقدمون الطعام والسكن ويبذلون كل ما لديهم، هذا يسمى ترابط وتعارف وإمتزاج كل ألاعراق في هذا الطائفه وينتج تقارب فيما بينهم.
هذا ما يدور في عقول الغرب عن زيارة ألاربعين في العراق، حيث أصدرت الكثير من التقارير حول هذه الزيارة، وسميت أكبر تجمع بشري في العالم،وذكرت التقارير أيضا أنهم منظمون دون الحاجة للدولة لتنظمهم، وأشار أخر الى أنه أكبر مهرجان بالعالم، لكن لم يأخذ حيزه الإعلامي بعد، وأن مشاركة الملايين من إلايرانيين عادة تعد رسالة سياسية لواشنطن.
زيارة ألاربعين هي رمز شيعي وعلامة فارقه تميز بها المسلمين الشيعة، عن مسلمي العالم وباقي ألاديان ألاخرى، حيث أن هذه الزيارة بالاعداد الغفيرة التي وصلت لها الإحصائيات، لم تسجل حالة خرق تذكر أو حالات موت جماعية من التدافع أو الزخم السكاني، كما أن اهل العراق تميز بين كل شيعة العالم، بأنهم من يقدم الضيافة للزوار ويستقبلونهم في البيوت والحسينيات، ويقدمون لهم الطعام مما جعل كل شيعة العالم تحب أهل العراق و تمتدحهم.
جعلت زيارة ألاربعين إرتباط شيعة العالم بمرجعية العراق وشيعته أقوى، حيث أصبح العراق وجهة الشيعة في العالم ومقصدها، وهذا ما أخذ بعين إلاعتبار عند الغرب معتبرين أن هذا كان من أثر هذه الزيارة، وكذلك الترابط بين هذه الشعوب فاق موضوع الفرد وألاسرة، حيث كسبنا ترابطا من نوع جديد، ترابطا شيعيا بين أقوام وأعراق من بلدان مختلفة تربطهم زيارةالأربعين والتشيع بحد ذاته، لم تحصد اي من الحضارات التي سبقت، هذا النوع من التطور والتقدم في الشأن البشري.