في العراق...من سينتج العنصر الخامس؟!

الأحد 30 سبتمبر 2018 - 07:53 بتوقيت غرينتش
في العراق...من سينتج العنصر الخامس؟!

وكي نخرج من دوامة الصراعات، فإننا بحاجة الى عنصر خامس، مغاير للعناصر الأربعة التي وصفناها بتركيز شديد، ومختلف عنها جميعا بالمقدمات والنتائج، وبالأصول والتفرعات، وبالمتبنيات ووسائل التنفيذ.!

قاسم العجرش

يكتنف مشهدنا السياسي الراهن، الذي شكلته ظروف ما بعد التغيير النيساني الكبير، عام 2003، على تنويعة ليست متجانسة من المنخرطين بالحقل السياسي، سواء كانوا من ساسة الصفوف الأول، أي الذين يطلق عليهم تسمية القادة السياسيين، أو من ساسة الصفوف التي تليهم، من أنصاف السياسيين وبقية الذيل السياسي، من الأتباع والمريدين وسائر عناصر الصورة، بضمنهم الإعلاميين المتحزبين.

في محاولة للتوصل الى تصنيف مقبول، فإن بعض الساسة؛ شأنهم شأن آلة قد تم تزييت أجزائها، تراه مرنا سلس الحركة..! بعضهم الآخر على النقيض من ذلك تماما، فهو واقف على مواقفه لا يتزحزح عنها؛ كأنه تمثال أبي الهول..! النوع الثالث فقد الإتجاه أو الإحساس بالأتجاه، فتراه يتخبط تخبط عشواء..الرابع يتصرف مثل بندول ساعة، يتحرك في حيز محدد سلفا؛ لا يغادر هذا الحيز.

ساسة النوع الأول أي السلسين المرنين؛ قادرون على الحراك بكل الإتجاهات، تحكمهم براغماتية المصالح،  فيما يشكل الذين لا يتزحزحون عن مواقفهم، أحجار عثرة في مسيرة العملية السياسية، أما المنتمين الى فصيلة المتخبطين، فإن النتيجة المنطقية لتخبطهم، هي هذه المشكلات التي نعيشها، وسببها هذا التخبط الذي أنتجه حراكهم العشوائي، بالمقابل فإن أشباه بنادل الساعات، تقليديين غير قادرين على مواجهة المستجدات، والتوائم مع مخرجاته..

هذه هي عناصر تشكيل مشهدنا السياسي الراهن الأربعة، أو لنقل هذه هي مواصفات الساسة العراقيين الراهنة، وهي جميعا منغمسة بشكل ما؛ في الصراعات السياسية منذ أكثر من 15 عام، وجميعهم يتحملون تضامنيا؛ وكلٌ على قدر مسؤولية، مشكلاتنا بكل تداعياتها وإسقاطاتها.

وكي نخرج من دوامة الصراعات، فإننا بحاجة الى عنصر خامس، مغاير للعناصر الأربعة التي وصفناها بتركيز شديد، ومختلف عنها جميعا بالمقدمات والنتائج، وبالأصول والتفرعات، وبالمتبنيات ووسائل التنفيذ.!

نوع ساسة العنصر الخامس، هم أولئك القادرين على المبادرة والخلق والإبداع، وتحمل أثقال المسؤولية بشجاعة، وعلى إستشراف آفاق المشكلات وإستكناه أسبابها، ومقاربتها بشكل واقعي؛ متوفر على أدوات التفكير المنطقي، في مواجهة المعظلات بغية التوصل الى حلول لها..

يتعين أن يكون ساسة العنصر الخامس، من نوع لم ينغمس في الصراعات السياسية، لكنه ليس بعيد عنها..بمعنى أنه يقرأها ويقرأ نتائجها، وكان قادرا على الدوام، على أن ينأى بنفسه عنها، لأنه يعرف أن معظم أدوات الصراع السياسي الراهن، أدوات قذرة تلوثه وتلوث تاريخه!

كلام قبل السلام: يبدو لي أن محور الجهاد والمقاومة، والمنهج الذي يسير عليه، والخط السياسي الذي يقوده، هو الذي سيرسم ملامح العنصر الخامس وينتجه...!

سلام...

المصدر:وكالة أنباء براثا