الشيخ مجبل مشيمش الأسدي
إن التاريخ هو غربال الرجال وهو مصفاة للأنساب كما يقال، فمن هو حرمله بن كاهل لعنة الله عليه ..؟ عندما نبحث في التاريخ نركن عواطفنا وذاتنا ولانعير انتباها الا للحقائق وهذا الموضوع بحثنا عنه لأكثر من عقدين من الزمان وبحرنا في بطون الكتب والتاريخ والمقاتل والانساب والسير والمصادر المعروفة في تاريخنا العربي ولازلنا ننهل من معينها .
وإن موضوع حرمله بن كاهل الذي قتل عبد الله الرضيع عليه السلام اخذ منا الكثير فكيف غفل التاريخ عن شخصيه جدلية مثل حرملة ؟ ولماذا لم تذكر المصادر التاريخية أي شيء حول ولادته قبل واقعة الطف ولم تتحدث عن نسبه ولا حسبه والى أين ينتهي ومن هو أبوه ومن هي أمه؟؟.
ولماذا كل كتب التاريخ والسير والمقاتل لم تذكر غير جملة واحدة "هو حرمله بن كاهل الاسدي" فهل حقيقة هو أسدي ؟
وكيف غفلت كل كتب التاريخ ذلك ولم يعرفوا نسبه كاملا ؟ أتحدى اي كاتب او باحث او مفكر ان ياتي لنا بنسب حرملة كاملا ، ولماذا تم التأكيد على انه ينتمي لقبيلة بني اسد بينما قبيلة بني أسد هي نار على علم معروفة النسب والبطون والعشائر ورجالاتها عبر التاريخ ..وان كتب التاريخ تغص بهذا النسب فأين حرملة من هذه الشجره ومن يكون ؟؟؟
لماذ لايوجد سطر واحد في كل كتب التاريخ عن نسبه بينما تم معرفة انساب كل قتلة الامام الحسين عليه السلام وكيف تكلمت كتب التاريخ بإسهاب عن جميع من شاركوا في موقعة الطف وحتى الشمر الذي ذبح الامام ..تقول عنه المصادر أنه " شمر بن ذي الجوشن وهو شرحبيل بن أعور بن قرط الضبابي الكلابي من هوازن وهو أحد رؤساء هوازن في الكوفه وكنيته أبو السابغه وهو من فخذ عامر بن صعصعه ومن عائلة ضباب بن كلاب فمرة ينتسب الضبابي ومرة العامري ومرة الكلابي كان ممن بايع الامام علي عليه السلام وشارك معه في واقعة صفين لكنه ارتد وتمرد في فتنة الخوارج ويذكرون حتى اعقابه وهو صميل بن حاتم بن شمر وهو احد احفاده والذي وصل للرئاسه في الاندلس " كل هذه المعلومات والنسب بينما غفل التاريخ عن حرملة ولم يعرفوا له نسب .
وبعد البحث والتقصي وجدنا هناك رأيين الرأي الاول يقول: أنه مقاتل فارسي أشتهر بإستخدام النبال وضمه اليه عبيد الله بن زياد وكان حرملة لايتكلم وكان صامتا في المعركه ولايتكلم الا بالاشاره نسبة الى أنه لايجيد العر بية..والرأي الاخر يقول أن حرملة شخصية أوجدها عمر بن سعد وأضاف لها لقب الاسدي حتى يضفي الشرعيه لوجوده داخل ساحة المعركه لئلا يقال أنهم أتوا بمقاتلين أجانب أو فرس حتى ان بعض المصادر لم تذكره بالاسم في المعركه. ففي كتاب التذكرة يذكر هشام بن محمد في مقتل عبد الله الرضيع فيقول "فرماه رجل منهم فذبحه" ولم يقل حرملة لانه شخصية مجهولة. وذكر ذلك في كتاب "العيون العبرى للميانجي ص 172" وهذين الرأيين ضعيفين في السند والتحقيق .
فلقد وجدنا ان اسمه الحقيقي هو "حرمله بن كاهن" وليس كاهل وهو لقيط تربى ضمن الكتائب الحمراء التابعه لمعاويه بن أبي سفيان في الشام ولم يكن كوفيا وكان يشغل منصب أمير كتيبة النبال في هذه الكتائب وقد أرسله يزيد بن معاويه لعبيد الله بن زياد ليقود أصحاب النبال في الواقعه وهذه الكتائب الحمراء يعرفها المطلعون على التاريخ لاينتسب لها الا اللقيط أو الذي باع دينه بدنياه والقتله والمجرمين وهي كتائب عر فت بالبطش وتثبيت أركان دولة أمية .
وحرمله بن كاهن هو مسيحي الديانه في الشام وإنتحل صفة اسدي والا لو كان اسديا كوفيا كما يذكرون لغصت بنسبه كتب التاريخ وباسمه واسم بطنه وعشيرته، لأن الكوفه وكربلاء فيها سكن بنو أسد وهم من قاموا بالدفن ولايضيع نسب رجل أسدي ..فقد بحثنا طويلا في كل كتب المقاتل والانساب والسير والتاريخ فلم نجد له نسب ..فهذه نسبة ندحضها تاريخيا ..فكيف غفل التاريخ عنها؟