لا ترموا كربلاء...بمنجنيق الطمع..!

الخميس 4 أكتوبر 2018 - 06:43 بتوقيت غرينتش
لا ترموا كربلاء...بمنجنيق الطمع..!

اليوم أصبحت شروط الذهاب الى الحج تكاد تكون مستحيلة على الفقير ، وربما ركن الفقير هذا الحلم ولم يعد يفكر به ، فلقد اصبح الحج تجارة وبالعملة الصعبة ، والاسباب معلومة عن صاحبة هذا الغلاء في تكاليف الحج ، لكن ما بنا نحن العراقيين ؟

زيد الحسن

في كتاب الطبري ج 4 حديث موجع عن كيفية حصار مكة المشرفة وكيف تم رميها بالمنجنيق وإحراقها من قبل جيش يدعي انه مسلم ، والحديث طويل ذو شجون .
هل هنالك مسلم على وجه الارض الان لم تهز وجدانه هذه الاحداث ، التي يكاد العقل يرفض تصديقها ؟ كيف تسنى للمسلم ان يهاجم ويحرق بيت الله الحرام ؟ نعم انه الطمع وحب الدنيا والسياسة التي لا تعرف حدود الله ، يجعلون مقدسات الناس أسبابا للغنى والترف ، وكأنهم مالكوها !
الكعبة المقدسة ملك لكل مسلم وليست ملك لاحد او بلد .
تواجه الجمهورية الاسلامية اليوم موجة حرب وحصار على مختلف الاصعدة ، على الساحة السياسية يحاول الغرب جعلها تبدوا بلداً لايحب الخير والسلام ، وهذه ضريبة من ضرائب النجاح التي وصلت اليه الجمهورية الاسلامية ، فلن يهدأ بال الغرب إن نهضت دولة مسلمة وعمرت الارض وازدهرت ، هذا من باب ، والباب الاخر هو الخوف والرعب من كلمة شيعة وتشيع ، ولا اعلم لم هذا العداء المنصب على حبنا لآل النبي عليه وعلى آله السلام !
اليوم أصبحت شروط الذهاب الى الحج تكاد تكون مستحيلة على الفقير ، وربما ركن الفقير هذا الحلم ولم يعد يفكر به ، فلقد اصبح الحج تجارة وبالعملة الصعبة ، والاسباب معلومة عن صاحبة هذا الغلاء في تكاليف الحج ، لكن ما بنا نحن العراقيين ؟
هل سنعاود تكرار مافعله الحجاج ونرمي كربلاء كعبتنا بمنجنيق الطمع ؟ والله لافارق بيننا وبينهم إذن !
كربلاء المقدسة قبلة كل مقهور ومظلوم ، كربلاء الحسين عليه السلام ملاذ أمن لكل خائف ، لن نجعلها منطقة تجارية يراد النيل منها .
إن القلب الذي يهفو لزيارة أرض كربلاء ،جدير بنا أن نحتويه ونقبله قبل تقبيل أيادي صاحبه ، ولن نسمح لهم أن يظهر لنا حجّاج ثاني يمارس علينا الطغيان ، أرض كربلاء قلبها مفجوع بحادثة الطف ، وما زالت الدماء حارة نازفة ، وكل زائر محب هو بلسم مداوِ ٍ لجراحات سيد الشهداء وصحبه عليه وعليهم السلام ،وعلينا حمل زواره على أكتافنا وتقديم كل السبل التي تسهل لهم الزيارة ، علنا نسهم في تخفيف خيبة المسلمين فيمن يديرون أمور الكعبة المقدسة اليوم .
كربلاء هي عاصمة الله كما أسماها بعض العلماء والمفكرين ، فلنسهل الامور لزيارة هذه العاصمة لكل من أراد الطواف والسعي بين قبري الامامين الحسين والعباس سلام الله عليهم ، ولنجعل الزيارة هذه السنة أعظم من سابقاتها .
وإن بقينا على صمتنا فلا رجاء بأهل السياسة لأنهم يشبهون جيش مروان ، جل فكرهم منصب على المكاسب الدنيوية لايفقهون شيئاً من أسباب عشقنا الى الحسين عليه السلام .
إن رفعت و ألغيت سمة الدخول أو ما يعرف بالفيزا للحجاج الوافدين الى كربلاء من الجمهورية الاسلامية، نكون نحن من رمى كل حاقد وناقم على قدسية كربلاء بمنجنيق الحق ونرد عليهم رداً لن ينسوه أبدا.

المصدر:وكالة أنباء براثا