وكانت انطلاقة ثورة التوابين سنة 65 للهجرة بقيادة سليمان بن صرد الخزاعي يؤازره في ذلك جمع من المسلمين الموالين لـأهل البيت . وقد حارب التوابون الجيش الأموي في معركة عين الوردة نسبة إلى المكان الذي دارت به المعركة.
بدء المعركة
عسكر التوابون قبل الالتقاء بجيش الشام في منطقة عين الوردةوأقاموا هناك خمسة أيام فاستراحوا وأراحوا. وكان سليمان بن صردخلال تلك الأيام يوضح للمقاتلين أصول المعركة وأبعادها كما أرشدهم إلى القائد من بعده قائلا:
«إن أنا قتلت فأمير الناس المسيب بن نجبة، فإن قتل فالأمير عبد الله بن سعد بن نفيل، فإن قتل فالأمير عبد الله بن وال، فإن قتل فالأمير رفاعة بن شدّاد، رحم الله امرأً صدق ما عاهد الله عليه». ثم دارت معركة طاحنة بين التوابين وبين جيش الشام في الخامس والعشرين من ذي الحجة.
نتيجة المعركة
استمرت المعركة أربعة أيام استشهد خلالها الكثير من التوابين وحوصر الباقون من قبل العدو واستشهد القادة واحداً تلو الآخر وبقي منهم جماعة قليلة بقيادة رفاعة بن شداد البجلي اضطرت إلى الانسحاب من المعركة وساروا إلى الكوفة. وفي أثناء انسحابهم أقبل سعد بن حذيفة بن اليمان في أهل المدائن يريد نصرتهم وجاءالمثنّى بن مخرّبة العبديّ في أهل البصرة يريد نصرتهم فبلغهم الخبر بانكسار التوابين فأقاموا حتى أتاهمرفاعة فاستقبلوه، وبكى بعضهم إلى بعض وأقاموا يوماً وليلة ثمّ تفرّقوا، فسار كلّ طائفة إلى بلدهم
ولما بلغ رفاعة الكوفة كان المختار محبوساً، فأرسل إليه:
«أمّا بعد فمرحباً بالعصبة الذين عظّم الله لهم الأجر حين انصرفوا ورضي فعلهم حين قتلوا، إنّ سليمان قد قضى ما عليه و توفّاه الله... ثم توعد المختار بالأخذ بثأرهم».
علما أن التوابين- وكما يقول الأستاذ محمد حسين جعفري- وإن فشلت ثورتهم ظاهراً وانهزموا أمام الجيشالأموي حسب المعايير العسكرية إلا أنّهم تمكنوا– ولأوّل مرّة- من خلق كيان متجانس من الشيعة كان له الأثر في ترسيخ تاريخ التشيع انطلاقاً من الشعار الذي رفعوه والتفاعل مع كل من روح الثورة الحسينية وقيمالشهادة الحسينية.[15]