اللهم صلي على محمد واله الاطهار
قال تعالى:
"والفجر وليال عشر والشفع والوتر والليل إذا يسر هل في ذلك قسم لذي حجر".
صدق الله العلي العظيم
يحثنا الإمام الصادق عليه السلام على تلاوة سورة الفجر ويبين لنا السبب والعلة من ذلك فهي باختصار تبين لنا قضية الامام الحسين عليه السلام ومصيبة عاشوراء
يقول الامام الصادق عليه السلام:" اقرأوا سورة الفجر في فرائضكم ونوافلكم فإنها سورة الحسين عليه السلام"
وقال عليه السلام:" من قرأها كان مع الحسين عليه السلام يوم القيامة في درجته من الجنة"
قد يرد سؤال بأذهاننا بأي لحاظ الإمام الصادق عليه السلام يقول بأنها سورة الحسين؟
باعتبار أن الحسين عليه السلام هو أفضل مصاديق ما نزل في آيات هذه السورة والمصداق الأكمل الذي يمثل هذه الآيات هو الحسين عليه السلام خصوصا الآيات
الاخيرة من هذه السورة في قول الله تعالى: " يا أيتها النفس المطمئنة" نزلت هذه الآية خصوصا ليوم عاشوراء لنداء الحسين عليه السلام.
وباعتبار في قوله تعالى: "وليال عشر" تمثل عشرة محرم وهي العشرة المختصة بالحسين عليه السلام، وقد نلاحظ حرف الواو في "وليال" فالوارد في اللغة العربية الواو هنا تستخدم للقسم.
هذا التفسير مذكور في الكثير من روايات الشيعة وخصوصا روايات الشيخ هيثم البحراني.
قد يقول قائل منا هل مجرد قراءة سورة الفجر ( لفظيا) يترتب عليه كسب الثواب والأجر الكبير وأن يكون مع الحسين؟!
في مورود الإجابة على هذا التساؤل ليس متعلق بالقراءة اللفظية وإنما القراءة المتبصرة الواعية التي تحوي التأمل والتدبر
حينها تتحقق الكونية مع الحسين عليه السلام فلابد منا أن نعمل بما نقرأ.
ثواب قرائتها
_ يغفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر بعدد قرآتها.
_ يأتي يوم القيامة وله نور يشع ينور له دربه ويكون مع الحسين عليه السلام في جنته.
والفجر الذي قسم الله به في سورة الفجر يريد الله أن يثبت قضايا مهمة وعظيمة ولذلك يحتاج إلى أقسام عظيمة جدا بعظمته.
الفجر هو علامة انتهاء الليل وبزوغ الفجر فأقسم بفجر عاشوراء وصاحب فجر عاشوراء وهو الامام الحسين عليه السلام
فالفجر هنا يمثل حركة تغييرية وانتهاء فترة مظلمة وقدوم فترة نورانية وفجر عاشوراء يمثل انعطافة في حياة وحركة البشرية جمعاء.
وكما نعلم بأن المفسرون لهم أقوال كثيرة أكثر من عشرين قول فيقول البعض أن قول الله عز وجل "وليال عشر" هم الأئمة العشرة من ولد علي بن أبي طالب عليه السلام قبل المهدي
وفي قوله "والشفع" هنا قسم الله بفاطمة وعلي عليهما السلام " والوتر" رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
قال تعالى: (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّة، ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً، فَادْخُلِي فِي عِبَادِي، وَادْخُلِي جَنَّتِي)
إن سورة الفجر تنسب إلى الإمام الحسين(ع)ويلاحظ ذلك أكثر من خلال التأمل في معنى الآيات الأخيرة من هذه السورة